بغداد اليوم-متابعة

يمتلك وشاح علامة Hermès الفخمة منزلة خاصة بين الكماليات رفيعة المستوى؛ إذ بات نظراً لقيمته المادية الباهظة والمعنوية الاستثنائية أن يصبح أحد أبرز علامات الثراء والفخامة.
وتتراوح أسعار الأوشحة الحريرية بدايةً من 400 دولار أمريكي، وصولاً إلى أكثر من 1700 دولار، وفقاً لنوعية الحرير وألوانه وتصميمه وعدد القطع المصنوعة مثله ضمن المجموعة الصادرة خلال العام.
في هذا التقرير نستعرض رحلة تصميم أوشحة دار هيرميس الصعبة، التي قد تستهلك عاماً ونصف العام من العمل على درجة الألوان واختيار نوعية الحرير المستخدمة.
ونستكشف كيف أصبحت القطعة حكراً على النساء البارزات حول العالم، مثل الفنانات العالميات وحتى الملكات؟

دار Hermès وكيف أصبحت علامة للأثرياء فقط 
تأسس البيت الفرنسي الفاخر عام 1837 كشركة لجام وملابس فاخرة لممارسة رياضة الفروسية؛ وقد ظهرت الأوشحة الأولى بعد قرن بالضبط من تأسيس الدار.
وبصرف النظر عن جمالها، ظلت أوشحة Hermès مطلوبة بشدة بسبب اعتبارها أعمالاً فنية في ذاتها، وفقاً لموقع Fashion Phile. 
و بسبب قيمتها الباهظة، لم يكن بمقدور سوى النساء الثريات اقتناء القطعة. ومن بين من ارتدينه أيقونات القرن العشرين من فنانات هوليوود المعروفات مثل غريس كيلي وأودري هيبورن، كما اشتهرت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية بارتدائه في المناسبات غير الرسمية، وعند ركوب الخيل.
وهو الأمر الذي ساهم في جعل الوشاح علامة لنساء الطبقة المخملية والأرستقراطية والفنانات العالميات. 
ومنذ ظهور الوشاح الأول لأول مرة في العام 1937، أنتجت دار هيرميس أكثر من ألفي تصميم مختلف. ويتم إصدار مجموعتين من الأوشحة كل عام، إضافة إلى إعادة طبع التصاميم القديمة والإصدارات المحدودة.

عملية تصميم طويلة وشاقة
يستغرق صنع وشاح واحد 18 شهراً؛ إذ يتم تصميمها يدوياً وطباعتها على الشاشة (كل قطعة على حدة) ويتم طباعة الحرير يدوياً، وفقاً لموقع Kobo Guide للقطع الأصلية.
ويمكن أن تستغرق عملية إنتاج أي وشاح بعد عملية اختيار اللون والتصميم ما يصل إلى نصف العام؛ نظراً لأن وشاح هيرميس المتوسط يحتوي على 27 لوناً في المتوسط.
ويتطلب عمل شاشات الطباعة في تصميم الوشاح حوالي 750 ساعة، وهناك حاجة إلى شاشة طباعة واحدة لكل لون على حدة.
علاوة على ذلك، قبل خطوة تصميم الشاشات، يجب اختبار الألوان الجديدة ومجموعات الألوان لمعرفة تأثير وشكل النتيجة النهائية، بما في ذلك الطريقة التي تبدو بها الألوان المحددة ومجموعات الألوان على تركيبات النسيج المختلفة لأوشحتهم.
وهذا يعني أنه كلما زاد عدد الألوان التي تراها في أي وشاح فردي، زادت قيمته وسعره، وهو ما يُفسر وصول بعض تلك الأوشحة لمبالغ باهظة تناهز الـ2000 دولار أمريكي للقطعة.
أخيراً، تحتوي أوشحة دار هيرميس على حواف ملفوفة ومُخيَّطة يدوياً، ويتطلب صُنع وشاح واحد 250 شرنقة عثة التوت للحرير على وجه الخصوص، لأن نوعيات الحرير الأخرى لا تُعد بذات القيمة والفرادة، بحسب موقع Cata Wiki للأرقام القياسية.
ولأن الأوشحة مصنوعة من الحرير الصيني المستورد الذي كان بالفعل ضعف قوة الأوشحة الحريرية الأخرى في ذلك الوقت. كانت المادة قوية للغاية، حتى إن الممثلة غريس كيلي استخدمتها كحامل لذراعها المكسورة في عام 1957.
ومع ذلك، تمتلك الدار حالياً مزرعة خاصة لدودة القز في البرازيل. وهناك حاجة إلى ما قد يصل إلى 300 شرنقة من عثة التوت من أجل تصنيع 450.000 متر من خيوط الحرير التي يصنع منها الوشاح الواحد.
الاهتمام بالتفاصيل والجهود المبذولة في وشاح Hermès يُعد استثنائياً بالمقارنة مع أي عملية اعتيادية لتصنيع الأوشحة الحريرية. ومع ذلك، فإن بعض التصميمات تمتلك قيمة أكثر من غيرها. وغالباً ما تزداد قيمة الأوشحة ذات الإصدارات المحدود بمرور الوقت.
علاوة على ذلك، يتم أحياناً إعادة طرح الأوشحة الحريرية الأكثر شهرة عدة مرات، ولكن يتم تقديم بعض التصميمات مرة واحدة فقط لزيادة قيمتها.

كيف يمكن تحديد الأوشحة الأصلية من التقليد؟
كمقياس للأصالة، يجب أن تكون الحافة الملفوفة يدوياً لوشاح Hermès الحقيقي مستقيمة بشكل متناهٍ ونظيف.
وتستمر إعادة إصدار التصميمات بألوان متعددة، مما قد يجعل تقليد تلك التصميمات أكثر صعوبة. كما أن معظم الأوشحة يكون لها ختم باسم الدار في مكان ما في التصميم، وغالباً ما تحمل توقيعاً للفنان صاحب التصميم كذلك.