بقلم د. حيدر سلمان
سوريا قاب قوسين أو أدنى من التقسيم بعد حادثتي جرمانا وصحنايا، وما قاله مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن، دقيق وواقعي، كما جاء في برنامج "المشهد".
أغلب الشعب السوري مشحون، وما يزيد هذا الشحن هي الحكومة السورية نفسها، فبدلاً من التصرف كحكومة لكل السوريين، بما فيهم المعارضون، تسعى لتمثيل الطائفة السُّنية فقط، بحجة أنها تمثل الأغلبية.
ما حدث في الساحل جرى تحت يافطة "فلول النظام"، وما يحدث اليوم مع الدروز يتكرر تحت يافطة "نصرة النبي محمد"، وانطلق من تظاهرات دمشق والجامعات، وبمشاركة مئات الآلاف. ونرى أن هذه كلها ذرائع واهية لقمع الأقليات من قِبل الأغلبية المشحونة طائفياً.
علينا أن نقف ونُسدي النصح، فعلى السوريين أن ينبذوا الطائفية ويتحدثوا بعقلانية مع بعضهم البعض، فتصريح بسيط أو مقطع فيديو قصير قد يشعل الفتنة.
التقسيم لم يعد فكرة مطروحة فقط، بل أصبح واقعاً يُناقش علناً، ما قد يُحوّل سوريا إلى دويلة هامشية جداً. وعلى السلطة في دمشق أن تحارب كل من يتحدث بخطاب طائفي، بلا استثناء.
اليوم أصبح من النادر جداً أن ترى سورياً ينبذ الطائفية أو ينتقد من يروج لها، بل العكس، هناك من يصرّ عليها ويعتبرها إثباتاً لهويته. ومن يؤجج نار التفرقة هم قِلّة من السعوديين والعراقيين والأردنيين، تحت ذريعة "نصرة الدين".
علينا أن نكون واقعيين. حكومة الشرع ومقاتلوها وأدواتها، بدلاً من توحيد السوريين، تسير بالبلاد نحو تقسيم عرقي ومناطقي وجغرافي. وفي الحد الأدنى، قد يُفضي ذلك إلى إنشاء فيدراليات طائفية، ما سيلحق الضرر ليس بسوريا فقط، بل بالمنطقة بأكملها.
كما يجب أن يعرف "الشرع" أو "الجولاني" (سمّه ما شئت)، أنه لا يمكن التركيز على إرضاء الخارج دون الاهتمام بالداخل. فالأمر مترابط، ولا بد من الانفتاح على جميع المكونات، وزيارتهم، والوقوف على مطالبهم، وقمع أصوات الفتنة، وجذب الأقليات قبل الأغلبية، والتوقف عن التفكير بعقلية المعارضة.
وهنا، ينبغي أن نتذكّر أن العراق مرّ بمرحلة مماثلة، وسعت دول عديدة إلى تقسيمه. وحتى اليوم، كثيراً ما نسمع أصواتاً طائفية مدسوسة – معظمها من خارج العراق – تسعى إلى تمزيق وحدة الشعب، لكننا أصبحنا أكثر وعياً وإدراكاً أن ذلك ليس في مصلحتنا كدولة ونظام. نحن نسمع ما يُدسّ من سموم، ونتجاهله، لأن تجاهل الكلب حين ينبح أفضل من رميه بحجر. وعلى الإخوة السوريين أن يُدركوا ذلك قبل فوات الأوان.
بغداد اليوم- بغداد أفاد مصدر أمني، اليوم الجمعة، (2 أيار 2025)، بإلقاء القبض على السجين الهارب الثاني من سجن الحلة الإصلاحي في محافظة بابل. وذكر المصدر لـ"بغداد اليوم"، ان "القوات الأمنية القت القبض على السجين الهارب داخل حدود محافظة