تحقيق غربي يكشف عن تلاعب بالرأي العام في بلدان الشرق الاوسط من قبل "شركة اسرائيلية"
عربي ودولي | 9-03-2023, 16:48 |
بغداد اليوم - متابعات
كشفت صحيفة الفانينشال اكسبرس الهندية، اليوم الخميس، عن ما اسمتها "اخطر الشركات" العاملة في العالم لتلاعبها بالديموقراطيات الناشئة مقابل مبالغ مالية من أي جهة ترغب بتحقيق أي اهداف داخل تلك البلدان.
وقالت الصحيفة خلال تحقيقها الذي ترجمته (بغداد اليوم)، ان صحيفة الغارديان البرياطانية كانت قد كشفت عن " فريق عمل اسسه ويديره رجل الاعمال الإسرائيلي والعضو السابق في القوات الخاصة الإسرائيلية، تال حنان"، الذي "قدم فريقه كشركة خاصة تحصل على الأموال من أي جهة مقابل التلاعب بالشؤون العامة الداخلية للبلدان وتغيير (الرأي العام) داخلها نحو التحشيد والتحريض من خلال "حملات نشر للإشاعات والمعلومات المغلوطة" بالإضافة الى "الترندات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تحققها من خلال برامج متطورة تعرف باسم ايمز، قادرة على صناعة واستنساخ محتويات رقمية بشكل ذاتي بالاعتماد على كلمات مفتاحية لنشرها بأكبر قدر ممكن في اقصر وقت".
التحقيق كشف عن الاعمال التي تورط بها الفريق الإسرائيلي الذي يعمل بشكل "خاص" مقابل المال، من بينها فضيحة (كامبريدج انالتيكا) التي تورطت بها شركة فيسبوك السابقة وميتا حاليا بالتلاعب بالراي العام الأمريكي خلال الانتخابات، بالإضافة الى "تلاعب" اخر قامت به الشركة في احداث عديدة أهمها تظاهرات تشرين في العراق عام 2019 وأزمة قطر عام 2017.
الباحث في شؤون الشرق الأوسط واحد المطلعين على عمل الشركة الإسرائيلية، اوين جونز، صرح للصحيفة قائلاً "ان منطقة الشرق الأوسط غارقة بالحملات الالكترونية الهادفة لنشر الاشاعات والمعلومات المغلوطة من قبل عوامل غير تابعة للدول وتستهدف غرماء محددين"، في إشارة الى كونها شركات ربحية خاصة.
وفي اطار تفسير تصريحات جونز، يؤكد المعهد الوطني للمعايير التقنية الأمريكي، ان "مفردة نشر المعلومات المغلوطة او الاشاعات في الفضاء الرقمي تشير الى عملية توفير معلومات مغلوطة ومخادعة بشكل متعمد للخصوم بهدف التشويش او التأثير على موقفهم من النظام، المؤسسة، الدولة او امنها الرقمي".
وبحسب تصريحات جونز، فان "نشر المعلومات المغلوطة يتم الان من خلال التلاعب بالصوت، النص او المحتوى الصوري بهدف تحقيق الخداع"، لافتاً الى ان "الوجه الجديد للحرب الرقمية الان هو وسائل التواصل الاجتماعي التي تحولت الى أسلحة تستخدمها الدول والمؤسسات الربحية الخاصة للتحكم بالسلوك البشري، قولبة الراي العام وممارسة الدكتاتورية الرقمية وخصوصا في البلدان ذات الديمقراطيات الناشئة".
اما عن الأنشطة المشبوهة التي تورطت بها الشركة الإسرائيلية التي تصف نفسها بانها مختصة بــ "خلق الخطاب" فقد بين التحقيق ان ازمة قطر التي وقعت عام 2017، كانت للشركة يد فيها من خلال حسابات تم اختراقها من قبلها، واستخدمت لنشر معلومات مغلوطة واشاعات.
اما عن التدخلات المباشرة، فقد اظهر التحقيق ان الشركة تلاعبت بالأوضاع السياسية والأمنية والراي العام في بلدان أهمها العراق، الجزائر ولبنان من خلال استخدام حسابات الية تعرف باسم البوتات، بالإضافة الى نشر الهاشتاكات المزيفة والمعلومات المغلوطة والاشاعات عبر ثلاث حملات منفصلة أظهرت بحسب الصحيفة "قدرة وقوة الشركة على التلاعب بالنظم السياسية المحلية من خلال التأثير على الراي العام وتوجيهه".
وتابعت "ظهرت قوة تلك الشركة جليا خلال تظاهرات عام 2019 في العراق، حيث تمكنت من صناعة الالاف من الحسابات الوهمية التي نشرت مضامين حاولت تمريرها من بينها دعم السعودية لأسباب ما تزال مجهولة"، مبينة انه "في سبيل تحقيق أهدافها بالتأثير وقيادة الراي العام في العراق، عمدت الشركة الإسرائيلية الى خلق مواقع إخبارية مزيفة بالكامل ونشر مضامينها عبر السوشال ميديا، وقامت أيضا بهجمات الكترونية على مواقع أخرى بالإضافة الى اختراق مواقع وصفحات اخبار موثقة واستخدامها لنشر الاشاعات والمعلومات المغلوطة"، بحسب وصفها.
الصحيفة انهت تحقيقها بالتأكيد على ان الشركة الإسرائيلية كشفت عن "ضعف منصات التواصل الاجتماعي امام استغلالها من قبل قوى إقليمية للتدخل بالانتخابات والتلاعب بالراي العام"، مشددة على ضرورة ان تقوم الحكومات والجهات الأممية في منطقة الشرق الأوسط، بدعم المبادرات الصحفية الرامية الى الكشف عن ومعالجة المعلومات المغلوطة والاشاعات، تفاديا لتنامي قوة الشركات والفرق المماثلة للفريق الإسرائيلي والتي قالت انها باتت تتزايد بالظهور مؤخرا نظرا لــ "ضعف ثقة مواطني الشرق الأوسط بمؤسساتهم الحكومية واعتمادهم على مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على الاخبار".