كتب: نبيل مدالله العبيدي خبير الدراسات الامنية والاستراتيجية
من المتعارف عليه على المستوى العالمي ان سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لها ميل الى رفع شعار وتطبيقه (امريكا اولاً) اي ان المصالح الامريكية فوق كل شيء وعلى رأس كل شيء، وهذه سياسة يتم رسمها من قبل الحكومة العالمية التي تدير امريكا وبقية انحاء العالم بما يخدم مصلحة الولايات المتحدة الامريكية وهذا ما يجب معرفته من قبل المجتمع الدولي، لأنها هي من شكلت الحكومة العالمية" World Government" ويفيد مصطلح "الحكومة العالمية" انها تعني كيانًا سياسيًا واحدًا يمتلك سلطة تنفيذية وتشريعية وقضائية على الأرض. هذا المفهوم غالبًا ما يظهر في الأدب الفلسفي أو الخيال العلمي، حيث يُتصور وجود سلطة مركزية واحدة تدير شؤون جميع الدول والشعوب. وهو ما موجود فعلا الان في ادارة الشأن العالمي.
اذن نحن لا نستطيع ان ننكر ان هناك حكومة عالمية تدير الامور وهي بالأساس قوة عالمية امريكية "القوة العظمى" أو "القوة المهيمنة" (Hegemon). لها سيطرة على الاقتصاد العالمي والجيوسياسي وتدير شؤون كل دولة على حده وتحرك الادارة الامريكية بما يخدم مصالحها القومية والاستراتيجية. فالرئيس الامريكي وهو على قمة الهرم الحكومي العالمي لا يملك الصلاحية ان يغير ما ترسمه تلك الحكومة سواء لمنطقة الشرق الاوسط او لبقية العالم لوحده ومن تلقاء نفسه. ولهذا من اجل ولادة عالم جديد يرسم له ويحسب له حسابات دقيقة للغاية ويعطى للرئيس الامريكي عادة مساحة ووقت يسمح له بالحركة والتصريح والتصرف وغير ذلك وعلى وفق ما ترسمه تلك الحكومة العالمية.
ولهذا وذاك فزيارته" ترامب" الاخيرة الى الخليج العربي (وخاصة السعودية قبل إسرائيل) كانت بالفعل حدثًا مهمًا ولافتًا. يمكن تفسيرها من منظور المصالح الاستراتيجية الأمريكية المتغيرة في المنطقة (مثل مواجهة إيران، أو تعزيز العلاقات مع دول الخليج لبيع الأسلحة، أو التمهيد لاتفاقيات إبراهيم). بل ان زيارته قد عكست تحولات في الأولويات الأمريكية واستجابة للظروف الجيوسياسية. الا ان ما مسموح لرئيس الامريكي هو ضمن ما ترسمه الادارة العالمية" الحكومة العالمية" ولهذا نحن هنا مجرد تنفيذيون لا اكثر بما ترسمه تلك الحكومة وننصاع لها بدون ان نشعر وكان الموضوع الاهي يسير على وفق خطى عالمية.
واما بالنسبة للعراق فهو ضمن ما ترسمه هذه الحكومة العالمية ولذلك نرى تفاوت في عملية الضغط ضد العراق فتارة تلتهب التصريحات العالمية ضد مؤسسات العراق الرسمية باستخدام القوة ضدها كما فعلت بتصريحات ترامب ومن افراد فريقه في حل الحشد الشعبي وفرض الامن وغيره من مطالب وتارة تهدا فهي تعكس أيضًا تعقيدات السياسة الأمريكية في العراق، والتنافس على النفوذ بين القوى المحلية والإقليمية والدولية. الضغط على العراق وتخفيفه قد يكون جزءًا من استراتيجية لتحقيق أهداف معينة، وهذه رسالة الى جميع العالم ومنهم العراق اننا " امريكا" فوق الجميع وكل من على هذه الكرة الارضية هو عبد عندنا وتحت امرتنا وهكذا ترسل رسالة الى العالم جميعاً ان الارض ومن عليها تحت امرتنا اي ان الحكومة العالمية هي فوق الجميع .
فهل نحن نفهم كيف نتعامل مع الحكومة العالمية لا مع ترامب بشخصه. وختامها قول الله تعالى " وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" صدق الله العظيم
نسال الله السلام والامن للعراق يارب
بغداد اليوم- متابعة توج توتنهام بلقب الدوري الأوروبي بعد أن باغت مانشستر يونايتد وفاز عليه بهدف نظيف مساء الأربعاء، (21 أيار 2025)، في نهائي المنافسة. وعلى ملعب (سان ماميس) افتتح توتنهام باب التسجيل في الدقيقة 42 عن طريق بيرنان جونسون بعد ارتباك في دفاع