مستقبل ’’غامض’’ وإجراءات مُنتَظرة.. الامتحان الالكتروني لطلبة الجامعات: حل وحيد ’’غير مرحب به’’
محليات | 1-06-2020, 18:51 |
بغداد اليوم-بغداد
يبدو أن فيروس كورونا سيذهب نحو ترك آثاره على كل فئات المجتمع، فبعد استهدافه المواطنين المصابين بالفيروس، وآخرين يعانون من مشاكل توفير لقمة العيش في ظل الأزمة، يذهب الفيروس التاجي لترك آثاره على مستقبل طلبة الدراسات الأولية في جامعات العراق.
العام الدراسي الحالي: ثلاثة اشهر من الاضراب اعقبتها موجة كورونا المستمرة حتى اليوم
طلبة العراق، واجهوا في هذا العام مشاكل عديدة بدراستهم، في البدء، كان الإضراب الطلابي المتضامن مع التظاهرات التي شهدها العراق مطلع تشرين الأول واستمر أكثر من ثلاثة شهور، لُيعلن بعدها بأقل من شهرين، تعطيل الدوام الرسمي في الجامعات بعد تسجيل عدد من الإصابات بفيروس كورونا المستجد في البلاد.
وبقيَ الطلبة يدرسون منذ ذلك اليوم، على المنصات الإلكترونية في ظل تفشي الفيروس، على الرغم من أن خدمات الأنترنت في العراق تعد رديئة، وتلك مشكلة تضاف لمشاكلهم السابقة، لينتظروا ما تحدده الوزارة بخصوص تحديد الطريقة النهائية لامتحان الطلبة، وبعضهم ينتظرون من الوزارة قراراً يُنهي العام الدراسي، كما فعل إقليم كردستان.
كردستان انهت العام الدراسي لطلبة الجامعات باحتساب درجات الكورس الاول
وفي الإقليم، أكد عضو لجنة التعليم العالي في برلمان إقليم كردستان، فريد يعقوب، الجمعة (29 ايار 2020)، أن وزارة التعليم في الاقليم اتخذت قرارا بشأن احتساب درجات الكورس وانهاء العام الحالي تقديراً للوضع الصحي العام.
وقال يعقوب خلال حديثه لـ(بغداد اليوم)، "عقدنا سلسلة اجتماعات مع الوزارة وقد تبين من الصعوبة القيام باداء الامتحانات النهائية نتيجة لتفشي فيروس كورونا وحفاظا على حياة الطلبة".
وأضاف، أن "هذا الأجراء هو أضمن واسلم من ناحية الرصانة العلمية وأفضل من الذهاب للامتحانات الإلكترونية لآن هذا النظام لم يعتاد عليه ويحتاج لسنوات كي يتم التدريب عليه والتهيئة من كافة النواحي".
وبين أن "التعليم في الاقليم مستقل ولدينا مناهج خاصة والحكومة الاتحادية لديها خياراتها العلمية التي تراها مناسبة طبقا للاوضاع في تلك المحافظات".
أما في بغداد، فقد قررت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، إجراء الامتحانات الإلكترونية لطلبة الدراسات العليا في جامعات العراق كافة.
وأمس الأول السبت، وبحسب وثيقة صادرة عن وزارة التعليم، حددت تعليمات الامتحانات الالكترونية، وهيكلية أسئلة الامتحانات لطلبة الدراسات العليا.
وتضمنت الآلية، أن "يكون الامتحان مفتوح المصادر للطلبة، وأن تكون الاسئلة متنوعة بحيث تتضمن الترك وكذلك الاسئلة القصيرة، والمقالية، والفهمية، بالإضافة الى الصح وخطأ والاختيارات".
أما مدة الامتحان فستكون "3 ساعات، على ان تكون الاسئلة اجابتها يمكن ان تتلخص بساعتين، وحرية اختيار الجامعة للوقت سواء صباحا او مساءً، مع التأكيد على لبس الزي الرسمي اثناء الامتحان وبمكان مستقل، وباستعمال الحاسبة او الموبايل ، وللجامعة تحديد المنصة الإلكترونية التي تراها مناسبة للامتحان".
"انقسام الطلبة بين رفض وقبول للامتحانات الالكترونية"
وما زال الطلاب في بغداد وبقية المحافظات، منقسمين فيما بينهم حول رأيهم بأداء الامتحان في هذه الطريقة، وإمكانية أن تذهب وزارة التعليم العالي باتخاذ نفس الطريقة التي اعتمدت للدراسات العليا، سيعتمدونها لإجراء الامتحانات لطلبة الدراسات الأولية.
