محليات أمس, 23:20 | --


مشهد في عيون العراقيين... رحلة الروح والذاكرة بين ضفتي التاريخ والهوية (صور)

بغداد اليوم – متابعة
على امتداد الحدود الشرقية للعراق، لا تتوقف حركة الزائرين الذين يشقّون طريقهم صوب مدينة مشهد الإيرانية، حيث يرقد الإمام علي بن موسى الرضا (ع)، في واحدة من أكثر الرحلات الدينية والثقافية كثافةً وعمقًا في العالم الإسلامي. إذ تستقبل إيران سنويًا أكثر من ثلاثة ملايين زائر عراقي، يتنقلون بين أروقة الروح والمكان، حاملين معهم ذاكرة مذهبية، وتطلعات علاجية، وفضولًا حضاريًا لا يخبو.

 

ووفق تقرير نشرته وكالة أنباء إيرانية، وترجمته "بغداد اليوم"، فإن هذا الإقبال الهائل من الزائرين العراقيين يُعد تجسيدًا حيًا للعلاقة المتجذّرة بين الشعبين، والتي تتجاوز البروتوكول السياسي لتصل إلى مستوى التداخل اليومي في الدين، والثقافة، والعلاج، والتعليم، والسياحة.

أرقام لا تتوقف... ومسارات متعددة

بحسب البيانات الرسمية، فإن أكثر من 80 ألف طالب عراقي يدرسون أو يعملون حاليًا في الجامعات والمؤسسات الأكاديمية الإيرانية، فيما تُسجل المطارات الإيرانية والعراقية أكثر من 30 رحلة جوية يوميًا بين البلدين، عدا عن الرحلات البرية التي تنشط على مدار الساعة، خاصة بعد إلغاء تأشيرة الدخول بين الطرفين.

هذا الانفتاح دفع شرائح واسعة من العراقيين إلى اختيار إيران كوجهة رئيسية للعلاج، خصوصًا في مجالات أمراض القلب والعيون والعقم، إلى جانب السياحة الطبيعية في شمال البلاد، وزيارة الأماكن الدينية في مدن مثل مشهد وقم وشيراز.

وزارة السياحة العراقية: العلاقة أوسع من السياحة

وقال أحمد العلیاوي، المتحدث باسم وزارة السياحة العراقية، في تصريح صحفي، تابعته "بغداد اليوم"، إن "العلاقة القائمة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والعراق تتجسد في تدفق الزوار والسياح بين البلدين، سواء من إيران إلى العتبات المقدسة في العراق، أو من العراق إلى مدينة مشهد وأماكن سياحية أخرى في إيران".

وأضاف أن "هذه الروابط لا تقتصر على الجانب السياحي، بل تشمل جوانب ثقافية واسعة، تظهر في الفعاليات والمهرجانات والزيارات المتبادلة للمواقع التاريخية والمتاحف، ما يعكس التداخل الحضاري العميق بين البلدين".

المواسم الروحية... والتقويم الذي يتكرر

تتركز زيارات العراقيين إلى إيران غالبًا في مواسم دينية محددة، مثل شهري محرم وصفر، وشهر رمضان، إلى جانب عطل المدارس والجامعات في فصلي الصيف والشتاء، ما يمنح هذه الحركة طابعًا منتظمًا موسميًا، يرتبط بذاكرة شعبية تحوّل الرحلة إلى تقليد سنوي يتجاوز حدود السياحة إلى طقس اجتماعي وروحي متوارث.

 

وفي مقدمة هذه الوجهات تبقى مدينة مشهد المقدسة، التي لا ينظر إليها العراقيون كموقع ديني فحسب، بل كـ"رمز أبدي للعلاقة" بين الشعبين، وفق ما يصفها كثير من الزوار. إذ تمثل زيارتها فرصة روحية للتواصل مع تراث إيران، وتاريخها الشيعي، ومشاهدها الثقافية المتعددة.

أهم الاخبار

مشهد في عيون العراقيين... رحلة الروح والذاكرة بين ضفتي التاريخ والهوية (صور)

بغداد اليوم – متابعة على امتداد الحدود الشرقية للعراق، لا تتوقف حركة الزائرين الذين يشقّون طريقهم صوب مدينة مشهد الإيرانية، حيث يرقد الإمام علي بن موسى الرضا (ع)، في واحدة من أكثر الرحلات الدينية والثقافية كثافةً وعمقًا في العالم الإسلامي. إذ تستقبل

أمس, 23:20