بغداد اليوم – بغداد
تحذيرات سياسية جديدة تضع الأحداث الجارية في سوريا، لاسيما في محافظة السويداء، ضمن سياق أوسع يرتبط بمشاريع جيوسياسية قديمة تسعى إلى إعادة رسم خارطة الجغرافيا بما يخدم المصالح الإسرائيلية، وسط صمت دولي وغطاء أمريكي معلن، وفقاً لما يراه مراقبون.
ويُعيد هذا الطرح إلى الواجهة ما يُعرف إعلامياً بـ"ممر داوود"، وهو مشروع استراتيجي تسعى إسرائيل من خلاله، بحسب قراءات متداولة، إلى فرض واقع جغرافي يضمن أمنها القومي عبر تفتيت سوريا إلى مناطق نفوذ متصارعة، وبما يفتح الباب أمام امتدادات أمنية تمتد إلى عمق العراق والأردن ولبنان.
النائب السابق أيوب الربيعي، حذّر من خطورة ما وصفه بـ"المخططات الصهيونية القديمة الجديدة" الرامية إلى تفكيك النسيج السوري وخلق واقع يخدم مصالح إسرائيل الاستراتيجية على حساب استقرار المنطقة وأمن الدول العربية المجاورة.
وقال الربيعي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "ما يجري في سوريا، وتحديداً في محافظة السويداء، لا يمكن قراءته كصراع داخلي عفوي، بل هو بداية لتنفيذ أجندة تمزق المجتمع السوري من الداخل عبر إثارة الفتن الطائفية والدفع نحو صراع أهلي مدمر".
وأضاف، أن "حجم المجازر وفوضى المشهد السوري الحالية تشير إلى تدخلات خارجية واضحة تصبّ جميعها في مصلحة الكيان الصهيوني"، مؤكداً أن "الهدف الأكبر هو تمكين مشروع استراتيجي تم التخطيط له منذ عشرات السنين".
ما يُعرف بـ"ممر داوود" هو مصطلح متداول في بعض الأدبيات السياسية التي تتحدث عن مشاريع إسرائيلية طويلة الأمد تهدف إلى إعادة هندسة الجغرافيا السورية بما يضمن تفكيك أي تهديد مستقبلي على حدود إسرائيل، سواء من قبل الدولة السورية أو من قبل الحلفاء الإقليميين كإيران وحزب الله.
وبحسب مختصين، تسعى إسرائيل من خلال هذا المشروع إلى خلق امتدادات آمنة من الجنوب السوري إلى شماله، وربط مناطق متجاورة تُدار من قبل قوى محلية متنازعة أو ضعيفة السيطرة المركزية، بما يمنع أي تواصل جغرافي بين إيران وسوريا ولبنان عبر العراق.
وأوضح الربيعي أن "تل أبيب تعمل على استغلال الفوضى لإحياء مشروعها المعروف بـممر داوود، الذي يمتد من السويداء والقنيطرة، مروراً بمناطق الجنوب السوري، وصولاً إلى الحسكة شمالاً، ما يمثل تهديداً مباشراً للأمن العربي".
وبيّن أن "الولايات المتحدة تبارك هذا التوسع الصهيوني في المنطقة، وتغطيه سياسياً وعسكرياً، خدمة لأجندة غربية تهدف إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي"، محذراً من أن "المنطقة تواجه تصعيداً أمنياً خطيراً قد لا يبقى محصوراً في الجغرافيا السورية، بل قد يمتد إلى دول عربية أخرى".
ويرى مراقبون أن الأحداث في الجنوب السوري، وتحديداً في السويداء، لا يمكن عزلها عن السياق الإقليمي الأوسع، حيث تتلاقى مشاريع أمنية إسرائيلية مع مصالح أمريكية في تفتيت خارطة النفوذ الإيراني، ومنع أي استقرار قد يُعيد لسوريا موقعها الجيوسياسي السابق.
ويشير مهتمون بالشأن الإقليمي إلى أن التداعيات المحتملة لهذا المشروع قد لا تتوقف عند حدود سوريا، بل قد تمتد إلى العراق ولبنان والأردن، عبر خلق مناطق تماس جديدة، وإعادة تشكيل التحالفات، بما يخدم مصالح تل أبيب في المدى البعيد.
المصدر: بغداد اليوم + وكالات
بغداد اليوم - متابعة شهدت مدينة تبريز، مساء اليوم الاثنين (21 تموز 2025)، حالة من الاستنفار الأمني بعد سماع دوي انفجارات متتالية في عدد من مناطق المدينة، تبيّن لاحقاً أنها ناتجة عن نشاط عسكري ودفاعي للقوات المسلحة الإيرانية، شمل التصدي لطائرات مسيّرة