عضو بسائرون يتحدث عن سبب اقتصادي وراء سلوك أمريكا الأخير تجاه إيران: عاملان قد يعجلان بالمواجهة
سياسة | 5-01-2020, 11:06 |
بغداد اليوم-بغداد
رأى عضو تحالف سائرون، رافع عبد الجبار، الاحد (05 كانون الثاني 2020)، أن مواجهة شرسة قد تحدث بين أمريكا وإيران بعد حادثة اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، وحصار السفارة الامريكية في بغداد.
وقال عبد الجبار في بيان تلقته (بغداد اليوم): "بقراءة سريعة للصراع الايراني - الأمريكي تجد من الصعوبة أن يتخذ أحد منهم الذهاب الى حرب مفتوحة، لان الطرفين يعرفون انه لا يمكن التخمين متى ستنتهي، وكيف ستنتهي، وما هي حجم الخسائر التي ستقع عند الجانبين".
وأضاف، أن "إيران تريدها حرب خاطفة لتستطيع من بعدها فك الحصار، وهذا ما ابتغته من التهديدات التي قامت بها للسفن الأمريكية قبل أشهر التي لم تستدرج امريكا حينها، ففهمت إيران الجواب فتوقفت عندها"، مشيراً الى أن "أمريكا ارادتها حرب استنزاف اقتصادية، فقامت بالحصار الذي لم يحقق غايته للآن، مع معرفتهم بأن العراق رئة اقتصادية رئيسية لإيران، لهذا بدأوا محاولة ايقاف هذه الرئة".
وتابع عبد الجبار، أن "اللعبة اليوم اختلفت نوعاً ما بعد ظهور عامل جديد لم يكن بالحسبان، وهو حصار وضرب السفارة الأمريكية من جهة، واستشهاد سليماني من جهة أخرى، هذين العاملين قد تدفع الجانبين الى مواجهة قد تكون مبكرة وليست برغبة أحد منهم، تسارع الأحداث بظهور العاملين التي اشرنا اليهن قد تذهب بهما لمواجهة شرسة، وهذا ما لا يرغبه الطرفان".
ولفت الى أن "الطرفين قد يجدان أنفسهم مضطرين اليه خاصة الجانب الايراني، والتهديدات التي اطلقها ترامب خلال هذين اليومين هي لإعطاء رسالة الى ايران بخطورة ما صرحوا به، محاولة منه لإيقافهم، لأسباب كثيرة منها عدم رغبته المعروفة بدخول أي حرب، ومنها قد تؤثر على حملته الانتخابية خاصة مع صدور أصوات أمريكية ناقدة لاغتيال سليماني التي قد تدفع أمريكا لحرب لا يرغبها الشعب الأمريكي".
واختتم بيانه، قائلاً، إن "كل الاحتمالات صارت مفتوحة، ولا أحد يستطيع توقعها رغم ان الأرجح هو أن تكون الضربة الايرانية قوية خاصة بعد اعلانهم برفض كل الوساطات".
وفي منتصف ليل الخميس-الجمعة، استهدفت الطائرات الامريكية موكباً لقائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، ونائب رئيس هيأة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس وثمانية أشخاص آخرين، بحسب ما ذكرت هيأة الحشد الشعبي.
بدورها، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية، أن الجيش قتل قائد لواء القدس بالحرس الثوري الإيراني، بناءً على توجيهات الرئيس دونالد ترامب، واصفة إياه "إجراء دفاعي حاسم لحماية الموظفين الأمريكيين بالخارج".
من جانبه، نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على حسابه بموقع "تويتر" صورة للعلم الأمريكي دون أي تعليق.
فيما علق المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، على اغتيال قاسم سليماني، قائلاً، إنه "شخصيّة مقاومة دوليّة، وإنّ جميع أنصار المقاومة يطالبون بالثأر لدمه، فليعلم جميع الأصدقاء والأعداء أيضاً، أنّ نهج الجهاد في المقاومة سيستمرّ بدوافع مضاعفة، وأنّ النّصر الحاسم سيكون حليف مجاهدي هذا المسار المبارك، فقدان قائدنا المضحّي والعزيز مرير لكنّ استمرار النّضال وتحقيق النّصر النهائي سوف يكون أشدّ مرارة على القتلة والمجرمين".
من جهة أخرى، أكد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، عقب اغتيال سليماني، أن "الشعب الايراني وباقي الشعوب الحرة في المنطقة، ستنتقم للواء قاسم سليماني من الولايات المتحدة الامريكية المجرمة دون شك".
بجانبه، قال الأمين العام لعصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، تعليقاً على اغتيال سليماني وأبو مهدي المهندس في رسالة حصلت عليها (بغداد اليوم)، إن "زوال اسرائيل وطرد الأمريكان من المنطقة مقابل اغتيال سليماني والمهندس"، مضيفاً: "على كل المجاهدين المقاومين الجهوزية فأن القادم علينا فتح قريب ونصر كبير".
بدورها، أعربت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، الجمعة (03 كانون الثاني 2020)، عن قلقها إزاء تصاعد التوتر في أعقاب مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني على يد الأمريكيين، مطالبة الإدارة الأمريكية بإبلاغ الكونغرس على الفور بالوضع.
وتأتي هذه الضربة في أعقاب التصعيد بين الولايات المتحدة الأمريكية من جهة، والحشد الشعبي العراقي وأنصاره من جهة أخرى، فقد اقتحم مناصرون للحشد السفارة الأمريكية في بغداد وتواصلت احتجاجاتهم أمامها على مدى يومين، للتنديد بغارات جوية شنها الجيش الأمريكي يوم الأحد الماضي على قواعد لكتائب حزب الله العراقية.