نواف سلام… الخديعة الكبرى
مقالات الكتاب | أمس, 13:58 |
الكاتب / حسنين تحسين
واحدة من اذكى عمليات التحول السياسي في العالم شهدها لبنان البارحة بتكليف نواف سلام رئيس محكمة العدل الدولية برئاسة الحكومة اللبنانية!!
شاهدت كثيرًا ممكن احتفى بالخبر و كأنه لبنان الطائفي قد تعافى و عرفه حجمه الحقيقي و بدأ البحث عن البناء! و حتى اللبنانيين تفاجئوا بهذا الخيار الغريب!!
و خاصة اللبنانيين ممن مثلوا طريق الحراك بمظاهرات عام 2019 يدعون الدور باختيار نواف سلام لهم!! مع انه اختيار غبي جدًا و خسارة كبيرة ايضًا، ما حصل ليس اختيار و لكن ما حصل هو تحول سياسي بحت و ذكي بفاعل دولي للخلاص من نواف سلام العربي كرئيس لمحكمة العدل الدولية !! و ذلك بعد قرارته المتشنجة بحق اسرائيل فما كان من حل إلا بأبعاده من منصبه الحالي كرئيس للمحكمة و الخلاص منه و عدم تكرار هذا الخطأ بإيصال رجال عرب للمواقع الدولية الحساسة تحرج المنظومة الدولية بقراراتها فما كان الحل الا من خلال تكليفه برئاسة حكومة لبنان!
فما حاجة لبنان العاجز اقتصاديًا لقاضِ كي يكون رئيس حكومة، و انما يحتاج لرجل اقتصاد و فكر. يمر لبنان حاليًا بفترة تشبه تلك التي اعقبت اتفاق الطائف على أوزار الحرب الاهلية و ذلك بعد خروج نظام صدام حينها من معادلة لبنان بسبب انكفائه الداخلي، فلم تبدأ مرحلة البناء الا برئيس وزراء اقتصادي كرفيق الحريري، و الان بعد انتخاب جوزيف عون رئيسًا للدولة بشكل سريع بعد خروج لبنان من محور المقاومة بدأ عملية تكليف رئيس الحكومة فطُرح و بشكل مفاجئ نواف سلام و لا استبعد انه ممكن ان يتعرض لمحاولة اغتيال ايضًا فما حصل كان على اساس ان يبقى ميقاتي المفضل للثنائي الشيعي هو رئيس الحكومة و ليس رئيس المحكمة الدولية!! و لهذا قبلا على مضض بجوزيف عون رئيسًا.
و يبدو ان العرب يحتاجون لعشرات السنين حتى يعرفوا اهداف البواطن من الامور التي هي خوازيق مؤجلة. فكما ان القبول و المباركة لانتخاب الرئيس عون هو تأكيد دولي على بقاء النظام اللبناني و مباركة من بعيد للنظام العراقي الذي هو ابن الفكر اللبناني، فأن تعيين سلام لحكومة لبنان هي اخبث طريقة للخلاص منه كرئيس للمحكمة الدولية.