تُهرب العملة الصعبة للخارج.. شركات تلغي نفسها بعد سرقة أموال العراقيين
اقتصاد | 2-12-2020, 18:32 |
بغداد اليوم - متابعة
كشف عضو بمجلس مكافحة الفساد السابق سعيد ياسين موسى، الاربعاء (2 - 12 - 2020)، عن وجود شركات وهمية في العراق تمارس غسيل الاموال وتسلمت اموال العقود وهربت الى الخارج.
وقال موسى في مقابلة متلفزة تابعتها (بغداد اليوم)، إن "ملف الشركات الوهمية تم فتحه في عام 2015 ويفترض ان تكون هذه الشركات مسجلة وتدفع ضرائب ورسوم بالإضافة الى الضمان الاجتماعي للعمال".
وأضاف، أن "هذه الشركات الوهمية تستحوذ على مجموعة من العقود وبعدها تلغي نفسها بعد اخذ جزء معين من الأموال وهربت الى خارج العراق، ويجب ان تكون هناك رقابة من قبل وزارة التجارة لكن هناك ضعف في الرقابة والأداء وعدم وجود تنسيق بين الوزارة والكمارك".
وتابع موسى، أن "الشركات الوهمية تمارس غسيل الأموال وتضر بالاقتصاد العراقي من خلال اخراج العملة الصعبة الى خارج العراق"، مبينا أن "بعضها تمتلك نفوذاً سياسياً يساعدها بالاستثناء من الضرائب، ونحتاج الى ثورة في الجانبين الإداري والقانوني لإنهاء الشركات الوهمية".
وكان النائب عن كتلة النهج الوطني حسين العقابي أكد، في شهر اذار الماضي، ان شركات وهمية تسرق أموال العراقيين بدون رقابة، مبينا ان هذه الشركات تمنح ارباحا خياليا تصل أحيانا إلى 80%.
وقال العقابي في بيان ان "هناك عدداً من الشركات الوهمية في العراق التي تدعي إستثمار الأموال مقابل عوائد ربحية مغرية تصل أحيانا إلى 80%".
واضاف العقابي ان "هذه الشركات تعتمد آلية التسويق باستخدام النظام الهرمي في إستثمار أموال الضحايا عن طريق إشراك الضحية الذي يقوم بجلب عدد آخر من الضحايا وتزداد نسبته الربحية الموعود بها بزيادة عدد العملاء الذين يجلبهم".
واشار العقابي ان "احد هذه الشركات كمثال فقط وهي شركة (يونك فايننس) يشير في معلوماته الأولية انها شركة وهمية بدون عنوان ومقر واضح لها، وبدون تسجيلها في المؤسسات الرسمية الدولية المعتمدة، إذ تدعي هذه الشركة انها تعمل في السوق الأمريكية وتمنح مشتركيها أرباح تصل إلى 80% بينما يؤكد المختصون ان أرباح السوق الأمريكية لا تتعدى في احسن الأحوال 8 - 10 % ، فكيف تمنح مشتركيها مثل هذه النسبة الخيالية من الارباح".
واوضح انه "من تاريخ إنشاء موقعها الإلكتروني في شهر آب عام 2016 انها شركة حديثة التأسيس وتدعي انها مسجلة في (شركة الحماية الكبيرة المشهورة مكافي) ، ومن المعروف أن مكافي شركة خاصة بحماية المواقع الالكترونية من الاختراق ولا علاقة لها بالعمل المالي والاستثماري، وقد أثبتت بيانات المنظمات الدولية - كالمنظمة الدولية لهيئات الأوراق المالية ( IOSCO ) وهيئة الرقابة السويسرية - انها من الشركات المشبوهة".
واكد العقابي ان "نسبة 90% تقريبا بحسب المراقبين من عملاء أو ضحايا هذه الشركة هم من العراقيين مع شديد الاسف، وقد تم سحب مبالغ طائلة منهم وسط غياب تام لدور السلطات العراقية".
ولفت العقابي الى ان "ما يثير الاستغراب والدهشة ان هذه المعاملات المشبوهة تجري في العراق في ظل متابعة ضعيفة للمؤسسات الحكومية المعنية بالملف الاقتصادي والمالي ،مع ثبوت خطرها الكبير على الاقتصاد الوطني وعلى العراقيين الذين اكتووا سابقا بشركات وهمية مثل (سامكو) وغيره".
وبين العقابي انه "من منطلق الحرص ندعو إلى تعزيز الإجراءات الرقابية من قبل المؤسسات المالية الحكومية كالبنك المركزي ومتابعة نشاط هذه الشركات وتفعيل القوانين العراقية في حماية المستهلك ومنع سرقة أموال العراقيين التي ينبغي أن تستثمر في إطارها الصحيح بمشاريع مضمونة توفر فرص عمل إضافية في القطاع الخاص وتقلل نسب العمالة المرتفعة".