لأول مرة.. علماء يحددون مصدر القلق في الدماغ
منوعات | 29-11-2020, 15:40 |
بغداد اليوم- متابعة
حددت دراسة جديدة أجراها العلماء في مركز ”إيرفينغ“ الطبي بجامعة كولومبيا (CUIMC) ”خلايا القلق“ الموجودة في حصين الفئران، والتي لا تنظم القلق فحسب، بل يمكن التحكم فيها عن طريق شعاع من الضوء.
ويمكن للنتائج، التي تم إثباتها حتى الآن في التجارب على فئران المختبر، أن تقدم بصيص أمل لملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم الذين يعانون من اضطرابات القلق، من خلال تصنيع عقاقير جديدة للحد من هذا القلق، والسيطرة على الخلايا العصبية.
وقال مازن خيربك، أحد الباحثين، وعالم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا: ”أردنا أن نفهم أين يتم تشفير المعلومات العاطفية التي تدخل الشعور بالقلق داخل الدماغ“.
لمعرفة ذلك، استخدم الفريق تقنية تسمى تصوير الكالسيوم، وهي إدخال مجاهر مصغرة في أدمغة فئران التجارب لتسجيل نشاط الخلايا في قرن آمون.
قام الفريق الباحث ببناء متاهات خاصة تحتوى على مساحات مفتوحة ومنصات مرتفعة، وبيئات مكشوفة معروف عنها أنها تسبب القلق لدى الفئران، خوفا من التعرض للحيوانات المفترسة.
وخلال الاختبار، حدث شيء ما في رؤوس الفئران، حيث لاحظ الباحثون الخلايا في جزء من الحُصين يُسمى البطني ”(CA1 vCA1)“، وكلما زاد قلق الفئران، زاد نشاط الخلايا العصبية.
من جانبها، قالت جيسيكا جيمينيز، إحدى أعضاء الفريق الباحث من كلية فاجيلوس للأطباء والجراحين بجامعة كولومبيا: ”الآن بعد أن وجدنا هذه الخلايا في الحُصين، فإنها تفتح مجالات جديدة لاستكشاف أفكار العلاج التي لم نكن نعلم بوجودها من قبل“.
وأضافت جيمينيز، الأمر الأكثر إثارة هو أننا اكتشفنا بالفعل طريقة للتحكم في خلايا القلق هذه في الفئران على الأقل إلى الحد الذي يغير بالفعل سلوك الحيوانات الذي يمكن ملاحظته.
وباستخدام تقنية تسمى علم البصريات الوراثي من خلال تسليط شعاع من الضوء على الخلايا في منطقة ”vCA1″، تمكن الباحثون من إسكات خلايا القلق بشكل فعال وتحفيز نشاط واثق وخالٍ من القلق في الفئران.
ومن خلال تغيير إعدادات الإضاءة، تمكن الباحثون أيضا من تعزيز نشاط خلايا القلق، مما يجعل الحيوانات ترتجف حتى عندما تكون مختبئة بأمان في محيط مغلق ومحاور، وفي الوقت نفسه، لا يعتقد الفريق بالضرورة أن ”vCA1“ هي منطقة الدماغ الوحيدة المعنية هنا.
ربما تكون هذه الخلايا مجرد جزء واحد من دائرة ممتدة يتعرف الحيوان من خلالها على المعلومات المتعلقة بالقلق، ما يلزم الأمر إجراء دراسة إضافية على الخلايا العصبية الأخرى.
وأكد دكتور خيربك لصحيفة ميركوري نيوز: ”تحديد هذه الخلايا المسؤولة عن القلق، تعطي بارقة أمل جديدة للتوصل إلى عقاقير جديدة للحد من هذا القلق، والسيطرة على الخلايا العصبية“.