تقرير دولي يتحدث بالأرقام عن ’’الوضع النفسي’’ للعراقيين ومستوى رعاية المرضى
محليات | 10-10-2020, 13:22 |
بغداد اليوم- بغداد
نشر مكتب منظمة الصحة العالمية في العراق، تقريراً باليوم العالمي للصحة النفسية، والذي يحمل هذا العام عنوان "التحرك من أجل الصحة النفسية، فلنستثمر فيها"، ويدعو إلى زيادة التمويل الدولي والمحلي للصحة النفسية والرفاه.
وجاء في التقرير الذي نشره مدير مكتب الصحة العالمية، ادهم إسماعيل وتلقته (بغداد اليوم)، "لا شك أننا نتفق جميعا على الضرورة الملحة للاستثمار في الصحة النفسية، لأنه وعلى مستوى العالم سيصاب واحد من بين كل أربعة أشخاص باضطراب نفسي في وقت ما. ومثل العديد من الدول الأخرى، لا يتجاوز اتفاق العراق على الصحة النفسية نسبة 2% من ميزانيتها للصحة، وذلك رغم حقيقة أنه في مقابل كل دولار أمريكي يستثمر في تعزيز علاج الاضطرابات الشائعة مثل الاكتتاب والقلق، يتحقق عائد قدره 5 دولارات أمريكية في مجال تحسين الصحة والإنتاجية".
وتابع "في العراق يدفع الناس 20% على الأقل من تكلفة خدمات الصحة النفسية والأمر أسوأ بالنسبة للأسر ذات الدخل المنخفض وغيرها من المجموعات الضعيفة لأن تكلفة هذه الرعاية الأساسية يمكن أن تتسبب لهم في صعوبات مالية، ولكن عندما تحصل معا على تغطية صحية شاملة، فإننا نضمن عدم اهمال الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية، ولا تزال احتياجات الرعاية الصحية النفسية كبيرة في العراق. ورغم أن الحكومة والشركاء وضعوا استراتيجية وخطط وطنية للصحة النفسية، إلا أن غالبية الناس لا يستطيعون الحصول إلى الخدمات النفسية الجيدة".
وأضاف "لقد أبرزت جائحة كوفيد-19 العديد من القضايا ومن أهمها أهمية الصحة النفسية للرفاه العام. فقد أثرت القيود المفروضة على الحركة والتجمعات وفقدان الوظائف ووفاة الأقارب والأحباء والانتشار الواسع للإصابات بكوفيد-19 على الصحة النفسية للناس في كل مكان. وانتشرت تقارير عن زيادة في عنف الأزواج والشركاء، وارتفاع معدلات الانتحار. واثناء جانحة كوفيد-19 تعمل منظمة الصحة العالمية مع الحكومة العراقية والشركاء لجعل الرعاية الصحية النفسية جزء من استمرارية الخدمات الصحية الأساسية. كما توفر المنظمة التدريب على مهارات الدعم النفسي للمستجيبين الأوائل".
واوضح على المستوى العالمي، "تشير التقديرات إلى أنه يوجد تسعة عاملين في الرعاية الصحية النفسية لكل 100000 شخص، ولكن في العراق تنخفض هذه النسبة إلى أقل من 2 الكل 100،000 شخص، ثلهم من غير المتخصصين، ما يعني أن البلاد تعاني من نقص حاد في أعداد الأطباء والمعالجين النفسيين".
وتعمل منظمة الصحة العالمية مع الحكومة العراقية على "توفير خدمات دعم صحة عقلية ونفسية للمجموعات الأكثر ضعفا في المجتمع تتناسب مع ثقافة العراق وتستند إلى الأدلة والقيم المجتمعية، وفي استراتيجية تشارك المهام هذه، يتم تدريب عاملي الرعاية الصحية النفسية وبعد ذلك الإشراف علهم أثناء تعاملهم مع الاضطرابات النفسية الشائعة"، وفقا للتقرير.
ودعت منظمة الصحة العالمية في تقريرها السنوي، الشركاء والمجتمعات إلى "زيادة ودعم التدخلات الاجتماعية من خلال تعزيز دعم الأفران، وإعادة دمج مرضى العلاج الطويل الأمد في المجتمعات، وتزويد مقدمي الرعاية بالمعرفة والموارد الدعم الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية بشكل أفضل، وأدعو أصحاب العمل إلى الاستثمار في برامج رفاه الموظفين والتدريب في مجال الإسعافات الأولية النفسية. وستبقى منظمة الصحة العالمية ملتزمة بالاستجابة لاحتياجات الصحة العقلية والنفسية للشعب العراقي، وستواصل تقديم الدعم اللازم لتوسيع نطاق الخدمات لمواكبة الاحتياجات الناشئة، كما ستواصل المنظمة الدعوة لإعطاء الأولوية للصحة النفسية باعتبارها مكونا أساسية للخدمات الصحية في العراق".
وأشار "يجب على كل واحد منا الحرص على صحته النفسية. ويمكن لكل واحد منا اتخاذ بعض الخطوات الأساسية لتحسين صحته النفسية من خلال الحصول على قسط كاف من النوم، وتناول طعام صحي، وتجنب الكحول، وممارسة الرياضة، والتواصل الاجتماعي، واتباع استراتيجيات الإدارة التوتر والقلق. أخيرا، أتمنى على كل شخص الاستثمار في صحته النفسية ورفاهه ودعم كل من حوله".