بغداد اليوم - كردستان
تحتفي الصحافة الكردية بالذكرى الـ127 لتأسيسها، وسط مشاكل وتحديات كبيرة واجهت عمل الصحفي الكردي، الذي ما زال حبيس الأحزاب ورغباتها وصراعاتها الداخلية.
وتُتهم الصحافة الكردية بالفشل في الخروج من الإطار المحلي، إذ بقيت منشغلة بالصراعات الحزبية والخلافات الداخلية، دون أن تكترث لمعاناة المواطن ومشكلاته.
وفي هذا السياق، تحدث نقيب الصحفيين في إقليم كردستان آزاد حمه أمين لـ"بغداد اليوم"، مشيرًا إلى أن "99% من الصحافة في العراق وإقليم كردستان هي صحافة حزبية".
وأوضح أن "هناك صحافة كردية تهتم بقضايا المواطن ولعبت دورًا جيدًا، لكنها قليلة بسبب ضعف الدعم المالي، إذ أن المال أساس تطور الصحافة ونهضتها، والأحزاب هي من تملك المال".
وأضاف أن "نقابة الصحفيين في كردستان عملت خلال السنوات الماضية على تقليل خطاب الكراهية، وتوجيه الصحافة للاهتمام بقضايا الشعب بعيدًا عن الصراعات التي تؤثر على حياة الناس".
وحول فقدان الصحافة لهيبتها بين الكرد، أشار حمه أمين إلى أن "دور الصحافة تراجع عالميًا مع بروز وسائل التواصل الاجتماعي، التي باتت تصل إلى المواطن بسرعة رغم ما تحمله من سلبيات"، مؤكدًا أن "تبعية أغلب وسائل الإعلام للأحزاب أفقدتها المصداقية لدى المواطن".
وفيما يتعلق بغياب الصحافة المستقلة، أكد أن "المال ورغبة المستثمر هما الأساس في إنشاء المؤسسات الإعلامية وتوجيه خطابها، ولهذا فإن عدد المؤسسات المستقلة قليل جدًا".
من جهته، فنّد نقيب الصحفيين في السليمانية كاروان أنور تحول كل الصحافة الكردية إلى أداة سياسية، مشيرًا في حديثه لـ"بغداد اليوم" إلى أن "في إقليم كردستان نحو 1700 مؤسسة إعلامية بين مرئية ومسموعة ومقروءة، منها المسيس والحزبي والمستقل، ولا يمكن تصنيف جميعها كأدوات سياسية، رغم قلة المؤسسات المستقلة".
وحول استضافة الإقليم لعشرات المؤسسات العربية، قال أنور إن "الفترة التي أعقبت التغيير في العراق عام 2003 وحتى 2012 شهدت انفتاحًا كبيرًا، حيث اتخذت العشرات من المحطات العراقية والعربية من الإقليم مقراً لها".
وأضاف أن "الفترة بعد عام 2012 شهدت تراجعاً في حرية الصحافة، وتوسعًا في ظاهرة الاضطهاد، بحسب تقارير المنظمات الدولية، مما يستوجب التصدي لهذه الظاهرة لمنع الانزلاق نحو استهداف الصحفيين".
إلى ذلك، قال النائب الكردي السابق غالب محمد إن "أحزاب السلطة، عبر أجهزتها الأمنية، مارست التضييق على الصحفيين، مما أعاق تطور الصحافة المستقلة في الإقليم".
وأضاف في حديثه لـ"بغداد اليوم" أن "الإجراءات التعسفية ضد الصحفيين الذين يجرون تحقيقات حول الفساد أسهمت في بروز هيمنة الصحافة الحزبية".
وأشار إلى أن "الصحافة الحزبية تتمتع بالامتيازات وتحظى بالحماية، وتُغذى بأموال ضخمة تأتي من تهريب النفط، وعائدات المنافذ الحدودية، والسرقات، بهدف ضرب الشعب وتأجيج الصراعات الحزبية دون تقديم أي فائدة للمواطن الكردي".
أما الصحفية الكردية المستقلة آفين عبد الله، فأكدت أن "الصحافة المستقلة تتعرض للمضايقات ولا تستطيع الصمود أمام نفوذ صحافة السلطة المدعومة ماليًا وأمنيًا وإداريًا".
وأضافت في حديثها لـ"بغداد اليوم" أن "غالبية الصحافة الكردية تحولت إلى أداة قمع، تدعم الأحزاب وتصرفاتها، وتستهدف كل من ينتقد السلطة بأبشع التهم".
وأشارت إلى أن "دور نقابة الصحفيين في الإقليم ضعيف جدًا، ولا يرقى إلى مستوى المشاكل التي يواجهها الصحفيون أو الانتهاكات المرتكبة بحقهم"، معتبرة أن "النقابة تابعة للأحزاب وليست مستقلة".
كتب: محمد شيخ عثمان منذ إصدار أول صحيفة كردية “كردستان” في القاهرة في 22 نيسان عام 1898،”والذي اصبح يوما للصحافة الكردية”، كانت للصحافة الكردية دور تاريخي في تعزيز القيم النبيلة والدفاع عن الحقيقة والعدالة،واضحت منبراً لتطلعات الشعب الكردي في الحرية