طهران في زاوية حرجة والعراق ساحة "متوقعة" للرد الإيراني على مقتل قيادات الحرس الثوري
سياسة | 6-04-2024, 13:37 |
بغداد اليوم - بغداد
لم يستبعد أكاديمون ومختصون بالشأن الإقليمي، اليوم السبت (6 نيسان 2024)، بأن يكون العراق ساحة محتملة للرد الإيراني على قصف إسرائيل لقنصليتها بالعاصمة السورية دمشق أودت بحياة قيادات بارزة ومهمة في الحرس الثوري الإيراني.
النائب السابق والأكاديمي في جامعة كركوك، ياسين العبيدي، وفي حديث لـ "بغداد اليوم"، أكد بأن الضربة الإسرائيلية وضعت طهران في زاوية "حرجة جدا" يحتم عليها الرد، لان مستوى استهداف مصالحها من قبل تل ابيب زاد بمعدلات عالية.
وبحسب العبيدي، فأن الرد الإيراني، وان لم يكن معروف التوقيت، فأنه يجب ان يكون بمستوى الهجمات الإسرائيلية، للأخذ بنظر الاعتبار اقناع الجمهور ضمن محور المقاومة، بمدى إمكانية طهران بمواجهة أي تهديد إسرائيلي، الا انه استبعد بنفس الوقت، ان يصل التهديد الإيراني مرحلة "الحرب المفتوحة".
ولم يستبعد العبيدي، بأن يكون العراق ساحة للرد الإيراني، كونه الاسهل والاقل تعقيدا، بالنسبة لطهران، وربما يكون من خلال الفصائل المرتبطة بها، سيما وان الأخيرة اكدت استعدادها للرد بانتظار "ضوء اخضر" من طهران، واختتم العبيدي قراءته للمشهد الإقليمي، بدعوة الأطراف المعنية بالداخل العراقي، لأبعاده عن اي مسارات صراع في منطقة الشرق الأوسط لتفادي تجاذباته، مؤكدا بأن الرد الإيراني "سواء اكان مباشرا او غير مباشر"، سيحدد طبيعة الصراع القادم في منطقة الشرق الأوسط، بحسب تعبيره
يشار الى ان المحلل السياسي عدنان محمد التميمي، استبعد الجمعة (5 نيسان 2024)، قيام طهران بقصف تل ابيب بشكل مباشر بعد هجوم القنصلية وسط دمشق.
وقال التميمي في حديث لـ"بغداد اليوم"، ان "قراءة موضوعية للسياسة الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط تذهب الى انها ليست ارتجالية ومبنية على قرارات فورية بل تأخذ مسارها حتى تصل الى قناعة معينة للرد على اي شي يهدد مصالحها وهي تعتمد في اغلب الأوقات الصبر بانتظار الفرص".
واستبعد التميمي، ان " تلجأ طهران الى قصف تل ابيب بصواريخ بالستية"، معللا الأسباب، "لأنه قد ينقل الصراع الى مرحلة لا يمكن احتواءها ويعطي فرصة لإسرائيل برد يقود الى تدمير برنامجها النووي في بوشهر وغيرها خاصة مع وجود طائرات اف 35 الحديثة"، لافتا الى ان" طهران نجحت في زرع سياسة الخوف في إسرائيل ودفعت الأخيرة الى الاستنفار في اغلب سفاراتها ومصالحها الخارجية".
وأشار الى ان "إسرائيل ستبقى في حالة ترقب الى اشعار اخر لأنها متى يأتي الرد الإيراني على قصف القنصلية في دمشق والذي أدى الى سقوط خيرة ضباط الحرس الثوري ممن كانت لهم اليد الطولي في استراتيجية طهران في سوريا ولبنان ودول أخرى".
واكد التميمي، ان استمرار طهران بدعم فصائل محور المقاومة وخاصة الفلسطينية واللبنانية هي السياق الاستراتيجي الذي ستحافظ عليه ايران ولن تتخلى عنه ولن ترغب في رد مباشر يغير من المعادلة ويعطي فرصة لإسرائيل بالرد على الأقل في هذه المرحلة".
وأفادت مصادر إعلامية، اليوم الجمعة، بأن إسرائيل أغلقت ما يصل إلى 28 ممثلية دبلوماسية حول العالم، وذلك إثر تهديد إيران بالرد على قصف قنصليتها في دمشق.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن إسرائيل تأخذ كل تهديد ضدها على محمل الجد، ولكن لا يوجد تغيير في تعليمات قيادة الجبهة الداخلية.
وأضاف المتحدث أن إسرائيل في حرب متعددة الجبهات في الأشهر الستة الماضية، مؤكدا جهوزية القوات لكافة السيناريوهات، وتعزيز حالة التأهب في الوحدات القتالية وأنظمة الدفاع الجوي، وسلاح الجو.
وقال إن إسرائيل تصدت خلال الحرب للكثير من المسيرات والصواريخ التي أطلقت من عدة مناطق من اليمن وسوريا ولبنان وغزة، مضيفا أن إسرائيل قامت بتعطيل أنظمة تحديد المواقع.
كما اتخذت جملة إجراءات لمواجهة رد إيران منها، تجنيد احتياط في الدفاعات الجوية، ورفع حالة التأهب لدى سلاح الجو، وإلغاء الإجازات والعطل في الوحدات المحاربة في الجيش وتجنيد احتياط في الاستخبارات العسكرية والجبهة الداخلية، فضلا عن تشويش قوي على نظام تحديد المواقع تحسبا لإطلاق مسيرات أو صواريخ تستخدم النظام.
فيما تتوقع إسرائيل ثلاث سيناريوهات للرد الإيراني وهي:
- رد إيراني في الخارج على إحدى السفارات أو الممثليات الإسرائيلية في الخارج أو حتى أحد الأهداف اليهودية، وفي هذا الإطار رفعت إسرائيل من حالة الاستنفار الأمني في كل هذه المؤسسات في الخارج وكانت في وقت سابق أصدرت عددا من تحذيرات السفر والنصائح للإسرائيليين في الخارج.
-رد إيراني عبر الوكلاء، ربما يكون هذا هو السيناريو الأسهل بالنسبة لإسرائيل، فهو يعني فعليا المزيد من الوضع القائم فإسرائيل منذ السابع من أكتوبر تتلقى مثل هذه الضربات وترد عليها وهي ضربات تحكمها التفاهمات المكتوبة بالنار منذ بدء الحرب.
-الرد الإيراني المباشر إطلاق صواريخ بالستية أو مسيرات أو صواريخ كروز من إيران على إسرائيل، وفقا للتقديرات الإسرائيلية فإن مثل هذا السيناريو بات مرجحا وواردا جدا.