ما نملكه لا يحفظ السيادة.. خبراء ونواب يتحدثون عن منظومة الدفاع الجوي العراقية
أمن | 24-09-2019, 05:55 |
بغداد اليوم- بغداد
تعتزم الحكومة العراقية إرسال وفد يضم خبراء عسكريين وضباط في القوة الجوية برئاسة فالح الفياض، مستشار الأمن الوطني، إلى روسيا، للتفاوض مع المسؤولين الروس حول تزويد بغداد بمنظومة دفاع جوي متطورة، آملة بالحصول على منظومة "إس 400" أو "إس 300".
وجاء هذا التحرك، الذي كشفه الفياض للجنة الأمن والدفاع النيابية التي استضافته مؤخراً، بعد تعرض مقار ومخازن أسلحة الحشد الشعبي في مدن متفرقة، لقصف نفذته طائرات قيل إنها اسرائيلية، وأدت إلى وقوع تفجيرات في تلك المقار وانفلاق صواريخ مخزنة فيها وتطايرها عشوائياً، لتوقع إصابات بشرية وخسائر مادية.
وعقب تلك الضربات، دعت أحزاب وكتل نيابية الحكومة إلى تطوير منظومة الدفاع الجوي العراقية للتعامل مع هكذا هجمات مستقبلاً، وهو ما أتفق معه القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي الذي أكد بدوره على "ضرورة" ذلك.
وباستثناء رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية محمد آل رضا، الذي يؤكد أن "العراق لديه كشف راداري ومنظومة روسية مداها جيد جداً في الوقت الحاضر، لكنها مقتصرة على بعض الاهداف السيادية ولم تغطِ الاراضي العراقية كافة"، يجمع نوابٌ كثر على "ضعف" العراق من هذه الناحية، ملقين باللائمة على واشنطن التي يتهمونها بعرقلة تسليح الجيش العراقي رغم وجود اتفاقيات مشتركة، ومن بينهم كريم المحمداوي عن تحالف الفتح.
"إس 400 صعبة.. قد نحصل على الـ 300".
عضو لجنة الأمن النيابية سعران الأعاجيبي ينقل عن فالح الفياض قوله، خلال استضافته من قبل اللجنة، إن "الوفد الذي سيتوجه إلى روسيا برفقته، من الممكن أن يتعاقد مع الجانب الروسي على منظومة إس 300 بحال لم يمكن الحصول على إس 400"، المنظومة التي حصلت عليها تركيا، مؤخراً، رغم المعارضة الأميركية.
و"إس 400" هي المنافس الروسي لمنظومة باتريوت الأميركية، وهي مخصصة لصد الصواريخ الباليستية والطائرات الحربية والمسيرة، كما يغطي الرادار الخاص بها دائرة قطرها 600 كيلومتر، وتستطيع رصد 300 هدف في وقت واحد، وتملك جاهزية الانطلاق خلال فترة 10 ثوانٍ لإستهداف أكثر من 30 هدفاً مرة واحدة.
لكن، سعران الأعاجيبي، يشير في حديثه لـ (بغداد اليوم)، إلى أن "ضغوطات سياسية وأسباب مادية تمنع التعاقد على منظومة اس 400"، مبيناً أن "بالإمكان أن نبدأ بمنظومة إس 300 ونطورها بمرور الأيام".
رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية في البرلمان السابق حاكم الزاملي، كشف في 5 آيار الماضي عن مفاوضات بين بغداد وموسكو لشراء منظومة "إس 400"، لكنه قال إن "أميركا تقف ضد هذه الصفقة، وبالتالي لن تسمح للعراق -بأي شكل من الأشكال- بامتلاك هذا السلاح المتطور، الذي من المتوقع أن يدخل العراق خلال العامين المقبلين".
"سلاح العراق الجوي لا يؤمن سيادته"
من جهته، يؤكد الخبير الأمني والاستراتيجي أحمد الشريفي، أن "منظومة الدفاع الجوي، قصيرة المدى، التي يملكها العراق حاليا محدودة ولا تؤمن سيادة البلاد، إذ نفتقر إلى أحزمة ضامنة، فضلا عن منظومة الرادار المبكر".
ويضيف الشريفي في حديث لـ (بغداد اليوم)، أن "العراق، ولكي يُكمل حلقة منظومات دفاعه الجوي ومدياتها، يجب أن يملك منظومة بعيدة أو قصيرة المدى".
"المشكلة بتدريب الجيش!"
وبدوره، يرى الخبير العسكري عبد الخالق الشاهر، أن "المشكلة" لا تكمن بامتلاك العراق لمنظومة دفاع جوي أو أسلحة متطورة بقدر "ضعف" منظومة الإعداد والتدريب في الجيش العراقي التي يصفها بـ "المنسية".
ويوضح الشاهر، أن التدريب على الصواريخ سيكون في خارج العراق "أكيداً"، وهذا يعني أن عملية اختيار أو انتقاء الشخصيات التي يتم اختيارها لهذا الأمر "لن تكون سليمة وعلى أساس الطول والعرض والارتفاع، وإنما على مكونه، سنياً أم شيعيا، فضلاً عن الفساد في عملية الاختيار"، ما يعني أن العراق لن يصنع جنديا بمستوى منظومة "إس 400".