آخر الأخبار
"بغداد اليوم" في مصافي الجنوب: وحدة الأزمرة ستقلل من البنزين المستورد والعملة الصعبة السجن 10 سنوات بحق منتحل صفة ضابط في وزارة الداخلية السوداني يترأس الاجتماع الأول للّجنة العليا لإعادة هيكلة الجهاز الحكومي بعد "عملية البتاوين".. ما مصير نحو ألفي سوداني في العراق؟ السفير يكشف التفاصيل الرئيس الإيراني يشكر كردستان على مساعدة زائري العتبات المقدسة في العراق

في العيد.. عيون الاطفال بين اجراءات "لا تمنع و لا تغني" عن الاصابات وثقافة ووعي "غائبين"

محليات / أمن | 6-04-2024, 21:01 |

+A -A

بغداد اليوم -  بغداد

تكاد لا تمر مناسبة في العراق، حتى تتكشف مظاهر العنف بين المدنيين، وتظهر جليا بين الاطفال في مناسبات الاعياد، لتنقلب الشوارع الى "ساحات حرب" تؤدي الى "تشوهات" وربما حتى "اعاقات دائمية" في بعض الحالات، نتيجة لكثافة انتشار الاسلحة البلاستيكية من غير ضابط لها، الا عبر بيانات واجراءات لا تمنع و لا تغني عن الاصابات التي تسجلها وزارة الصحة في كل مناسبة.


عيون الاطفال في خطر

وفي هذا الشأن، جددت مستشفى ابن الهيثم التعليمي للعيون ببغداد تحذيراتها تزامنا مع قرب حلول عيد الفطر المبارك بضرورة ابعاد الاطفال من خطر الالعاب ذات الاطلاقات البلاستيكية والمصابيح الليزرية حفاظا على سلامتهم، بحسب بيان رسمي.

ونبه مدير المستشفى وليد حميد جاسم، الى "اهمية تعاون الاهالي ومنع اطفالهم من شراء تلك الالعاب لما تشكله من تهديد حقيقي على صحتهم، داعيا الجهات المعنية ذات العلاقة بضرورة اتخاذ الاجراءات القانونية الرادعة للحد من انتشار وبيع تلك الالعاب في الاسواق".

وشدد جاسم على "اهمية تعزيز الجهد الحكومي فضلا عن دور منظمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام المختلفة بجانب الدور المهم لأولياء الامور عبر التنسيق المشترك للقضاء على هذه الظاهرة التي باتت تستهدف صحة وسلامة اطفالنا الاحبة ، لافتا ان المستشفى قد سجلت خلال العيد الماضي استقبال عشرات الحالات وبأعمار مختلفة  البعض منها كانت اصابتهم خطرة ما استدعى ادخال المصابين صالات العمليات الجراحية فيما اكتفى القسم الاخر باخذ علاجات دوائية".


تعزيز ثقافة العنف

وتابع: "تأثير استخدام تلك الالعاب المحرضة على العنف لا يقتصر فقط على سلامة العين فهو يؤثر سلبيا على الجانب النفسي للطفل ايضا من خلال تعزيز ثقافة العنف ما يشكل تهديدا على سلامة المجتمع وهذا امر خطير سيترك  انعكاسات سلبية مستقبلا ، منوها ان هناك عشرات الاطفال الابرياء في كل مناسبة يقعون ضحية لرواج وتداول الالعاب المحرضة على العنف جراء اصابتهم بعاهات مستديمة ، مناشدا الجهات المعنية بالعمل على ضرورة ايقاف استيراد تلك الالعاب ومحاسبة المخالفين".

وكانت وزارة الصحة قد أطلقت، في وقت سابق، على لسان متحدثها سيف البدر، تحذيراً، من الألعاب النارية، خصوصاً أن بعضها يتسبب بإصابات بالغة تؤدي إلى تلف كبير في العين أو فقدانها أو حصول حوادث حريق. 


اصل المشكلة

ويعزو خبراء ومختصون في العلوم الاجتماعية والنفسية ازدياد إقبال الأطفال على التسلية بالأسلحة والألعاب النارية والمفرقعات، إلى طبيعة الأحداث التي عاشتها البلاد وما زالت تحت وطأتها من حروب واقتتال ونزعات عشائرية وتقاليد ضربت بجذورها عقلية الفرد بما يأصّل ثقافة العنف.

الأكاديمي والمختص بعلم الاجتماع جاسم الساري، يروي في حديث صحفي سابق، تابعته "بغداد اليوم"، جملة من الأسباب التي أذكت غزيرة الطفل ورفعت من رغباته في اقتناء الألعاب العنيفة والخطرة.

يقول: "الحروب وعسكرة المجتمع في ثمانينيات القرن الماضي وحتى ما قبلها، وصعوداً إلى ما بعد 2003، وشيوع السلاح المنفلت، نمت ذائقة الفرد العراقي بشكل عام نحو البندقية والبارود والحلول العنيفة، مما سمح بتناقل تلك الثقافات إلى الأبناء من الأطفال والمراهقين".


"اليوم ما نلاحظه من تنامي ذلك اللون من الميل يعكس حقيقة تلك التراكمات والحوادث التي سجلتها البلاد، وبات علينا التفكير بشكل أكثر جديّة في قطع الطريق على تلك الجينة المعنفة خشية انتقالها إلى الأجيال اللاحقة"، يضيف الساري.

ويشير إلى أسباب أخرى شجعت على شيوع تلك الظاهرة، من بينها الألعاب الإلكترونية، خصوصاً لعبتي "البوبجي"، و"زومبي"، وغيرها المعروفة بطبيعتها الحربية والترغيب باستخدام الأسلحة والقتال وحروب الميدان العسكرية.

تحذيرات مستمرة

ولطالما حذرت بيانات الداخلية من بيع ألعاب الأطفال التي يستخدم فيها الصچم (الخردق) والليزر، استناداً لما جاء بقانون حظر الألعاب المحرضة على العنف (رقم 2 لسنة 2013) وحفاظاً على سلامة الأطفال الأبرياء من الإصابات، جميع أصحاب محال بيع ألعاب الأطفال سواء كانوا بائعي الجملة أو المفرد في الشورجة أو خارجها من بيع ألعاب الأطفال التي يتم فيها استخدام الصچم والليزر.


وكانت استشارية مجلس الأمن الوطني قد ناقشت في اجتماعتها السابقة، ضوابط استيراد وتداول الألعاب النارية، موجهة بتشكيل لجنة مشتركة من الجهات ذات العلاقة، لمراجعة وتعديل التعليمات الصادرة بشأنه، بما ينسجم مع التطور والاستقرار الأمني الذي يشهده العراق.

ورغم هذه التحذيرات المستمرة والبيانات والإجراءات الاستباقية، الا انها تظهر عجزا واضحا، لازدهار تجارة الالعاب في الاسواق، وانتشارها في كل مناسبة في ايادي الاطفال، والتي ترجع لسيطرة بعض المتنفذين على ملف استيرادها، بحسب مراقبين.