آخر الأخبار
توجه برلماني لرفع السن التقاعدي في مؤسسات الدولة إلى 63 سنة دوي انفجار في محيط منطقة السيدة زينب بريف دمشق ‏أيمن حسين: نعتذر من الجمهور العراقي كاساس يحمل اللاعبين مسؤولية التعادل أمام الأردن وزير الداخلية لـ "بغداد اليوم": نجحنا بتنظيم مباراة المنتخب

رفض الانتماء للإسلام فكافأه داعش بقتل واختطاف 77 فرداً من عائلته.. أيزيدي يوجه رسالة لعبد المهدي

سياسة | 28-02-2019, 04:27 |

+A -A

بغداد اليوم - كردستان

يوشك تنظيم داعش على نهاية دولة خلافته المزعومة، ولكن نهاية الحرب لا تعني أبداً نهاية آثاره، فالتنظيم الإرهابي خلّف مئات القصص والمشكلات الاجتماعية نتيجة المجازر الدموية التي ارتكبها، فضلاً عن السبي والاستعباد الجنسي في المدن التي سيطر عليها في 2014.

المكون الأيزيدي في العراق، ارتكبت بحقه مجازر دموية ووحشية بين قتل وسبي واغتصاب واختطاف ودمار في قضاء سنجار الذي حاول داعش محو اثره التاريخي.

حجي حميد، الرجل الذي خسر 77 شخصاً من أفراد عائلته بين قتيل ومخطوف ومسبية، يعيش اليوم ظروفاً مأساوية في مخيم يفتقد لأبسط الخدمات بمحافظة دهوك، أكد خلال حديثه لـ"بغداد اليوم"، أن السياسيين من أبناء جلدته والناشطين تاجروا بالقضية الأيزيدية، وناشد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، أنْ يرسل إليه ليلتقي به شخصياً ويطلعه على حجم الكارثة الانسانية التي تعرض لها.

ولدى حميد، 11 ولداً وأخوين، كانوا يعيشون بصورة طبيعية ويعملون في سوق الجملة، وهو مختار في منطقة خانصور التابعة لقضاء سنجار غرب مدينة الموصل.

وأكد حجي حميد، خلال حديثه لـ"بغداد اليوم"، أن "داعش منظمة إجرامية لا عتب عليها فالإجرام متأصل في عروقهم، لكن العتب والأسف على جيرانه الذين غدروا به وجاءوا مع داعش إلى بيته"، لافتاً إلى أن "من أخبر داعش عن بيته، كان يأكل ويشرب معه وتربطه علاقة به لأكثر من 20 عاماً، وهو محكوم الآن بالسجن لثلاث سنوات في محافظة دهوك".

وأشار حميد، إلى أن "جميع جيرانه من العرب أصبحوا مع داعش وأمّلوه بالبقاء، وقالوا (نحن أخوة لكم) وهي لم تكن إلا محاولة للوقيعة به"، بحسب قوله.

وتابع: "بعد دخول داعش إلى مناطقنا القروية تجمع في منزلي 77 فرداً من أبناء عائلتي وعمومتي، وعندما جاء داعش إلى بيتنا تحدثوا معي وطلبوا مني دخول الإسلام، ولكنّي رفضت، وفي المساء خرجت باتجاه الجبل، ولكن أفراد عائلتي رفضوا الخروج، فجاء داعش بعد ساعات وأخذهم جميعاً باتجاه منطقة شدادي في سوريا، وقام بعزل النساء عن الشباب والأطفال وأخذوا البنات باتجاه الموصل، والعائلات باتجاه القيارة في قاعدتها العسكرية".

ولفت حميد، إلى أنه "اشترى 14 شخصاً من أفراد عائلته بينهم 4 من بناته بمبلغ 166 ألف دولار، عن طريق المهربين الذين كان يتواصل معهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي"، مبيناً أن "داعش وبعد أشهر من الاختطاف لم يقم بقتلهم بل ساوم عليهم لبيعهم والإستفادة منهم مادّياً".

وبين، أن "هناك أشخاص من العرب المجاورين لقرى سنجار، قاموا بشراء عدد من أفراد العائلة من داعش، وبيعهم فيما بعد لنا، على أن يكون المهرب كفيلاً عن الأموال، وهم أشخاص يقيمون في دهوك".

