عملية أمنية للحد من التوغل التركي شمال العراق.. وأحزاب الإقليم تلقي باللائمة على الـ" بكاكا"
أمن | 5-06-2022, 13:55 |
بغداد اليوم - كردستان
اعلنت قيادة حرس حدود المنطقة الاولى، اليوم الأحد، تنفيذ عملية أمنية للحد من توغل الجيش التركي شمال البلاد.
وقال الناطق الرسمي للقيادة، كاروان خوشناو، في بيان تلقته (بغداد اليوم) انه "بتوجيهات من اللواء الركن الحقوقي حماد فاضل هادي دزيي قائد حرس حدود المنطقة الاولى، تحركت قوة كاملة من اللواء الثاني بأمرة العميد كوران صالح خوشناو ؛ لمسك قمم جبل سرجل في منطقة ميروز، وذلك للحد من توغل الجيش التركي و عمليات مسلحي حزب العمال الكردستاني".
واضاف ان "العملية تأتي لفرض الأمان للمواطنين في هذه المناطق".
وبالحديث عن التوغل التركي بالعمق العراقي، يرى مراقبون ان مشاهد التوغل التركي في العراق عادت مجددا لتشغل وسائل الإعلام المحلية والعالمية، ففي تكرارٍ للمشهد المعتاد، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي آكار عن عملية عسكرية تركية داخل الأراضي العراقية، وتحديدا في مناطق جبل متين والعمادية في محافظة دهوك.
وتعد العملية الأخيرة واحدة من بين أكبر العمليات العسكرية التي قامت بها تركيا داخل الأراضي العراقية، بهدف ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني.
فيما يؤكد كثير من السكان المحليين أنه لا وجود لعناصر حزب العمال في المناطق التي يتوغل بها الجيش التركي.
ويأتي التوغل التركي في العراق بالتزامن مع زيارة قام بها مسرور بارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان، إلى أنقرة، بهدف عقد اتفاقيات اقتصادية، أبرزها بيع غاز الإقليم لتركيا.
ويرى كثير من المراقبين أن العملية التركية الأخيرة تختلف عن سابقاتها نوعيا، ولا تستهدف فقط إقليم كردستان كالعادة، فما أبرز ما يميز التوغل التركي الحالي؟
الاتحاد الوطني: التوغل التركي في العراق محاولة للسيطرة على المناطق السنية
غياث سورجي، عضو الاتحاد الوطني الكردستاني، وهو ثاني أكبر الأحزاب في إقليم كردستان، يؤكد في تقرير تابعته (بغداد اليوم) أن “التوغل التركي في العراق أسفر عن سقوط عديد من الضحايا في صفوف المدنيين، فضلا عن تهجير مئات العوائل، وهدم عشرات من المنازل”.
وبين أن “الهدف من العمليات التركية هو التوسع الاستراتيجي داخل العراق، إضافة إلى تعزيز تواجد القواعد العسكرية التركية في إقليم كردستان، التي يبلغ عددها رسميا حوالي مئتي قاعدة”.
وأشار إلى أن “هذه العمليات تحمل رسائل عديدة، توجهها تركيا للحكومة العراقية، مفادها إصرار أنقرة على تنفيذ مصالحها وأجندتها في المنطقة، فهي تحاول السيطرة والاستحواذ على إقليم كردستان، وكذلك جميع المناطق ذات الأغلبية السنية في شمال وغرب العراق”.
حزب العمال: هدف التوغل التركي هو كركوك ونينوى وليس كردستان
كاوه شيخ موس، عضو حزب العمال الكردستاني، يرى أن “الهدف من التوغل التركي في العراق ليس التقدم داخل مناطق إقليم كردستان فحسب، بل الوصول إلى محافظتي نينوى وكركوك”.
وأضاف، في التقرير ذاته، أن “تركيا تريد التمدد إلى هاتين المحافظتين، وتعتبر العملية الأخيرة خطوة أولى للوصول إليهما، ولديها سيناريو خاص لتحقيق هذا الهدف”.
واوضح أن “السيناريو يشمل نشر عناصر تنظيم داعش على الشريط الحدودي العراقي مع سوريا، لكي تحدث أضطرابات أمنية، لإشغال القوات الأمنية العراقية، وبعدها يقوم الجيش التركي بالتوغل داخل أراضي محافظة نينوى”.
ولفت إلى أن “هناك جهات تقوم بتقديم المساعدة لتركيا لتنفيذ خططها، وأبرز تلك الجهات الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، والأطراف السنية العراقية التي تتصدر المشهد السياسي”.
الديمقراطي الكردستاني: مسؤولية التوغل تقع على عاتق حزب العمال
وتستند تركيا، بحسب مراقبون، إلى “اتفاقية مع النظام العراقي السابق، عُقدت في ثمانينيات القرن الماضي، تسمح لها بملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني إلى نحو عشرة كيلومترات داخل الحدود العراقية”.
ويرون أن “تواجد حزب العمال الكردستاني هو سبب تمركز قواعد عسكرية تركية على الأراضي العراقية، وتهجير سكان أكثر من ثمانمئة قرية، وتعريض المنطقة للخراب والدمار”.