آخر الأخبار
القبض على متهم قتل شقيقه في بغداد امريكا "منزعجة" من مقابر غزة الجماعية ومستوطنات الضفة محافظ وعضو مجلس في وقت واحد.. الطعن بعودة التميمي محافظًا لديالى لتصريف الاعمال تشافي يعدل عن قرار الرحيل ويقرر البقاء مع برشلونة البرلمان يستجيب لدعوة الصدر بتشريع قانون "عطلة عيد الغدير"

مع اقتراب رحلة السوداني لباريس.. فرنسا تخطط لـ4 أهداف في العراق

تقارير مترجمة | 5-12-2022, 16:10 |

+A -A

بغداد اليوم- ترجمة

يعتبر محللون أن العلاقات الامريكية الفرنسية حول الشرق الأوسط وبالخصوص العراق، ماتزال متصدعة منذ الثالث من سبتمبر العام الماضي، حين أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اثناء زيارته الى بغداد "استعداد القوات الفرنسية لاستبدال الامريكية في العراق بهدف ملئ الشاغر الأمني"، الاعلان الذي اثار سخط الإدارة الأمريكية.

وكتبت بعض وسائل الإعلام الاجنبية والمراكز البحثية، اليوم الأحد، ومنها مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية، ومركز ايرام للدراسات الإيرانية في انقرة، تقارير منفصلة ترجمتها (بغداد اليوم) وأوردت فيها مجموعة من الأهداف التي تسعى باريس لتحقيقها في العراق. 

ووصف مركز ايرام، أهم الأهداف بأنها "إعادة للتعاون الاقتصادي الفرنسي العراقي، حيث اعلن ماكرون بصراحة خلال زيارته السابقة الى بغداد، ان بلاده خسرت التعاون الاقتصادي في العراق بشكل كلي عقب احداث حرب الكويت وانسحاب الشركات الفرنسية من البلاد".

ونقل المركز أن ماكرون أكد أن بلاده "لم تحصل على فرص استثمارية بعد عام 2003 من قبل الحلفاء في العراق، وإعادة التعاون الاقتصادي، هو جانب واحد من تلك التي تخلول فرنسا تمريرها من خلال علاقات اقوى مع العراق". 

وعبرت (شبكة الميدل ايست) عن الأهداف الأخرى، وقالت إن "بارس تحاول الحصول على نفوذ على الأرض وقريب من الأراضي التركية لتكسب بذلك أوراق ضغط على انقرة، خصوصا مع تطور الأوضاع الحالية على الأرض وصراعها المباشر مع انقرة على النفوذ في مناطق شرق المتوسط وشمال أفريقيا".

وتحاول فرنسا على الجانب الآخر من الحدود، وبحسب ما أوردت شبكة العربية على موقعها باللغة الإنكليزية، الحصول على ضغط ونفوذ إضافي على طهران، حيث تعد فرنسا من الدول العظمى التي تحاول منع طهران من امتلاك سلاح نووي، عبر ممارسة الضغط والنفوذ الدبلوماسي والسياسي. 

وعبر أحد المسؤولين العراقيين في حديث لـ(لميدل ايست) بصفة سرية عن الموقف الفرنسي، مؤكدا خلاله أن "باريس ترى في تراجع الدور الأمريكي في العراق ومرور البلاد بسنوات من الصراع فرصة لاقامة جسور تعاون اقتصادي وسياسي مع بغداد تمكنها من الحظي بموطئ قدم قوي في المنطقة"، امر أشار اليه مركز ايرام بشكل مفصل. 

ويحاول ماكرون بحسب المركز، الحصول على "نفوذ اقتصادي وسياسي في العراق" يمكن بلاده من توسعة اثرها في المنطقة من خلال ربط النفوذ في العراق بذلك الذي تمتلكه حاليا في لبنان، لتشكل بذلك شبكة اقتصادية وسياسية تمكنها من ان تمتلك "قرارا" في المنطقة ينافس ذلك الذي تحظى به كل من ايران، الولايات المتحدة وتركيا. 

وأشار المركز أيضا الى ان باريس تعاني من "ضعف عام" بدورها في الدول العربية، حيث ترى بأن" مصادر النفط الأهم في العالم تخضع للسيطرة المباشرة من قبل القوى الانكلو أمريكية"، في إشارة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا، حيث بقي النفوذ الفرنسي محدودا بالمغرب العربي، دون وجود شراكات تجارية او سياسية فعلية في دول الشرق الأوسط العربية، أمر يحاول ماكرون تغييره الآن، على حد وصفه.

ويلعب العراق في نظرة ماكرون الدور الحيوي في أهمية فرنسا لقيادة "أوروبا ما بعد بركست" في إشارة الى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ما يحتم على بلاده بشكل خاص والاتحاد الأوروبي بشكل عام، ان يمتلك نفوذا على البلدان المصدرة للنفط وأهمها العراق.

وتضيف الشبكة أن ماكرون يرى أن "بإمكانه تحقيقه بالنظر الى تجربته في لبنان، والتي وصفها المركز بانها "تعاني من أوضاع داخلية قريبة من تلك التي تمر على العراق". 

وقال المركز إن نجاح فرنسا في لبنان ومحاولة استنساخ تلك التجربة في العراق، تعود لــ "مشروع فرنسي" انطلق خلال مباحثات جرت بين ماكرون ورئيس الوزراء الأسبق عادل عبد المهدي، حيث عرقلت المشاكل السياسية الداخلية في العراق، ومنها تظاهرات عام 2019، بتمرير المشروع.

وترى ختاماً المراكز البحثية ووسائل الإعلام الأجنبية، في مساعي ماكرون لتنفيذ "مشروع فرنسا" في الشرق الأوسط، محاولة ليس فقط لتوسعة النفوذ الفرنسي الاقتصادي والسياسي في الشرق الأوسط من خلال العراق، ولكن لتقليل نفوذ التحالف الانجلو امريكي، والنفوذ الصيني والإيراني والتركي، الذي منع أوروبا التي باتت فرنسا ترى نفسها قائدة لتحالفها، من أن تحظى بنفوذ فعلي وملموس بالمقارنة مع اللاعبين الآخرين في الشرق الأوسط، حيث تشير التوقعات عبر المراكز البحثية، الى نية ماكرون العمل وبشكل "كثيف" مع السوداني بغية تحقيق الأهداف الفرنسية ليس في العراق فقط، ولكن منطقة الشرق الأوسط بشكل عام.