غياب لا يُملأ.. "التيار الصدري" خارج المشهد السياسي وقلق من فراغ لا يعوّض

بغداد اليوم – بغداد

أثار استمرار غياب التيار الصدري عن العمل السياسي والمشاركة في الانتخابات المقبلة تساؤلات واسعة بشأن تداعيات هذا الابتعاد على مستقبل العملية السياسية في العراق، وسط تحذيرات من فراغ يصعب ملؤه.

وأكد الباحث في الشأن السياسي نبيل العزاوي، لـ"بغداد اليوم"، اليوم الأحد (13 نيسان 2025)، أن "استمرار مقاطعة التيار الصدري، رغم وزنه الشعبي والسياسي الكبير، من شأنه أن يُحدث خللا جوهريا في بنية النظام السياسي"، مشيرا إلى أن "التيار الصدري فاعل أساسي ومؤسس في العملية السياسية منذ عام 2003، وغيابه يترك فراغا لا يمكن لأي طرف آخر تعويضه".

وأضاف أن "الصدريين يمتلكون رؤية مختلفة تقوم على مبدأ الأغلبية الوطنية، التي تنتج حكومة قوية ومعارضة تقويمية فاعلة، وهو ما تفتقر إليه الساحة السياسية حاليا"، مبينا أن "غياب المعارضة الحقيقية يؤدي إلى انحراف المسارات وتصاعد الأزمات دون رقيب أو مصحح".

وتابع: "لا توجد أي جهة مستفيدة من هذا الغياب، فحتى القوى السياسية الأخرى تدرك حجم الخلل الذي يسببه هذا الفراغ"، داعيا القوى السياسية إلى بذل كل الجهود الممكنة لعودة التيار إلى المشهد.

ورغم تأكيد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مقاطعته الانتخابات، إلا أن العزاوي نوه بمؤشر لافت يتمثل بدعوة الصدر إلى تحديث السجلات الانتخابية، وهو ما اعتبره "إشارة محتملة إلى إمكانية العودة في حال تغيرت المعطيات".

ويُعد التيار الصدري، (التيار الوطني الشيعي حاليا) بزعامة مقتدى الصدر، أحد أبرز القوى السياسية في العراق بعد عام 2003، إذ يمتلك قاعدة شعبية واسعة تضم ملايين الأتباع والمقلدين، ويتمتع بحضور فاعل في الشارع العراقي، فضلا عن تمثيله النيابي الكبير في الدورات الانتخابية السابقة.

وقد تبنّى التيار في السنوات الأخيرة نهج الإصلاح السياسي ومكافحة الفساد، ورفع شعار "الأغلبية الوطنية" كصيغة جديدة لإدارة الدولة، بعيدا عن المحاصصة التقليدية، الامر الذي رفضته قوى "الاطار التنسيقي".

وعلى إثر ذلك، أعلن الصدر انسحاب كتلته النيابية من البرلمان، وقرر مقاطعة العملية السياسية والانتخابات المقبلة، احتجاجا على ما وصفه بانحراف المسار السياسي وغياب الإصلاح الحقيقي.

ومنذ ذلك الحين، يعيش المشهد السياسي العراقي، وفقا لمراقبين، حالة من التوازن الهش، في ظل غياب أحد أركانه الأساسية، ما أضعف فرص تشكيل معارضة برلمانية فاعلة، وفتح الباب أمام مخاوف متزايدة من فراغ سياسي يصعب تجاوزه دون عودة التيار الصدري إلى الساحة.