بغداد اليوم-بغداد

نشر الناشط البيئي في محافظة ميسان مصطفى هاشم اليوم الجمعة، صورا تظهر نشاطات غريبة في هور الحويزة الذي "جُفف" بالكامل، معتبرًا ان هذه النشاطات دليلا يوضح الصورة بالكامل عن ما جرى لهذا الهور.

وأعاد هاشم، نشر منشور كان قد كتبه في وقت سابق، يتحدث عما يجري بهور الحويزة حيث استدل من خلاله على أن جفاف هور الحويزة لاعلاقة له بالمناخ والأزمة المائية بل هي "بريئة" من هذا الأمر، وانما تم التجفيف بفعل فاعل وقرار سياسي.

وجاء في المنشور الذي اطلعت عليه (بغداد اليوم)، أن "ما نظنه ويظنه الناس حول أسباب جفاف هور الحويزة غير صحيح، وفي الحقيقة الأمر عكس مايروج له من قبل وزارة الموارد المائية"، مبينًا أنه "في الحقيقية يبدو أن هناك دوافع سياسية وراء تجفيفه".

واضاف ان "هناك عدة أمور حصلت تثير الشكوك، في مطلع عام2021 اصدر محافظ البصرة اسعد العيداني قرارا بإنشاء سدة ترابية بطول 100 كم في الحويزة على القاطع الحدودي العراقي الإيراني بين العمارة والبصرة"، مبينا ان "الجهات المنفذة لهذه السدة الترابية (الدفاع والنفط والموارد المائية وهيئة الحشد الشعبي ومحافظة البصرة) بحجة تأمين الحدود العراقية".

وأوضح أن "هذه السدة الترابية تبعد 500 متر عن السدة الايرانية اي انها داخل هور الحويزة وهذا انتهاك صارخ ومخالفة قانونية لان الاهوار ضمن لائحة اليونسكو للتراث العالمي، وايضا السدة تؤثر على جودة المياه وتخالف قوانين منظمة اليونسكو، منها أعمال التجريف الموضحة بالصور ادناه مخالفة لمباديء اليونسكو".

وتابع: "تزامنا مع بدء العمل بالسدة الترابية بدأت الاطلاقات المائية باتجاه البصرة تزداد بأرقام خيالية حتى وصلت 100متر مكعب بالثانية والإطلاقات باتجاه الحويزة 3.5 متر مكعب، وهذا ما يؤكد جفاف هور الحويزة له علاقة بإنشاء السدة الترابية، علما ان حصة الحويزة في السنوات السابقة لا تتجاوز 50 متر مكعب بالثانية".

وأكد أن "صور الاقمار الصناعية تظهر جفاف هور الحويزة بفترة قياسية والسبب هو الغاء حصة الاهوار بشكل كامل"، مبينا ان "هناك بعض الناشطين والشخصيات تحدثوا عن تعمد تجاهل حصة الاهوار على سبيل المثال اقتبس لكم من مقال وزير الموارد المائية الاسبق د.حسن الجنابي : "ما يحصل في الأهوار العراقية هو كارثة كان يمكن التخفيف منها ان لم يكن تجنبها، فالأمر في غاية البساطة، ما حصل في اهوار الحويزة على اقل تقدير، هو قرار تشغيلي أكثر من كونه حالة طبيعية. بمعنى ان هناك خسائر كبيرة انسانية واقتصادية بسبب انعدام وصول اية كمية من المياه اليها وسببها هو الغاء حصة الأهوار".

وبين أن "إطلاقات المياه مؤخرا لسدة الكوت تزيد على 200 متر مكعب في الثانية حالياً، فمن اليسير جداً تخصيص 40 الى 50 متر مكعب منها الى هور الحويزة حتى لو كان على سبيل المراشنة بين اسبوع وآخر"، مشيرا الى انه "كان من شأن ذلك انقاذ الناس والحيوانات والقرى في اهوارنا الشرقية دون الإضرار بأية التزامات أخرى".

واعتبر ان "أي مشروع داخل الاهوار مرفوض لأن الاهوار موطن تاريخي لأربعة ملايين إنسان تمثل هويتنا والعبث بأرضنا لا نقبل به، إنشاء السدود والمنافذ الحدودية مع جهات حزبية غايتها الفساد وتهريب الممنوعات عبر الحدود حقيقة يعرفها جميع العراقيين".