دروس من حكم الامام علي عليه السلام: النزاهة

كتب: د. بلال الخليفة

النزاهة هي الاستقامة والالتزام بالمبادئ الأخلاقية العالية، وتتضمن الصدق، والشرف، والأمانة، والحياد. ويمكن تعريفها بشكل أوسع بأنها خلو النفس من الشوائب، والابتعاد عن الفساد، والفعل الصواب حتى بدون رقابة.

إن أبسط مفهوم لقيمة النزاهة هو أن تفعل الأشياء بشكل سليم دون مراقبتك، وبالتالي تكون جديرًا بالثقة، وهي قيمة مهمة للغاية وينبغي تطبيقها في مختلف الشركات والمؤسسات، لأنها تساعد على تعزيز بيئة إيجابية في أماكن العمل، وتمنح الأشخاص صفات الاحترام والثقة والمسؤولية.

اما المفهوم الحديث للنزاهة: يقصد بمفهوم النزاهة أن يتم القضاء على الفساد الذي يحصل نتيجة سوء استخدام الإدارة والوظيفة، وذلك عن طريق وضع أسس وقواعد تعمل على ترسيخ مبادئ السلوكيات العالية، واتباع الأخلاق الحميدة في ممارسات العمل، التي تعكس الأهداف الإيجابية للمؤسسات في الدولة جراء تطبيق قواعد ومبادئ النزاهة.

اما النزاهة عند الامام علي عليه السلام

قال الامام علي عليه السلام : النزاهة من شيم النفوس الطاهرة. (عيون الحكم والمواعظ)

تتمحور النزاهة عند الإمام علي (ع) حول كونها شيمة أساسية للنفس المطهرة، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالأمانة والعدل، وتتجلى في محاربة الفساد وتجنب المطامع الدنيوية ومواقف الريبة. وقد شدد الإمام على أن العمل أمانة، وأن شرف المرء يكمن في نزاهته، مؤكداً على ضرورة الصدق في العمل والإخلاص والتقوى.

جوانب النزاهة عند الإمام علي

نزاهة الأمانة: يؤكد الإمام على أن العمل "ليس لك بطعمة ولكنه في عنقك أمانة"، ويشدد على ضرورة إخلاص العمل واغتنام الفرص ضمن برنامج زمني محدد.

نزاهة في المواقف: تترسخ النزاهة في الابتعاد عن مواقف الريبة التي تضع الإنسان بين حالتي مدح وذم، والالتزام بقول الحق ولو على حساب النفس، والاختيار بين الحق والباطل، والابتعاد عن الظلم.

نزاهة النفس والمال: تتجلى النزاهة في تجنب المطامع الدنيوية التي تسبب الذل، وهي ركيزة أساسية للشرف والكرامة، حيث يرى الإمام أن شرف المرء يكمن في نزاهته.

نزاهة الحاكم والمسؤولية: في خلافته، أظهر الإمام علي (ع) نزاهته في التعامل مع الشؤون العامة، حيث رفض إبقاء الولاة الفاسدين، ولو كان ذلك لمصلحة استقرار الأمور، مؤكدًا على أن هذه المحافظة على المال العام والقيم مبدأ لا يُتسامح فيه، وهو ما يتطلب من المسؤولين الامتناع عن أي ممارسات تنتهك تعاليم الدين والآداب والسلوك القويم.

ان الهم الاكبر للعراق هو اختيار الشخص النزيه الذي يطبق معايير النزاهة والسبب في الامر هو تفشي الفساد حتى اصبح اكبر افة تهدد الحكومة والشعب لان الفساد استنزف مواد الدولة وبالتالي ونحن نعيش ايام الانتخابات على المواطن اختيار الشخص النزيه الذي يقدم مصلحة بلدة على مصلحة حزبة ونفسة واقاربة.