ديالى تئن تحت الزحام.. جمرك "باوه محمود" من تنظيم إلى مأزق

بغداد اليوم - ديالى 

بين طرقات تمتد على خارطة الوطن يفترض أن تكون شرايين للحياة والتواصل، تتحول بعض النقاط إلى كتل من الازدحام والتعب، وتُختزل فيها معاناة آلاف المواطنين. 

"باوه محمود"، نقطة جمركية في ظاهرها، لكنها في واقعها اليومي تمثل صداعاً مزمنًا لسكان ديالى والمسافرين نحو إقليم كردستان، بعد أن بات عبورها يستنزف ساعات طويلة من الانتظار الخانق، ويهدد راحة وأمن الناس الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يسلكون طريقاً يُفترض أن يكون منسقًا وآمنًا.

قرار اتحادي اتُخذ منذ أشهر لإنشاء هذه النقطة، بهدف تنظيم الحركة التجارية والجمركية، لكنه تحوّل إلى عبء ثقيل على الجميع، طوابير من سيارات الشاحنات متوقفة، وأناس عالقون تحت حر الشمس ينتظرون ساعات طويلة لعبور طريق لا يتجاوز بضعة كيلومترات ومع هذا المشهد المتكرر يوميًا، ترتفع الأصوات مطالبة بالحل، وفي مقدمتها صوت عضو مجلس محافظة ديالى أوس المهداوي، الذي وصف هذه النقطة بـ"الصامتة في خارطة العراق"، في إشارة إلى الإهمال والتجاهل الذي يكتنفها..

وقال المهداوي لـ"بغداد اليوم"،اليوم الثلاثاء (22 نيسان 2025)، إن "قراراً اتُخذ قبل عدة أشهر، بموجب صلاحيات الحكومة الاتحادية، بإنشاء نقطة جمركية في منطقة باوه محمود على الطريق الرابط بين ديالى وإقليم كردستان (باتجاه السليمانية)، إلا أن هذه النقطة تحولت إلى عامل يعرقل حركة المرور بدلاً من تنظيمها".

وأضاف أن "الطريق عند نقطة باوه محمود يشهد زخماً مرورياً خانقاً، لدرجة أن المواطن يحتاج إلى 4-5 ساعات لعبوره، وهو ما يمثل كارثة حقيقية تؤثر على حياة الآلاف بشكل يومي"، مشيراً إلى أن "المنطقة تحولت إلى ما يشبه النقطة الصامتة في خارطة العراق بسبب شلل الحركة المتكرر فيها".

وطالب المهداوي رئيس الوزراء بـ"إصدار توجيهات عاجلة لرسم خارطة طريق حقيقية لتطوير المنطقة من خلال توفير البنى التحتية اللازمة وتوسيع الطريق وتأهيله بالشكل الذي يسمح بأداء المهام الجمركية بسلاسة، فضلاً عن متابعة ملف الشاحنات والإجراءات الإدارية والقانونية المرتبطة".

وأكد أن "الإبقاء على الوضع الحالي سيؤدي إلى خلق مزيد من الأزمات الإنسانية، خاصة وأن الطريق يُعد محوريًّا بين ديالى وإقليم كردستان العراق".

ونقطة "باوه محمود" الجمركية تقع على الطريق الرابط بين محافظة ديالى وإقليم كردستان باتجاه السليمانية. أُنشئت بموجب قرار اتحادي لتنظيم حركة البضائع والمسافرين.

وتعاني النقطة من اختناقات مرورية حادة بسبب ضعف البنى التحتية وعدم توسعة الطريق، ما تسبب بتعطيل مصالح المواطنين وتكرار الشكاوى.

وتُعد هذه النقطة ممرًا حيويًا بين المركز والإقليم، وتحولت إلى أزمة خدمية وإنسانية تستدعي تدخلاً حكوميًا عاجلًا.