الحمى النزفية تطرق أبواب المحافظات ومطالبات بخطة إنقاذ

بغداد اليوم - بغداد 

في الوقت الذي تتنفس فيه المدن العراقية تحت وطأة أزمات متراكمة، صحية واقتصادية وأمنية، يطلّ شبح جديد من بوابة الصمت والخوف "الحمى النزفية"، مرض قاتل لا يُرى بالعين المجردة، لكنه يحصد الأرواح بصمت، ويتسلل إلى أجساد الأبرياء بسرعة مخيفة.

ليست هذه أول مرة يواجه فيها العراق موجة من هذا المرض، لكن سرعة انتشاره هذه المرة وتوقيته، في ظل تراجع مستوى الخدمات وتذبذب الرقابة على الأسواق والمسالخ، تنذر بأن القادم قد يكون أصعب وسط هذا المشهد المقلق، يخرج رئيس لجنة الزراعة والمياه النيابية الأسبق فرات التميمي ،اليوم الثلاثاء (22 نيسان 2025)، داعياً إلى اعتماد استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة مرض الحمى النزيفية، محذراً من أن تسجيل 19 إصابة خلال أقل من أسبوع قد يكون بداية موجة جديدة ستنتقل إلى عموم المحافظات العراقية.

وقال التميمي لـ"بغداد اليوم"، إن "تأكيد وزارة الصحة تسجيل 19 إصابة بمرض الحمى النزفية، بينها حالتا وفاة، خلال أقل من أسبوع، أمر مقلق جداً، ويستدعي التحرك العاجل لاعتماد خطة متكاملة على مستوى المحافظات العراقية".

وأضاف أن "الخطة يجب أن تتضمن معالجة شاملة وفورية لمصادر الإصابة، ومتابعة محال القصابة، وإطلاق حملات توعية واسعة لتفادي تسجيل المزيد من الحالات"، مشدداً على "ضرورة تحرك الفرق البيطرية لأداء مهامها في مكافحة الحظائر وتوعية مربي الثروة الحيوانية، بالتنسيق مع الفرق الطبية الرقابية".

وأشار التميمي إلى أن "تسجيل هذا العدد من الإصابات خلال فترة زمنية وجيزة قد يشير إلى وجود حالات لم تُكتشف بعد، ما يتطلب المزيد من اليقظة والانفتاح على الأهالي للإبلاغ عن أي حالة مشتبه بها، واتخاذ كافة الإجراءات للتعامل مع أسباب انتقال المرض الذي قد يؤدي إلى الوفاة كما حصل مؤخراً في كركوك، حيث توفيت حالتان خلال 72 ساعة فقط".

والحمى النزفية الفيروسية تُعد من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، وينتقل الفيروس المسبب لها عن طريق القراد أو ملامسة دم الحيوانات المصابة، خاصة أثناء الذبح أو التعامل المباشر مع اللحوم دون إجراءات وقاية ويُعد مربو المواشي، والقصابون، والعاملون في المسالخ، الأكثر عرضة للإصابة.

وشهد العراق في السنوات الأخيرة عدة موجات من هذا المرض، سجلت خلالها إصابات ووفيات في مناطق مختلفة، أبرزها محافظات الجنوب والوسط،وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة، إلا أن ضعف الرقابة على محال القصابة، وقلة الوعي الصحي، وتراجع إجراءات الوقاية البيطرية، ما تزال تشكّل تحديات كبيرة أمام السيطرة على المرض.