آخر الأخبار
مصرع ضابط برتبة عميد في قيادة شرطة الديوانية إثر حادث سير عالمياً.. أسعار الذهب تتجه لتحقيق مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي الاولى منذ 3 أسابيع.. النفط يتجه لتحقيق المكاسب وسط مؤشرات لتحسن الطلب داعش يطل برأسه من جديد وهواجس أمنية في العراق من تهديد أكبر توجيهات بخصوص الصلاة المركزية الموحدة التي دعا اليها الصدر في المحافظات

صحيفة: عاصمة الرشيد "بغداد" تحاول النهوض مجددا

محليات | 25-11-2022, 19:08 |

+A -A

بغداد اليوم- متابعة

كتبت إحدى الصحف الالكترونية، اليوم الجمعة، مقالاً عن مدينة بغداد عاصمة العراق، متسائلة إن كانت عاصمة الرشيد قد فقدت القدرة على النهوض مجدداً.

وبدأت الصحيفة مقالها الذي طالعته (بغداد اليوم)، بالحديث عن احوال بغداد الحالية، معتبرة أنه ما من سبب يجعل الناس في بغداد يتفاءلون بالعيش في عاصمتهم التي أسبغت عليها عشرات الألقاب التي رافقت تاريخها ووجودها كعاصمة للعباسيين، حتى رسخ اسمان لها: عاصمة الرشيد ودار السلام، لكنها اليوم لا تعرف للرشيد صورة ولا للسلام معنى.

وذكرت الصحيفة أعلام العراق الفنية التراثية وكيف فقدتهم بغداد ومنهم صوت ناظم الغزالي ومقامات محمد القبانجي ودفء صوت وحيدة خليل ومرح عفيفة اسكندر.

وذكّرت ببغداد في خمسينياتها وستينياتها يوم كانت المدينة مزاراً للمطربين العرب الكبار أمثال السيدة أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ يتغنون في إرثها. وكيف كانت ملهمة للشعراء والكتاب وللروائية الإنجليزية آغاثا كريستي التي كتبت من وحي بغداد عدداً من رواياتها.

وتطرق المقال إلى تغيير حال شارع بغداد الأثير (الرشيد) وتحوله إلى مكب نفايات واستحالة معالمه إلى خراب. وكيف بات المارة يتجنبون السير فيه، بسبب العصابات وباعة البضائع الممنوعة كأنه عالم لا علاقة له ببغداد العاصمة ولا أمانة بغداد التي تبعد منه ربع كيلومتر فقط، ولم تمد يدها إلا نادراً في الشارع الذي يحمل إرث بغداد وتاريخها الحديث.

واستطلعت الصحيفة آراء بعض المعماريين الذين حاولوا كثيراً أن يعيدوا إلى الشارع هيبته مطالبين باستعادة جزء من الحياة فيه وقدموا للأمانة عشرات الدراسات والمقترحات لإعادة صيانة الشارع وترميمه من دون جدوى.

وأوضح المقال حالة اليأس السائدة مما يجري في العاصمة بغداد وتريفها القسري والتي انعكست على مجمل الحياة فيها وأضحت مدينة بلا هوية في السكن جراء انهيار الريف المحيط بها وعدم قدرة الحكومات المتعاقبة على تحويل الوافدين إليها وتأهيلهم في القطاع الصناعي وبناء سكن لائق ورواتب تمكنهم من تلبية حاجات العيش المتزايدة والتطور الزمني وتباين المداخيل للسكان الذين يقطنونها بعد هرب السكان الأصليين وهجرتهم خارج البلاد وترك بيوتهم وإرثهم الشخصي قسراً جراء ضغط العاملين السياسي والأمني وخشية من الوافدين الجدد.

وبين المقال أزمة السكن في العاصمة بغداد حيث أن عدد سكانها وصل إلى ما يقرب ربع سكان العراق البالغ عددهم 42 مليون نسمة ممن يعيشون في العاصمة ويشكلون عبئاً إضافياً على الخدمات فيها، 

وركز المقال على الأزمة التاريخية لبغداد موضحاً أن بغداد الحديثة بنيت على أنقاض مدينة متهالكة عانت الإهمال على مدى قرون عدة منذ سقوط الدولة العباسية عام 1258، وبدلاً من أن تبنى مدينة بموازاة المدينة القديمة على غرار كثير من مدن العالم التاريخية، اعتبرت السلطات مدينة بغداد القديمة امتداداً لتاريخ مظلم وشرعت في اقتلاعه واستبداله بعمارة تمثل مفاهيم حديثة تعكس التقدم الذي تخطط له.

 وأوضحت الصحيفة أسباب الفوضى التي تعيشها بغداد، وربطتها بالمهاجرين للعاصمة وتغلغلهم بشكل تدريجي إلى مدينة بغداد في ثمانينيات القرن الماضي بسبب ازدياد أعداد المهاجرين من ناحية، وبسبب الحرب العراقية - الإيرانية آنذاك وتراجع موارد الدولة بشكل تدريجي، مما تسبب بأزمة سكن من ناحية، وتغيرات اجتماعية واسعة من ناحية أخرى.

وذكر المقال إجراءات الحكومة العراقية بصدد أزمة السكن، وإصدارها قوانين تعالج الحال بشكل آني من دون إيجاد حلول حقيقية للمشكلات ومنها على سبيل المثال منع من يلد في بغداد مِن التملك فيها ويهدد مثل هذا القانون وحدة المجتمع على المدى البعيد ويقسم المجتمع العراقي ويزيد الشعور بالغبن والمظلومية.

وقالت الصحيفة أن الفوضى وجدت مرتعاً خصباً لها بعد الاحتلال والظروف السياسية التي تكرست طائفياً بعد عام 2003، وأصبحنا نرى التجاوزات والعشوائيات وإزالة المساحات الخضراء بشكل سريع، واستبدالها بمبان سكنية لا تحمل أقل معايير البناء اللائق.

واختتم المقال بضرورة تطبيق قانون العاصمة بغداد الذي نص عليه الدستور ولم يشرع لأسباب سياسية بحتة، وضرورة تخطيط حضري جديد للمدينة يحفظ ما تبقى من موروثها العمراني وتوفير الخدمات والمواصلات العصرية والاحتفاظ بالمساحات الخضراء داخل بغداد وحولها لما تشكله من مصدر مهم للأمن الغذائي من ناحية وحكاية للبيئة ضد التصحر والتغير المناخي من ناحية أخرى.

 

المصدر: اضغط هنا