كتب :الدكتور نبيل العبيدي / خبير الدراسات الامنية والاستراتجية
منذ الدورة الأولى للانتخابات البرلمانية في العراق عام 2005 ونحن نتطلع إلى جديد ومن رؤية إلى رؤية أفضل، وكلما انتهت أربع سنوات برلمانية ننتظر التي تأتي بعدها عسى أن يكون هناك جديد. ولكن نحن نسأل أنفسنا: ما الذي ننتظره من جديد إذا كان الشعب هو نفسه يتمنى الجديد ولا يعمل من أجله ولا يضحّي، بل إنه يجمع بين متناقضات شتى لا يمكن معرفة ما الذي يريده هذا الشعب!!!!
فالشعب العراقي مر بظروف لا أول لها ولا آخر لها من انقلابات ومن ثورات ومن قتل لملوك ورؤساء، وهو لا يعرف ما هو الهدف من ذلك. فربما القارئ يستغرب مما أكتبه اليوم وفي هذا الوقت بالذات وبقرب الانتخابات البرلمانية 2025، إذ هناك فترة طويلة بين أول انتخابات برلمانية 2005 وبين انتخابات عام 2025!
فالذي أراه اليوم بما يتعلق بقناعة الشعب العراقي في الشخصيات السياسية المرشحة للتنافس على مقاعد البرلمان ربما يختلف عن سابقتها، بأن الشعب هو من يركض خلف هؤلاء المرشحين، وربما نرى العجب العجاب، وأكثر شيء يجذبنا هو أن هناك جموع غفيرة وأعداد كثيرة من هذا الشعب تحضر إلى مؤتمر هذا المرشح ثم تعود وتحضر إلى مرشح آخر وهكذا، فالكل يتفاخر من المرشحين بأن حضور مؤتمراتهم كان الأكثر.
والتشخيص لهذه الظاهرة هو أن أغلبية الناخبين العراقيين، ليس كلهم، لا يعرفون ما هو برنامج المرشح وما الذي سيعمله عند وصوله إلى البرلمان.
إذن نحن وصلنا إلى نتيجة مهمة جدًا أن الخلل والضعف ليس بالمرشح، بل في الناخب، لأنه لا يعرف مصلحته ولا يعرف معنى الانتخابات ولا يعرف مشاريع القوانين التي سيتبناها النائب عند فوزه.
وهذا ما نراه من طوفان كبير من ارتال السيارات والباصات والكتلة البشرية التي تزحف خلف المرشح، وهو يشعر بنفسه أنه قائد لهم، وهم يقفون إجلالًا له وهو يمر بهم فردًا فردًا، ومن يبتسم بوجهه فها ذا ذو حظ عظيم، هكذا رئيناهم عندما يقفون في الاستعداد لهؤلاء المرشحين.
ونحن نعي جيدًا وبكل صدق وجزم وقناعة أن هذا الذي يحدث الآن في تلك التجمعات ما هو إلا شراء لبعض الذمم، وبعضهم خجلاً من فلان وفلان، وليس عن قناعة بهذا المرشح أو ذاك. والأكثر من ذلك أن المرشح نفسه على يقين أن هؤلاء الأشخاص الذين تجمعوا ليس لديهم قناعة به أبدًا.
إذن نحن أردنا القول إن الخلل في الناخب نفسه وليس في المرشح، وأنا أجزم أن شعوري هذا هو نفس شعور أغلب الشعب العراقي.
فإن الاستفاقة تبدأ عندما يتوقف الناخب عن تكرار نفس السلوكيات السلبية في صناديق الاقتراع، ويعطي الأولوية لبرنامج المرشح ومصلحة الوطن على حساب المصالح الشخصية أو الفئوية الضيقة.
إلى الله المشتكى، وهو خير المصلحين.
بغداد اليوم – متابعة حقق ريال مدريد فوزاً كبيراً على فالنسيا بأربعة أهداف دون مقابل، في المباراة التي جمعت الفريقين مساء السبت (1 تشرين الثاني 2025)، ضمن منافسات الجولة الثالثة عشرة من الدوري الإسباني لكرة القدم. وسجل أهداف اللقاء كل من كيليان مبابي وجود