تقرير يكشف كواليس زيارة خبراء اثار امريكان للموصل ويتحدث عن مخطط ترعاه الخارجية الاميركية
سياسة | 24-01-2019, 03:43 |
بغداد اليوم _ متابعة
كشفت صحيفة "ديلي بنسلفانيا" الأميركية، في تقرير نشرته، الخميس 24 كانون الثاني 2019، عن كواليس زيارة خبراء اثار امريكان الى مدينة الموصل.
وذكرت الصحيفة، في تقريرها، أن "خبراء أمريكان، من جامعة بنسلفانيا قاموا بزيارة للموصل تمتد لأسابيع في مهمة للحفاظ على الإرث الحضاري والمعماري للموصل وذلك بعد حصول الجامعة على منحة قيمتها 2 مليون دولار من الخارجية الاميركية مكرسة لهذا الغرض وبتخطيط منها "، مبينة أن "هؤلاء الخبراء يضمون أساتذة جامعة من كلية متحف بنسلفانيا لحضارات ولغويات الشرق الادنى سيمكثون في المنطقة حتى أوائل شهر شباط القادم كجزء من مشروع يستمر لثلاث سنوات تحت عنوان (مشروع ترسيخ استقرار تراث الموصل).
وبينت أن "هذه المجموعة، تأمل في استرجاع المدينة وإرثها الثقافي والحفاظ عليه بعد أن قام تنظيم داعش بتدمير مواقع تراثية مهمة بضمنها المواقع التابعة للأقليات العرقية مثل المسيحيين والإيزيديين".
وأضافت أن "الجزء الاول من المشروع، الذي هو قيد التنفيذ حالياً، يهدف الى تقييم أوضاع 15 إلى 20 موقعاً مع إجراء أي ترميمات وإصلاحات طارئة بشكل مباشر"، لافتة الى أنه "بعد مرور ستة أشهر سيقوم الفريق برفع توصية للحكومة الاميركية لتبني مشاريع أخرى طويلة الأجل لترميم مواقع معينة والحفاظ عليها" .
ونقلت الصحيفة، عن رئيس المشروع وعالم الآثار من جامعة بنسلفانيا ريجارد زيتلر، قوله، إن "الهدف الأبعد من المشروع هو لتشجيع أبناء الأقلية الذين هجّروا من الموصل الى العودة مرة أخرى للمنطقة، فضلاً عن استرجاع جزء من التنوع السكاني التقليدي الى المدينة".
فيما قال البروفيسور هيذر شاركي، من قسم حضارات ولغويات الشرق الأدنى المختص بالمجاميع العرقية والدينية في الشرق الأوسط، إنّ "متحف جامعة بنسلفانيا هو المؤسسة المثالية لتبنّي هذا المشروع".
وأضاف قائلا: إن "حجم الخبرة التي لدينا في متحف بنسلفانيا ومعدل متابعتنا التاريخية لهذه المنطقة وخصوصا في مجال العمل الآثاري والحفاظ عليه هي خبرة واسعة جدا بدون منازع. إنها منطقة سيبدع فيها فريق الجامعة بحق. قيام وزارة الخارجية الاميركية بتقديم هذه المنحة للجامعة يثبت اعترافها وتقديرها للكفاءة التي نتمتع بها في هذا المجال".
وفي تشرين الثاني عام 2018 قام الفريق بمسح استطلاعي للمنطقة استمر لعشرة أيام واطلع على الأضرار التي لحقت بكنائس وأديرة في شرق الموصل. وأطلع الفريق أيضا على الضرر الذي لحق بجامع النوري التاريخي ومئذنته المائلة .
واستذكر رئيس المشروع زيتلر، حجم الدمار الذي لحق بالمجمع بأكمله وقال انه "كان كارثياً وإن الكلفة التقديرية لاسترجاعه وحفظه تقدر بحدود 40 الى 50 مليون دولار، وهو مبلغ يفوق بكثير المنحة البالغة 2 مليون دولار التي تلقتها جامعة بنسلفانيا"، مشيرا الى أن "حكومة الإمارات ستتولى جهد استرجاعه عوضاً عنهم "، بحسب الصحيفة.
وقال الخبير الآثاري ميشيل دانتي، وهو أحد أعضاء الفريق المختص من متحف بنسلفانيا، للصحيفة، إن "صدمته كانت كبيرة بحجم العمل الذي ما يزال لم ينفذ بعد بخصوص الدمار الذي لحق الأبنية في الموصل".
وأضاف دانتي: "لم أرَ أيّ شيء في حياتي مثل ما رأيت في الموصل من حجم دمار، مضت سنتان أو أكثر منذ أن طُرد داعش من الموصل، وفي حالات معينة عندما ندخل كنائس وجوامع لم نجد أي شيء قد تم فعله إزاءها منذ أن غادر تنظيم داعش هذه الأبنية".
من ناحية أخرى قال دانتي إن "خطوات مشروع حفظ التراث قد تكون بطيئة أيضا وذلك لأن تنظيم داعش قد سرق معظم المعدات التي يستخدمها المهندسون والمعماريون العراقيون"، مؤكداً أن "ذلك سيشكل تحدّياً لعملية خطط الإعمار واستقرارية هياكل الأبنية".
وفي السياق ذاته نقلت "ديلي بنسلفانيا"، عن البروفيسور شاركي، إن "الهدف طموح ومرغوب فيه ولكن ليس من الواضح في أن الأهالي الذين غادروا مناطقهم في الموصل ومناطق أخرى سيرجعون لبيوتهم وأحيائهم الأصلية حيث سكن أجدادهم وعوائلهم على مدى أجيال". وأضاف بقوله: "السؤال هو هل استرجاع بعض المواقع سيعمل فعلاً على عودة الأهالي والمكونات إليها، وما هو الحافز الذي يدعو هذه المجاميع السكانية الى العودة؟".