بغداد اليوم – بغداد
أثار تصريح لافت للقائد السابق في الحرس الثوري الإيراني محسن رضائي، بشأن وجود نية إسرائيلية لتخريب الانتخابات العراقية المقبلة وتحريك فلول داعش بالتعاون مع البعثيين، سلسلة من ردود الفعل داخل العراق، من بينها تحذير سياسي من تحوّل البلاد إلى ساحة "عمليات رمادية" تشكّل خطرًا مباشرًا على الأمن العام والاستقرار السياسي.
في هذا الشأن، أكد السياسي المستقل عائد الهلالي، في حديث لـ"بغداد اليوم"، اليوم الجمعة (11 تموز 2025)، أن "تصريحات محسن رضائي لا يمكن التعامل معها كتحذير عابر"، مشيرًا إلى أنها "تحمل أبعادًا أمنية واستراتيجية تعكس تصاعد الصراع الإقليمي، وتحوله من المواجهة المباشرة إلى ميادين غير تقليدية، تشمل الحرب النفسية، التحريض، التخريب السياسي، وربما حتى عمليات اغتيال مدروسة".
ورأى الهلالي أن العراق "بات ساحة نموذجية لمثل هذه الأنماط من التدخلات، نظرًا لموقعه الجيوسياسي وتعدده الديموغرافي ووجود قوى داخلية ذات ارتباطات خارجية"، مضيفًا أن "أدوات الحرب لم تعد دبابات وصواريخ، بل منصات إعلامية، حملات تضليل، وأدوات اختراق اجتماعي وسياسي".
الانتخابات على طاولة الاستهداف
وكان القائد السابق في الحرس الثوري الإيراني، محسن رضائي، قد قال في تصريح له، إن إسرائيل "تسعى لتخريب الانتخابات العراقية أو التلاعب بها لصالحها"، عبر زعزعة الاستقرار الداخلي وتحريك الجماعات المتطرفة، معتبرًا أن "الفشل الإسرائيلي في استهداف إيران بشكل مباشر قد يدفعها للبحث عن ساحة بديلة، والعراق يبدو الأقرب لذلك".
وأشار رضائي إلى "وجود نية لتحريك آلاف المقاتلين الدواعش في العراق، بالتعاون مع نشاط بعثي متزايد خلال الفترة الماضية"، محذرًا من مخطط يستهدف "اغتيال 30 قائدًا شيعيًا"، في محاولة لضرب التوازن السياسي وخلق فراغ قيادي يمكن استغلاله لإشعال الفوضى.
التهديد مركّب وفلول داعش ما تزال نشطة
من جانبه، رأى الهلالي أن "التحذير من تحريك فلول داعش بالتعاون مع بعثيين ليس جديدًا، لكنه يحمل في هذا التوقيت دلالة مزدوجة"، موضحًا أن "التنظيم لا يزال يتحرك في بعض المناطق التي تعاني فراغًا أمنيًا، كما أن النشاط البعثي يوازيه خطاب سياسي متشنج يعيد تدوير شعارات ما قبل 2003، بهدف خلق شرخ قومي أو طائفي يعيد العراق إلى مربع التأزم".
وأضاف أن "الحديث عن محاولة اغتيال قيادات شيعية لا يعني فقط تصفية رموز، بل يشير إلى محاولة منظمة لإحداث صدمة في البنية السياسية، تؤدي إلى انهيار الثقة بالعملية الانتخابية وزعزعة صورة الدولة".
وشدد الهلالي على أن "العراق لا يملك ترف الانتظار أو المجازفة في التعامل مع هذه التهديدات، ويجب أن تكون هناك رؤية أمنية واضحة واستباقية، تجمع بين حماية المؤسسات ومراقبة النشاط الإعلامي والسياسي الذي يُستخدم كأداة تمهيدية للتحريض أو ضرب الاستقرار".
وحذّر من أن "التساهل في ملف الانتخابات أو الأمن المجتمعي قد يُمكّن قوى معادية من النفاذ إلى صلب العملية السياسية"، داعيًا الحكومة إلى "وضع هذه التحذيرات على طاولة الأمن القومي، والتعامل معها بجدية بعيدة عن الاصطفافات السياسية أو التفسيرات العاطفية".
بغداد اليوم – بغداد حذّر صندوق النقد الدولي من مسار مالي خطير يهدد الاستقرار الاقتصادي في العراق، في ظل اعتماد مفرط على إيرادات النفط، وتوسع متسارع في النفقات الجارية، وعلى رأسها الرواتب والمعاشات، وسط ركود شبه تام في القطاعات غير النفطية، ما يضع البلاد