صحيفة اميركية: تحت رعاية الحشد تهريب منتجات سورية والفتح تحالف شكلته ايران لمنح المقاتلين صفة الرسمية
سياسة | 16-02-2019, 08:09 |
بغداد اليوم - متابعة
قالت صحيفة اميركية، السبت، 16 شباط، 2019، إن مجاميع شيعية تقوم بتهريب المنتجات السورية تحت رعاية الحشد الشعبي، فيما بينت أن تحالف الفتح شكلته ايران لمنح المقاتلين بالحشد الصفة الرسمية.
وذكرت صحيفة لوس انجلوس تايمز الاميركية في مقال تابعته (بغداد اليوم)، أنه "في عام 2014، بعد أن استولى تنظيم داعش على أجزاء كبيرة من العراق، نهض مئات الآلاف من المتطوعين للدفاع عن العاصمة بغداد، وانضموا إلى الحشد الشعبي، لكن أهداف قوات الحشد لم تعد كما كانت معلنة قبل هزيمة التنظيم الإرهابي، وما يلفت الانتباه هو أن القائمين على هذه الحشد من الموالين لإيران لم يعملوا على تسريح العدد الهائل من المقاتلين الشيعة بعد سقوط داعش، بل عملوا على غلغلة قواته في مؤسسات الدولة، لإكسابها نفوذًا غير مسبوق".
وتابع أن "الميليشيات تحولت نفسها إلى مؤسسة حكومية فاعلة، وكيان سياسي، ولاعب اقتصادي، يتمتع بعلاقات قوية مع إيران بشكل علني. في الحقيقة، كانت إيران ولا تزال ألد أعداء العراقيين، وهذا ما يثبته التاريخ، لكن طهران استغلت الإطاحة بصدام حسين عام 2003 من أجل نشر نفوذها في أنحاء البلاد كافة، بدءًا من الشراكة التجارية، وصولًا إلى عسكرة الوكلاء وتحويلهم إلى ميليشيات. وقد خلصت دراسة أمريكية حديثة إلى أن المنتصر الوحيد من الغزو الأمريكي للعراق هي إيران التوسعية".
وبينت أنه "في الفترة التي سبقت الانتخابات العراقية في مايو/أيار 2018، شكلت الميليشيات المدعومة من إيران حزبًا سياسيًا يسمى “الفتح”، استطاع حصد 54 مقعدًا في البرلمان العراقي، ما منح الميليشيات وسيلة سياسية لتحويل “الحشد” من قوة مؤقتة من المتطوعين إلى فرع رسمي تابع للأجهزة العسكرية العراقية".
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2018، أقر البرلمان قانونًا يمنح 140,000 مقاتل من ميليشيات الحشد أجورًا تتساوى مع نظرائهم في الجيش العراقي، إلى جانب العديد من المزايا الخاصة. وقد جرى مضاعفة ميزانية قوات الحشد لهذا العام ووصلت إلى 2 مليار دولار.
وذكرت الصحيفة أن "قوات الحشد الشعبي تعتمد على رواية تؤدي إلى تشويه صورة عناصر الجيش العراقي، وتمنح عناصرها المصداقية والمجد؛ فعلى سبيل المثال، يزعم مناصرو الحشد أن الجيش العراقي ألقى زيه الرسمي ورمى أسحلته مع تقدم تنظيم داعش تجاه بغداد، وهو ما يناقض الحقيقة تمامًا. وفي الوقت ذاته، أجازت الميليشيات الشيعية لنفسها أخذ التمويل والتدريب والعتاد من إيران، بما في ذلك منظمة بدر وكتائب حزب الله العراقية. ولم تكتف الميليشيات بممارسة النفوذ لصالح طهران في العراق، بل عمل عناصرها مع الإيرانيين عبر الحدود في سوريا، وقاتلت إلى جانب قوات الأسد باعتبار ذلك جزءًا من الخطط الإيرانية التوسعية".
واردفت الصحيفة أن "إيران لم تحترم سيادة الحكومة العراقية بعد أن رفضت نزع سلاح قوات الحشد الشعبي وتسريح عناصرها وإعادة دمجها. ومن اللافت للانتباه أن العديد من هذه الميليشيات لا تزال تنشط على الأرض علانية حتى بعد أن أصبحت قوات الحشد فرعًا رسميًا من الجيش العراقي، بل وأصبح بعض قادتها على رأس وكالات دفاعية أخرى، بما فيها دائرة مكافحة الإرهاب وقوة العمليات الخاصة.
وبينت أنه "من الناحية الرسمية، لم يعد للحشد أي علاقة بالميليشيات، لكن الخط الفاصل بينهما على أرض الواقع غير واضح على الإطلاق، وهو ما يدركه العراقيون الغاضبون تمامًا. وتفيد المعلومات أن قوات الحشد لا تزال تحافظ على سيطرتها على الكثير من قواعدها العسكرية القديمة، وتساعد الميليشيات في إدارة نقاط التفتيش العسكرية في الميدان".
وقالت إن "الميليشيات الشيعية تستغل نفوذها في المناطق السنية بالقرب من الحدود الغربية والشمالية من أجل كسب الأموال، عبر الاستيلاء على طرق التهريب القديمة من أجل نقل المواد الغذائية والملابس والكثير من السلع الأخرى من سوريا وتركيا.
ونقلت الصحيفة عن أحد الأشخاص المقربين من قوات الحشد الشعبي ومن الحكومة السورية، الذي توسط في بعض هذه الصفقات، قوله أن "مجموعات شيعية محددة تتعاون مع السوريين تحت رعاية الحشد الشعبي من أجل تهريب المنتجات السورية مثل الفاكهة والخضروات والصابون والبلاستيك".
وختمت الصحيفة نقلا عن الباحث الأمريكي ثناسيس كامبانيس من مركز أبحاث “سينتشري فاونديشن” إن "هدف الميليشيات هو ترسيخ نفوذها الاجتماعي في شتى أرجاء العراق من خلال إنشاء شبكة من الكيانات الخدماتية الاجتماعية، بما يخدم أهداف المجموعات الشيعية في نهاية المطاف".
وأضاف أن "هذا النهج مماثل تمامًا للنموذج المستخدم على يد حزب الله في لبنان، الذي استطاع أن يسيطر على البلاد في المجالات كافة"، مبيناً أن "لم تتمكن الدولة من إنشاء طريق سريع، وتمكن الحشد الشعبي من فعل ذلك، فماذا سيقال عن هذه الدولة؟".