بغداد اليوم- بغداد
بين مد التصعيد وجزر التفاهم، تلوح في الأفق ملامح مرحلة جديدة في العلاقات بين واشنطن وطهران. في ظل توازنات إقليمية دقيقة وتحركات دولية محسوبة، يترقب المراقبون حوارا مرتقبا بين الطرفين قد يعيد رسم خارطة الشرق الأوسط، حيث العراق ليس ببعيد عن تداعياته، بل في قلبها.
المحلل السياسي سيف الهاشمي توقع، أن يكون الحوار المرتقب بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران إيجابيا في نتائجه، مع تأثير مباشر على الواقع العراقي، سياسيا وأمنيا، خلال المرحلة المقبلة.
وقال الهاشمي في حديث خص به “بغداد اليوم”، اليوم الأربعاء (9 نيسان 2025)، إن “المؤشرات التي سبقت هذا الحوار، من تصعيد وتوتر ثم تهدئة، تشير إلى أن هناك إرادة دولية لتجنب المواجهة، خصوصا بعد رفض واشنطن المطالب الإسرائيلية الأخيرة، ومنها توجيه ضربة لإيران، وإعفاء إسرائيل من الرسوم الكمركية، وزيادة نفوذها داخل سوريا”.
وأضاف أن “الرفض الأمريكي لتلك المطالب يعكس توجها نحو التهدئة، خاصة في ظل تفاهمات استراتيجية قائمة بين واشنطن وأنقرة، ما يعزز فرص نجاح الحوار المرتقب السبت المقبل بين طهران وواشنطن”.
وأشار إلى أن “نتائج الحوار ستكون في جزء منها معلنة وملموسة وأخرى مخفية، لكن ما سيُعلن سيحمل إشارات إيجابية حتى وإن كانت محدودة، ومن شأن هذه الجولة أن تمهد لخارطة سياسية جديدة في المنطقة، تنعكس على ملفات محورية كسوريا ولبنان والبرنامج النووي الإيراني”.
وعن تأثير هذه التحولات على العراق، بيّن الهاشمي أن “الساحة العراقية ستتجه نحو الاستقرار، بالتزامن مع تغييرات مرتقبة في المشهد السياسي، وغياب بعض القوى السياسية التي تحمل الايدلوجيات القديمة، وهناك تغيير وصعود قوى جديدة التي تقرأ الساحة الدولية بصورة واضحة وجيدة وتتماشى مع توجهاتها"
وختم الهاشمي بالقول، إن “المفاوضات قد تنتج بروتوكولات دبلوماسية جديدة بين واشنطن وطهران على المدى البعيد، وإن كانت خطواتها بطيئة، إلا أن عامل المفاجأة يبقى حاضرا في ظل التغيرات المتسارعة”.
وشهدت العلاقات الأمريكية الإيرانية خلال السنوات الماضية توترا متصاعدا، تمثل في انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018، وفرض عقوبات مشددة على طهران، إضافة إلى تبادل الضربات عبر وكلاء في المنطقة، لا سيما في العراق وسوريا.
وفي ظل التحولات الإقليمية والدولية، ومحاولات تجنب التصعيد المباشر خصوصا بعد التهديدات المتبادلة الأخيرة، تبرز مبادرات دبلوماسية جديدة تهدف إلى خفض التوتر وفتح قنوات حوار مباشرة بين طهران وواشنطن.
وتأتي هذه الجهود في وقت تتشابك فيه ملفات المنطقة، من النفوذ الإيراني في لبنان وسوريا، إلى الوجود الأمريكي في العراق، مع تزايد الضغوط الدولية لاحتواء الأزمات وتفادي اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق، يُنظر إلى الحوار المرتقب بين طهران وواشنطن كبوابة نحو تفاهمات استراتيجية قد تُحدث تغييرا جذريا في خارطة التحالفات والتوازنات في المنطقة.
بغداد اليوم - ميسان عاجل الكوادر التربوية في ميسان تعلن انهاء الاضراب وغدا الاحد سيكون دوام رسمي لكافة مدارس المحافظة . يتبع......