"يقصفوننا حتى في أوقات فراغهم".. 2500 مقاتل محاصرين في ماريوبول
عربي ودولي | 12-05-2022, 19:01 |
بغداد اليوم-متابعة
بعد أن صمود مذهل خلال حصارهم بمجمع آزوفستال للصلب والحديد، عبر المقاتلون الأوكرانيون عن مشاعرهم بالإحباط والألم جراء تواصل الحصار الروسي المستمر عليهم.
ويتواجد نحو 2500 مقاتل من كتيبة آزوف في ذلك المجمع الشاسع الأطراف، والذي يعتبر آخر معاقل المقاومة الأوكرانية بمدينة ماريوبول الساحلية التي سيطرت القوات الغازية على معظمها بعد معارك قاسية استمرت لأسابيع طويلة.
وبحسب المعلومات الواردة من هناك يوجد نحو 700 جريح من أولئك المقاتلين بعضهم جراحهم خطيرة وبحاجة إلى مساعدات صحية على وجه العجل
وفي آخر رسالة بعثها لزوجته عبر تطبيق تليغرام يقول المقاتل بوغدان لزوجته، ناتاليا زاريتسكا، "أنا على قيد الحياة، ولكن لا شيء أكثر من ذلك بكثير، فالقصف يشتد.. ونحن نموت هنا ببطء.. لست متأكدًا إلى متى يمكننا الاستمرار ولا أعرف ما إذا كنا سنرى بعضنا البعض مرة أخرى. ولكن تذكري أنني أحبك كثيرا ".
وكانت ناتاليا زاريتسكا قد تزوجت بوغدان عبر اتصال فيديو في تليغرام، بعد أن أمنت لها صديقتها الوثائق اللازمة لذلك، وفقا لما ذكرت صحيفة "إندبندنت".
وقالت: "لقد فقد زوجي 20 كلغ منذ أن كان عالقا في ماريوبول، وبدا مريضاً"، مردفة: "لم تكن هناك مراسم، كانت كلها قصيرة جدًا لأن الروس كان يقصفون المجمع".
وتابعت: "لم يكن حفل الزفاف الذي أردته، لكنه كان رائعا حقًا وجعلني أفكر مرة أخرى كم هي الحياة ثمينة. ما زلت أقول لبوغدان إننا سنكون معًا مرة أخرى، ونكون لدينا عائلة".
وزادت: "ما زلت أقول له إنه يجب ألا يستسلم، وسيخرج من آزوفستال، وجميعهم سيخرجون من هناك".
وكان قد جرى إخراج معظم المدنيين العالقين في ذلك المجمع بعد جهود كبيرة عملت القوات الغازية على عرقلتها، مع رفض خروج أي جريح من مقاتلي كتائب آزوف التي يتألف عناصر من القوميين الأوكرانيين، الذين تتهمهم بموسكو بأنهم "نازيون جدد".
وسيكون استكمال الاستيلاء على ماريوبول انتصارًا نادرًا للكرملين في غزو لم ينجح في تحقيق العديد من أهدافه المعلنة حتى الآن، وستسمح السيطرة على المدينة الساحلية لروسيا بفتح طريق بري ذي قيمة استراتيجية مهمة بين منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو قبل ثماني سنوات.
ويعتبر بوتين أن استسلام المقاتلين في آزوفستال سوف يعطيه رصيدا كبيرا لدى الرأى العام في بلاده باعتبارهم من "النازيين الجدد" الذين تعهد بالقضاء عليهم.
ولكن في المقابل يرفض المقاتلون المحاصرون فكرة الاستسلام لأنها تعني بحسب كلامهم توقيعهم على وثائق إعدامهم وموتهم.
"أوضاع صعبة للغاية"
وكانت بعض عائلات الجنود المحاصرين قد شكلت مجموعات دعم للضغط على الحكومة الأوكرانية لتنظيم عملية إخراجهم من المصنع، ولكن الشرطة عملت بتفريق على تفريق الاحتجاجات، فيما أكد رئيس البلاد، فولودمير زيلنسكي، أن الجهود الدولية لا تزال مستمرة لتأمين ممرات آمنة للقوات والمدنيين المتبقين.
وأضاف أن الوضع "صعب للغاية" لكن "يجب ألا نفقد الأمل".
لكن في آزوفستال، يبدو أن هناك القليل من التوقعات بالإنقاذ. قال أحد الجنود ويدعى نيكولاي، في رسالة إلى الإندبندنت عبر تليغرام: "لم يبق لدينا أمل.. لقد تُركنا هنا لندافع عن أنفسنا. سمعنا أن المسؤولين يقولون إن الحكومة عرضت علينا فرصة للانسحاب. لم يحدث هذا قط".
وتابع: "لدينا هنا 700 جريح، والروس يضربوننا حتى في أوقات فراغهم".
ونشرت كتيبة آزوف نفسها صوراً للجنود المصابين تظهر كيف كانوا يعيشون في ظروف قذرة "بجروح مفتوحة" و"بدون الأدوية الضرورية وحتى الطعام". وقالت في بيان: "نطالب بالإجلاء الفوري للجنود الجرحى إلى المناطق الخاضعة للسيطرة الأوكرانية حيث سيتم توفير الرعاية المناسبة لهم".
وقال إيفغيني سوخارنيكوف، الذي يتواجد ابنه البالغ من العمر 24 عامًا في مجمع آزوفستال: "كل يوم أمر بالغ الأهمية الآن، فكلما طال الانتظار، زاد قلقنا بشأن ما قد يحدث.. نحن جميعًا نحاول إيجاد حل، ولكن الاستسلام ليس خيارا. فهم محقون في خوفهم من أن يقتلهم الروس، فلا يمكن للمرء أن يثق في بوتين".
وتابع: "نحن بحاجة فعلاً إلى مساعدة دولية الآن لإنقاذ هؤلاء الأشخاص. نريد أن تتدخل الدول التي لها علاقات مع روسيا، فهذه أزمة إنسانية".