كتب: حسنين تحسين
"اعرف اعداءك جيدًا ، حتى تختر حلفاء بذكاء" هذا ما فعلته المملكة العربية السعودية، بفكر حاذق وبمجرد قصف إسرائيل لدولة قطر التي تجمعها معها علاقات قوية، كان ذلك ناقوس لإعلان حلف قديم من تحت الطاولة يجمع اقوى دولتين إسلاميتين.
كان سكوت قطر على ضربة ايران جارتها التي تسميها شقيقة، سهل المهمة على اسرائيل التي طالبت بذات المكانة التي مُنحت لايران، فبعد ضربة ايران لقطر لم تُحرك قطر ساكن وكأن هناك تفاهم، هذا الامر اختصر الكثير على اسرائيل واقدمت بعدوانها على قطر.
صحيح قطر سلكت الدبلوماسية بذلك للرد، لكن العربية السعودية فهمت الامر من وجه آخر تمامًا، فعرفت انه في ظل ترويج اسرائيل حديثًا لفكرة اسرائيل الكبرى وقصف قطر ان الكيان لديه خطط اخرى، فعادت السعودية لحليفها الدائم (باكستان الاسلامية) الذي تسانده دائمًا، وكأنها تقول اليوم يوم الوفاء.
حيث يتسأل البعض كيف لدولة مثل باكستان ان تُقحم نفسها بهكذا اتفاق بمنطقة ملتهبة! ولكن ما لا يعرفه هؤلاء انه وبعد اول تجربة نووية بالهند 1974، اخذ الباكستانيون عهدًا انهم لو اضطرّوا ان يأكلوا الحجر سيصنعون القنبلة النووية، ذلك لمواجهة خطر إبادة كبيرة ممكن ان يُقدم عليها الهندوس ضد المسلمين. هنا كان موقف السعودية مشرفًا جدًا بالدعم لباكستان وذلك كونها دولة إسلامية تُحارب لأجل ذلك، فكانت قنبلة باكستان النووية مدعومة بأموال سعودية طائلة. حقًا انه موقف مشرف لم يتوانى او يتوارى واستمر بذات المدى حتى عام 1998 حين أعلنت باكستان انها الان ضمن النادي النووي العالمي وعمت الأفراح بلاد المسلمين وقتها. بُعد اسرائيل والحرب الباردة في ذلك الحين والعلاقات الأمريكية الحسنة مع السعودية ووجود دعم باكستاني كبير وجاد لأبنائه العلماء ساعد دولة باكستان كثيرًا لإنجاز المهمة بمواجهة الضغوط.
واليوم عرفت السعودية انه لا جدوى من تحالف دفاع مشترك لمواجهة اسرائيل بلا دولة يُحسب لها حساب وهي باكستان النووية، والاهم انها ضامنة انها ليست لديها اطماع توسعية، و لهذا سارعت العربية السعودية لذلك الاتفاق وبالحقيقة لا اتوقع ان يتوقف ذلك الاتفاق بالمستقبل على هاتين الدولتين فقد ينضم له عرب اخرين او يشكلون تحالف آخر على هذا الغرار، كل ذلك يدل على ان المنطقة امامها مخطط كبير أدركته دول الخليج وتسلحت له السعودية مبكرًا الان.
ووفق هذا الاتفاق السعودية دولة نووية بمواجهة العالم كله ما عدا دولة واحد وهي باكستان، ومن دون ان تخسر دولار واحد او تخاف على امنها القومي من هذا الاتفاق.
بغداد اليوم- متابعة صوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، (19 أيلول 2025)، ضد مشروع قرار لرفع العقوبات عن إيران بشكل دائم والتصويت لصالح إعادة فرضها، لكن لا يزال أمام طهران والقوى الأوروبية الرئيسية ثمانية أيام للاتفاق على تأجيل تفعيل