بعض الطلبة، يرون أنها غير مناسبة، وسيُظلمون العديد من الطلاب، ولأسباب عدة، ومنها، "ضعف خدمة الإنترنت، وعدم فهمهم لأغلب المواد التي تم شرحها في (الكلاس روم)"، خصوصاً أن طلبة الهندسة والطب وبعض التخصصات العلمية التي تحتاج إلى تطبيق ميداني، ودراسة مباشرة، لا يمكن أن يحققوا نجاحاً يرضيهم في ظل هذه الظروف الاستثنائية.
والقسم الآخر من الطلبة، يرون أنها "الطريقة الأنسب في ظل تفشي الوباء، ولمنع انتشاره بين طلبة الجامعات إذا ما عاد الدوام لطبيعته".
ويُجرى التعليم الالكتروني على تطبيق يسمى بالـ "كلاس روم"، وهذا مخصص لأغلب الكليات الحكومية، وبعض طلبة الكليات الأهلية شكوا من طريقة التعليم عندهم.
وقالت إحدى طالبات الكليات الأهلية في بغداد، خلال حديثها لـ (بغداد اليوم)، إن "طريقة التعليم الإلكترونية وخصوصاً في الجامعات الأهلية تعد فاشلة، لأنها جديدة علينا، والاستاذ يرسل المادة في المجموعة المخصصة للدراسة ومن ثم يترك فهمها علينا"، مشيرة إلى أن "الطلبة لم يتعودوا على الدراسة الالكترونية، فضلاً عن ضعف شبكة الانترنت".
وتضيف، أن "التعليم الالكترونية في جامعتنا بدأ بعد شهر من بدء الجامعات الحكومية بإطلاق منصات التعليم الالكتروني"، مؤكدة "في اختصاصنا لا يمكن أن تُدرس موادنا عبر الانترنت، لأن دراستنا تحتاج إلى شرح مباشر".
وبشأن الامتحانات، أكدت، أن "الخيار الأفضل لسلامة الطلبة هو إجراء الامتحانات الالكترونية، خصوصاً وأن الطلبة من أماكن مختلفة في العاصمة بغداد، وبعضهم من مناطق انتشر فيها الوباء بشكل كبير، وهذا سيتسبب بإصابة العديد من طلبة الجامعات البقية".
عضو بلجنة التعليم النيابية: لاخبار لدينا سوى الامتحان الالكتروني رغم مساوئه
وأقر عضو لجنة التعليم العالي والبحث العلمي النيابي، رياض المسعودي، اليوم الاثنين، بمساوئ الامتحان الالكتروني على العملية التدريسية في البلاد، فيما أكد أنه الخيار الوحيد والمتاح.
وقال المسعودي في حديث خص به (بغداد اليوم)، إن "العملية التدريسية في البلاد تعرضت الى الارباك بعدما عطل دوام الجامعات في 9 محافظات منذ شهر تشرين الاول 2019، ولغاية شهر شباط 2020، ونهاية شباط دخل كل الجامعات في البلاد بعطلة اجبارية بسبب جائحة كورونا".
وبين أن "عودة الدوام الرسمي في الجامعات مسألة غير واردة اطلاقا بموجب قرار خلية الأزمة الحكومية"، لافتا الى ان "وزارة التعليم خيار وحيد فقط وصعب في ذات الوقت وهو اجراء الامتحانات الالكترونية".
وأوضح أن "لجنة التعليم سجلت عدة مؤشرات وملاحظات حول صعوبة اجراء تلك الامتحانات لعدة اسباب منها عدم اكتمال المناهج الدراسية وكذلك عدم توفر البنى التحتية للكثير من الطلبة فيما يخص التيار الكهرباء وخطوط الانترنت وأجهزة الهاتف الحديثة والحاسوب، لكن الوزارة مجبرة على هذا الخيار".
وأضاف ان "هناك مشاكل أخرى وهو كيفية السيطرة على عمليات الغش التي ستحصل وكذلك كيفية صياغة الأسئلة الالكترونية"، مؤكدا أن "قرار عبور الطلبة أو الاستمرار بتعطيل الدوام دون اجراء الامتحانات وانهاء العام الدراسي، لا يمكن أن يحصل ذلك".