وعن بقية أفراد عائلته الذين لا يزالون لدى تنظيم داعش، أوضح حجي حميد، أنه "مديون حالياً أكثر من 50 ألف دولار، وليس لديه أموالاً لشرائهم، في وقت لايزال لدى التنظيم خمسة من أبنائه وإحدى بناته، وستة من أبناء أخوته، وعدد من أقاربه، وأنه حسب المعلومات التي يمتلكها مازالوا أحياء، ولكن لا توجد مساعدة حكومية في هذا الشأن".

وأضاف أن "بناته تم الاعتداء عليهنّ جنسياً، وعدد منهنّ ولدن أطفالاً من داعش، لكنه رفض استلامهم مع بناته الذين اشتراهم"، مشيراً إلى أن "إحدى بناته وهي مواليد 2001 اعتدى عليها 8 رجال من داعش جنسياً وقاموا بربطها بسبب رفضها الاعتداء عليها".

شيماء، إحدى بنات حجي حميد، اللواتي تم تخليصهن من داعش، تروي قصتها لـ"بغداد اليوم" قائلة "أحاول نسيان الماضي رغم الألم الكبير والوحشية التي تعرضت لها"، مؤكدة أن "عناصر التنظيم كانوا يعتدون عليها بوحشية ويضربونها، وأن واحداً من الذين اشتروها ضربها وعذبها بالكهرباء".

ولفتت شيماء وهي من مواليد 1997، إلى أنها "اعتنقت الإسلام وكانت تؤدي الفرائض ومنها الصلاة التي تؤديها جماعة مع العائلات التي تسكن معهم".

وقالت إنها "بقيت سنة ونصف عند عائلة سورية وتعمل كخادمة، وتقوم الزوجة بضربها في أحيان كثيرة وحاولت في اكثر من مرة الانتحار عن طريق طعن نفسها بالسكين أو استعمال جرعات كثيرة من العلاج ولكن تم اكتشافها باللحظات الأخيرة ونقلوها إلى الطبيب للعلاج".

وأشارت إلى أن "أرباب العائلات كانوا يغتصبونها وزوجاتهم تغار منها ويقمن بعدها بضربها بعد خروج ازواجهن، وأن أحدهم كان يربطها على ظهرها ويقوم باغتصابها".

وبينت أنها "بيعت 3 مرات مع نساء تترواح أعمارهن بين 20 -30 عاماً وأن أكثر ما كان يقلقها كيف ستعود إلى أهلها وهي بهذه الحالة ولكن عندما تكلمت مع والدها عن طريق المهرب، قال لها (إرجعي إلينا وأنت شرفنا.. وما جرى لك لم يكن بإرادتك".

وتابعت شيماء، "في أول أيام الاختطاف، وبعد نقلنا إلى سوريا، كانوا يأتون إلينا مجموعات، وكل شخص يختار واحدة من البنات بحسب الاتفاقات فيما بينهم"، مشيرة إلى أن "جميع عناصر التنظيم كانوا قذرين جداً هم وعائلاتهم".

ولفتت إلى أنها "كانت تأكل لوحدها بعد أن تنتهي من العائلة، وإكمال كافة أعمال المنزل باستثناء الطبخ، لكونهم كانوا يخافون من ان تطبخ الطعام لهم".

وبعد حديث شيماء، ختم والدها حجي حميد، كلامه بالقول: "مللنا الحديث مع الإعلام والمنظمات دون فائدة، قضية الإيزيديين يتم المتاجرة بها وأغلب الذين يتصدرون للمشهد في سنجار اليوم، ليس لهم أي معاناة، وكانوا أول الهاربين عند دخول داعش".

وتساءل حجي حميد، "إلى متى سيبقى هذا حالنا دون أي اهتمام، ونحن نعيش في مخيم يفتقد إلى أبسط مقومات الحياة التي يعيشها الإنسان".

وجدد حميد، في ختام حديثه، مناشدته رئيس الوزراء عادل عبد المهدي لـ "الإرسال إليه مع بناته، ليلتقي بهم كما التقى عدداً من الناشطين الأيزيديين، لكون معاناته كبيرة وقصته فيها مأساة لا يمكن وصفها"، بحسب قوله.

تقرير/ علي الحياني