بغداد اليوم - بغداد

بدأت العمليات العسكرية تتكثف ضد القوات الامريكية في العراق مؤخرًا، بعد فترة طويلة من الصمت النسبي، وبينما يعد عودة استهداف القوات الامريكية ليس بالامر المستغرب وأنه لم يأتِ من فراغ، الا انه التساؤلات تطرح عن سبب الصمت النسبي عن قواعد "الاحتلال التركي" في مواقع عديدة في اقليم كردستان وشمال العراق.

ولعل الصمت تجاه القوات التركية لم يكن كاملا ايضا، فطوال الاشهر الماضية، تم استهداف القواعد التركية شمال العراق من قبل فصائل مسلحة مرتبطة بـ"المقاومة"، اي بعيدا عن الاستهدافات التي تحصل من قبل قوات حزب العمال الكردستاني.

وتبنى هذه الاستهدافات لواء يدعى "لواء احرار العراق"، وهو مرتبط بالمقاومة الاسلامية، حيث سجل عام 2023 بحسبما رصدت "بغداد اليوم" ثلاثة استهدافات ضد القواعد التركية في اشهر شباط وحزيران وتموز.

وبينما يعد الهدوء النسبي في شمال العراق وقلة الاستهدافات الفصائلية ضد القوات التركية امرا طبيعيا نسبة لأن الاستهدافات اساسا كانت متباعدة وقليلة وتأتي كردود فعل، الا ان سببا اقليميا اخر قد يكون وراء ايقاف تنفيذ اي عمليات ضد المواقع التركية شمال العراق.

المحلل السياسي مشاجع التميمي، يرى أن "اتحاد المحاور" مع مايجري في غزة، هو سبب مباشر وراء توقف العمليات الفصائلية ضد القواعد التركية.

وقال التميمي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "في منطقة الشرق الاوسط هناك محورين الاول غربي وتتحالف معه بعض الدول العربية والخليجية وتديره واشنطن واخر ايراني والمعروف بمحور الممانعة"، لافتا الى ان "مايحدث في غزة هي معركة المحورين خاصة وان حماس هي الفصيل السني الوحيد في محور الممانعة".

واضاف، انه "في غزة لايوجد اشتباك مباشر بين ايران وامريكا واسرائيل لكن طهران لاتريد خسارة المعركة وترك حماس لانها سيؤدي الامر الى متغيرات جيوسياسية كبيرة واستهداف القواعد التي تنتشر بها امريكا في العراق وسوريا هي احراج لواشنطن بشكل مباشر من خلال الفصائل المسلحة".

واشار الى ان "تقارب وجهات النظر بين انقرة وطهران في ملف غزة قاد الى أن يهدأ ملف استهداف القواعد التركية خاصة وان طهران التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع بعض الفصائل المسلحة العراقية ترمي بثقلها الان في ملف غزة في محاولة لاحراج امريكا اكثر لكن الامر قد يتغير ويعود استهداف القواعد التركية كما كان يجري في السابق".