مقالات الكتاب أمس, 19:45 | --


مقترح: تحويل الوزارات الحكومية إلى أهلية

كتب هادي جلو مرعي

ترى أيهما أكثر نفعاً: ما هو عام، أم ما هو خاص؟ وبين ما يسمى حكومياً، أو ما يسمى أهلياً؟

في المستشفى الحكومي يصيبك القرف، وشعور باليأس، وربما الإحباط، وكثير من الحزن. فالتردي في الخدمات واضح، والرغبة تكاد تكون معدومة، والعاملون في المستشفى يبدون وكأنهم مكرهون على القيام بمهامهم. وعلى المريض أن يتحمل، وعلى ذويه ومرافقيه أن ينصاعوا لتعليمات صارمة بالذهاب إلى المذاخر والصيدليات خارج المشفى لشراء ما يحتاجه المريض من حقن وأدوية مختلفة. والزحام على أشده، بينما المراجعون والزوار يتجمعون كأنهم في جنازة، أو سيقوا إلى العمل بالسخرة.

في المستشفى الأهلي، ومن بوابته الفارهة، ثم في الاستعلامات، تجد الأمور مختلفة. الجميع يقابلك بود، والأطباء يبتسمون في وجهك، والطبيب المناوب يقوم بعيادة المرضى من حين إلى آخر، والممرضون يمارسون أعمالهم بطريقة هادئة، والأدوية متوفرة، وما عليك إلا أن تدفع، ولا يبدو من حل. فالعاملون في المستشفى الحكومي يبدون كأشخاص مكرهين على العمل مع غياب الحافز، وعدم الرغبة، بينما العاملون في المستشفى الأهلي طيبون، وربما بعضهم يعمل في المستشفيين مع فارق الوقت، لكن العامل في الحكومي غير العامل في الأهلي.

هناك مدارس أهلية ومدارس حكومية. في المدارس الحكومية يتكدس التلاميذ والطلاب في صفوف تفتقد إلى النظافة غالباً، والشبابيك والأبواب مشرعة، ولا يوجد تكييف، يعني على الطالب أن يتكيف مع المناخ الحار صيفاً، والبارد شتاءً. وفي المدارس الأهلية هناك عاملون متحمسون، مع أن المعلمين والمدرسين في المدارس الحكومية يتقاضون رواتب لا تُقارن مع ما يتقاضاه نظراؤهم في المدارس الأهلية. وهناك نظافة، وكتب ومستلزمات جديدة، والمراوح السقفية تعمل، وكذلك أجهزة التكييف، وسواها من المتطلبات.

في قطاع الكهرباء، هناك مولدات أهلية، وهناك كهرباء وطنية، ولكن الأهلية تمارس دور المنقذ حين تنقطع الوطنية، بالرغم من أن المواطن يدفع الكثير من الأموال. وذكروني بالمزيد مما هو أهلي... نعم، نعم تذكرت، فعليك أن توفر ملايين الدنانير سنوياً للجامعات والكليات الأهلية، وأموالاً أخرى للمدارس الابتدائية والمتوسطة والإعدادية.

في عديد الوزارات لا يبالي الموظفون كثيراً بأهمية الالتزام بأداء الواجب. ويُرغم الموظفون على الحضور والخروج بنظام البصمة، ولكن هؤلاء لا يجدون الكثير من الحوافز، برغم حصولهم على قروض ورواتب وسلف بأرقام جيدة، وإجازات وعطل متكررة. لكن بعض الوزارات تحولت إلى مستعمرات طائفية وقومية، ويجري فيها تمييز سيئ وفقاً للانتماء، ولقوة الداعم والحامي وفقاً لنظام المحاصصة. فيعيش بعض الموظفين ظروفاً قاسية، وتمييزاً بناءً على الانتماء، حتى إن أحدهم طالب بأن تتحول الوزارات الحكومية إلى أهلية، وتعمل بنظام الخصخصة دون محاصصة، ودون انتماءات وولاءات لا يتحملها الموظف المسكين الذي يواجه التمييز، خاصة إذا كان الوجود الطائفي ليس في صالحه، وعليه أن يتعايش ويتحمل المصاعب.

لكن لا أعرف بالضبط كيف يمكن تحويل الوزارات إلى أهلية؟
بصدق... لا أعرف.

أهم الاخبار

باريس سان جيرمان يهزم آرسنال ويضع قدماً في نهائي دوري ابطال أوربا

بغداد اليوم- متابعة فاز باريس سان جيرمان على مضيفه آرسنال 1-0، مساء اليوم الثلاثاء، (29 نيسان 2025)، في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم 2024-2025. وسجل عثمان ديمبلي هدف الفوز لفريقه الفرنسي في الهجمة الأولى في الدقيقة الثالثة من عمر انطلاق

أمس, 23:55