عربي ودولي أمس, 18:40 | 50


وزير الخارجية الإيراني: طهران وواشنطن لا تريدان مفاوضات تستمر إلى ما لا نهاية

بغداد اليوم - متابعة

نقل التلفزيون الإيراني الرسمي، اليوم السبت (12 نيسان 2025)، عن وزير الخارجية عباس عراقجي، أن طهران وواشنطن تستعدان لعقد جولة ثانية من المفاوضات المباشرة بشأن البرنامج النووي الإيراني، يُتوقع أن تُعقد السبت المقبل في سلطنة عُمان، وذلك بعد اختتام جولة أولى وصفتها الخارجية الإيرانية بأنها جرت في "أجواء بناءة وقائمة على الاحترام المتبادل".

وقال عراقجي، في تصريحات أوردتها وكالة "رويترز"، تابعتها "بغداد اليوم"، إن "إيران والولايات المتحدة لا ترغبان في محادثات مفتوحة على زمن غير محدود"، مشددًا على رغبة الطرفين في التوصل إلى نتائج عملية، رغم التباينات العميقة التي ما زالت تلوح في الأفق.

عُمان على خط الوساطة من جديد

وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية، فإن الوسيط العُماني أدار اللقاءات بين الوفدين، في وقت التقى فيها المفاوضان الإيراني والأمريكي، عباس عراقجي وستيف ويتكوف، بشكل مباشر لبضع دقائق فقط، قبل أن يخرجا من المحادثات لمتابعة النقاشات بشكل غير رسمي.

وأكد وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي، الذي أدار الجولة، أن المحادثات جرت في "جو ودي"، موضحًا أن الهدف منها التوصل إلى "اتفاق عادل وملزم"، يعيد ترتيب التزامات طهران النووية، ويفتح الباب أمام تخفيف العقوبات الدولية التي أثقلت الاقتصاد الإيراني خلال السنوات الماضية.

الملف النووي يعود إلى طاولة التفاوض بعد انسحاب ترامب في 2018

تُعد هذه المحادثات الأعلى مستوى بين الجانبين منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب، الذي اعتبر الاتفاق "معيبًا" وأعاد فرض عقوبات اقتصادية خانقة على إيران. وأعقب الانسحاب موجات من التوترات في الخليج، واستهدافات متبادلة بالوكالة في العراق وسوريا واليمن، فضلاً عن تسريع إيران لتخصيب اليورانيوم وتقييد عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

اليوم، ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، تبدو الإدارة الأمريكية أمام معادلة أكثر تعقيدًا؛ فهي تضغط من جهة لكبح جماح إيران النووي، دون تقديم تنازلات توحي بالضعف، ومن جهة أخرى، تخشى تفجّر المنطقة في حال استمرار الجمود، خاصة في ظل الصراعات المتفاقمة في غزة والضغوط المتزايدة على إسرائيل.

الرهانات والتحديات المقبلة

تسعى واشنطن، بحسب محللين، إلى تهدئة الملف النووي مؤقتًا، من خلال تفاهمات غير مكتوبة، تُعيد إيران إلى مستويات التخصيب السابقة، مقابل تخفيف عقوبات أو الإفراج عن أموال مجمدة. بينما تراهن طهران على كسب مزيد من الوقت، واستثمار الورقة النووية كورقة ضغط دبلوماسي واقتصادي، دون الانخراط في اتفاقات قد تقيد قدرتها الإقليمية، أو تُضعف تحالفها مع الصين وروسيا.

في المقابل، يحذّر مراقبون من أن تأجيل الحلول قد يزيد من مخاطر الانزلاق نحو مواجهة عسكرية، خصوصًا إذا استُهدفت المنشآت النووية الإيرانية، أو جرى التصعيد عبر أذرع إيران في الإقليم.




أهم الاخبار