سياسة / أمن / ملفات خاصة اليوم, 15:39 | --

ملامح سياسة واشنطن


ممثل ترامب يتحدث عن "سيادة ناقصة".. وبغداد تؤكد أن الأمن تحت السيطرة والسلاح "منضبط"

بغداد اليوم - بغداد

وصول المبعوث الأمريكي مارك سافايا إلى بغداد مثل بداية مرحلة جديدة في الخطاب الأمريكي تجاه العراق، إذ حملت تصريحاته رسائل واضحة حول دعم الاستقرار وتعزيز السيادة وتوحيد السلاح تحت سلطة الدولة. وقد أعادت هذه الرسائل التأكيد على موقع العراق في استراتيجية واشنطن الإقليمية.

في المقابل، جاءت المواقف العراقية لتؤكد أن الوضع الأمني “تحت السيطرة” وأن الحشد الشعبي “جزء من الدولة”، في وقت تصر فيه واشنطن على أن السيادة لا تكتمل إلا بتوحيد السلاح تحت قيادة واحدة. بين هذين الموقفين يتكشف تباين في اللغة أكثر منه في الأهداف، لكنه يعكس عمق الفجوة في رؤية الطرفين لمستقبل العلاقة الأمنية بين بغداد وواشنطن.

في أول بيان له منذ تسلّمه منصبه، تحدث مبعوث الرئيس الأمريكي إلى العراق مارك سافايا بوضوح عن مستقبل السلاح والسيادة، قائلاً إن “العراق ما زال بحاجة إلى دعم مستمر ليبقى على الطريق الصحيح”، مؤكداً أن “الاستقرار يعتمد على توحيد القوات الأمنية تحت قيادة الحكومة الشرعية، وبعلم واحد يمثل جميع العراقيين”.

بيان سافايا، الذي تزامن مع نشاطه الأول في العراق، شدد على أن “الولايات المتحدة لا ترى مكاناً لأي جماعات مسلحة تعمل خارج سلطة الدولة”، مشيراً إلى أن “العمل لم يكتمل بعد، وأن غياب وحدة القيادة يعرض سيادة العراق وتقدمه للخطر”. وأضاف أن “مصالح الشعب العراقي والمنطقة تعتمد على عراق كامل السيادة، خالٍ من التدخلات الخارجية، بما فيها الإيرانية، ومكرّس لخدمة مواطنيه”.

الرد جاء من عبد الأمير المياحي، القيادي في تحالف العقد الوطني الذي يرأسه فالح الفياض، وهو تحالف منضوٍ ضمن ائتلاف الإعمار والتنمية بقيادة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني. قال المياحي لـ"بغداد اليوم" إن “العراق اليوم يعيش استقراراً سياسياً وأمنياً واقتصادياً بفضل سياسات الحكومة، وإن تصريحات المبعوث الأمريكي تؤكد هذا الاستقرار”. وأضاف أن “الحشد الشعبي قوة رسمية تابعة للدولة، وتعمل بإمرة القائد العام للقوات المسلحة منذ سنوات، ولا يمكن لأي جهة أن تصفه بأنه خارج إطار الدولة”.

وأوضح المياحي أن “العراق تعافى بعد القضاء على الإرهاب، وأن الحديث عن وجود سلاح خارج القانون غير دقيق، فالحالات الفردية محدودة وتحت سيطرة القوات الأمنية”. واعتبر أن “الولايات المتحدة نفسها تمتلك تشكيلات أمنية متعددة لحفظ الأمن الداخلي، والعراق لا يختلف عنها كونه مرّ بحروب وصراعات تركت آثاراً أمنية تحتاج إلى وقت لمعالجتها”.

سافايا، في المقابل، أشار في بيانه إلى أن “العراق بدأ يستعيد مكانته السياسية والاقتصادية، وفتح أسواقه أمام الشركات العالمية للمساهمة في الإعمار وتطوير البنى التحتية”، لكنه شدد على أن “نجاح هذه الخطوات مرهون بإنهاء ظاهرة السلاح غير الرسمي وتثبيت سيادة الدولة بشكل كامل”.

المبعوث الأمريكي أكد أن مهمته، بتكليف من الرئيس دونالد ترامب، تتمثل في “دعم العراق لاستكمال خطواته نحو السيادة الكاملة والازدهار الاقتصادي”، مشيراً إلى أن “العراق بلد محوري في المنطقة، ويجب أن يواصل دوره في دعم الأمن والاستقرار الإقليمي”.

أما في بغداد، فترى القوى السياسية المشاركة في الحكومة أن “المشهد الأمني مستقر” وأن “الحديث الأمريكي عن جماعات خارج الدولة لا يعكس حقيقة الوضع الميداني”. وتقول مصادر برلمانية إن “الحكومة العراقية تعتبر ملف السلاح منتهياً من الناحية القانونية، وأن جميع التشكيلات الأمنية، بما فيها الحشد الشعبي، تعمل تحت إشراف القائد العام”.

ورغم هذا التباين، يؤكد الجانبان أن العلاقة بين بغداد وواشنطن تسير باتجاه “شراكة متوازنة”، مع تركيز الحكومة على جذب الدعم الدولي لمشاريع البنى التحتية والطاقة. وبينما تتحدث واشنطن عن “استكمال طريق السيادة”، تكتفي بغداد بالقول إن “السيادة قائمة بالفعل، وإن المطلوب الآن هو البناء والتنمية”.

المصدر: قسم الرصد والمتابعة في بغداد اليوم

أهم الاخبار

إيران: تعيين أحمد وحيدي نائباً لرئيس الأركان العامة للقوات المسلحة

بغداد اليوم- متابعة أفادت وسائل الإعلام الإيرانية بتعيين الجنرال "أحمد وحيدي"، قائد سابق لقوات قدس ووزير الداخلية السابق، نائباً لرئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية. جاء هذا التعيين بناءً على قرار صادر عن المرشد الأعلى في إيران علي

اليوم, 21:44