شبح العزلة يلوح في الأفق.. تحذيرات من تداعيات إغلاق السفارة الأمريكية ببغداد

بغداد اليوم – بغداد

حذر الخبير في الشؤون الاستراتيجية، مجاشع التميمي، اليوم الثلاثاء (22 نيسان 2025)، من تبعات خطيرة قد تترتب على إغلاق السفارة الأمريكية في العراق، مشيرا إلى أن خطوة كهذه ستعكس فقدان الثقة بالوضع الأمني في البلاد، وتضع الحكومة العراقية في مواجهة مباشرة مع شكوك المجتمع الدولي بشأن قدرتها على حماية البعثات الدبلوماسية.

وقال التميمي في تصريح خص به “بغداد اليوم”، إن “إغلاق السفارة الأمريكية، إن وقع، سيعد مؤشرا خطيرا ينذر بتدهور أوسع، وقد يدفع دولا حليفة، بينها دول عربية، إلى اتخاذ خطوات مشابهة، ما يعمق عزلة العراق الدبلوماسية”.

وأضاف أن “القرار ستكون له تداعيات سلبية على مناخ الاستثمار، ويعزز من نفوذ الجماعات المسلحة واللاعبين الإقليميين في ظل غياب الردع الدولي، كما سيُقرأ دوليا كفشل سياسي وأمني للحكومة العراقية”.

ودعا التميمي إلى ”تحرك عاجل على المستويين السياسي والأمني لإعادة بناء الثقة الدولية، وتوفير ضمانات حقيقية لأمن البعثات، تجنبا لانزلاق البلاد نحو أزمة أعمق تمس استقرارها ومصالحها الوطنية”.

وكانت وثائق مسربة حصلت عليها شبكة "السي ان ان" الامريكية، كشفت يوم الاحد، (20 نيسان 2025)، عن وجود نوايا لادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتخفيض التمثيل الدبلوماسي واغلاق مجموعة من السفارات والقنصليات في ثلاثين بلادا على رأسها العراق والصومال.

وقالت الشبكة بحسب ما ترجمت "بغداد اليوم"، ان الرئيس الأمريكي يبحث مع مسؤولي البيت الأبيض ومسؤولي وزارة الخارجية "تعديل" السياسة الخارجية الامريكية بشكل كامل، موضحة "الخطوة الأولى التي كشفت عنها الوثائق هي اغلاق ثلاثين سفارة وقنصلية حول العالم وبواقع 17 قنصلية و10 سفارات وممثليات سياسية اخرى".

وتابعت بالتأكيد على ان على رأس تلك القائمة العراق والصومال، كما ستتضمن بلدانا أخرى مثل "مالطا، لوكسمبرغ، ليسوثو، جمهورية الكونغو، جمهورية وسط افريقيا، وجنوب السودان"، موضحة ان مهام تلك القنصليات والسفارات ستقوم بها القنصليات والسفارات الأمريكية في الدول المجاورة لها.

وأضافت "المبادرة الجديدة التي دفع بها رئيس دائرة الكفاءة الحكومية ايلون مسك، تتضمن أيضا تخفيض التمثيل الدبلوماسي في العراق والصومال، حيث تشترك الحكومة الامريكية في مهام لمكافحة الإرهاب"، مشددة "مبادرة ايلون مسك ترى بان على الولايات المتحدة تخفيض تمثيلها الدبلوماسي في العراق لصالح دول اكبر مثل اليابان وكندا"، بحسب وصفها.

وأشارت الشبكة، الى ان وزير الخارجية الامريكية ماركو روبيو، لم يعلن بعد عن موقفه من التوصيات التي خرج بها كادر البيت الأبيض حول التمثيل الدبلوماسي في تلك البلدان، موضحة ان الخارجية الامريكية لم تقم بتعيين سفراء جدد حتى اللحظة لبعض تلك البلدان.

وإغلاق السفارة الأمريكية، التي تعد واحدة من أكبر السفارات في العالم وأكثرها تأثيرا، قد لا يكون حدثا عاديا، بل سيفسر كمؤشر خطير على انهيار الثقة بالوضع الأمني العراقي، وفقا لمحللين.