سياسة / ملفات خاصة اليوم, 17:09 | --

العراق بين السيادة والأمن


تحذيرات كردية: الانسحاب الأمريكي "غير المدروس" قد يقود إلى "كارثة جديدة"

بغداد اليوم - أربيل

الحديث عن الانسحاب الأمريكي يهيمن مجددا على المشهد العراقي مع اقتراب أيلول المقبل، حيث تنقسم المواقف بين مطالب بالإخراج العاجل للقوات الأجنبية، وتحذيرات كردية ترى أن التسرع في هذا الملف قد يقود البلاد إلى تكرار سيناريوهات كارثية عاشها العراق قبل أعوام قليلة.

عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني محمد عامر الديرشوي قال في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "إقليم كردستان جزء من العراق، وملتزم بما تقرره الحكومة العراقية، لكن قضية مصيرية مثل قضية الوجود الأمريكي يجب أن يقرر وفقا لرؤية جميع الأطراف والمكونات".

وأضاف أن "احترام رأي الشركاء من الكرد والسنة أمر ضروري، ولا يمكن اتخاذ القرارات المصيرية بشكل متسرع، وهذا ما يحصل إزاء قضية الانسحاب الأمريكي، حيث لا توجد وحدة قرار تمثل الرأي العراقي".

وأشار الديرشوي إلى أن "هناك تحديات كبيرة في الوقت الحالي تتمثل بوضع المنطقة، والأوضاع في سورية، وخطر التنظيمات الإرهابية مازال قائماً، وهذه الجماعات عاودت نشاطها مؤخراً، وبالتالي لا يجوز المغامرة بمستقبل البلاد إرضاءً لفصائل مسلحة".

يشير خبراء في الشأن الأمني إلى أن العراق ما زال يواجه تهديدات مستمرة من خلايا داعش النائمة، بالتوازي مع هشاشة البنية الأمنية وضعف الإمكانات الجوية. وبحسب المراقبين، فإن المعضلة الكبرى تكمن في كيفية تحقيق توازن بين الحفاظ على السيادة الوطنية من جهة، وتجنّب فراغ أمني قد تستفيد منه الجماعات الإرهابية من جهة أخرى.
في الوقت ذاته، تجد الحكومة العراقية نفسها أمام ضغوط سياسية داخلية وخارجية، تجعل قرار الانسحاب محكوماً بمعادلات معقدة تتجاوز حدود العراق لتشمل التوترات الإقليمية، خصوصاً في سوريا.

وفي السياق ذاته، حذر عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني ريبين سلام عبر "بغداد اليوم" في وقت سابق، من تكرار ما حدث عام 2011. وقال في حديث لـ"بغداد اليوم"، إنه "يجب عدم تكرار أخطاء عام 2011، عندما أدى الانسحاب الأمريكي المبكر إلى سيطرة تنظيم داعش على ثلث العراق بعد عامين فقط".

الانسحاب الأمريكي نهاية عام 2011 ترك فراغا أمنيا واسعا، استغله تنظيم داعش بعد سنوات قليلة للسيطرة على مساحات شاسعة من العراق وسوريا، ما أدى إلى موجة عنف طاحنة ونزوح ملايين المدنيين. اليوم، ومع تصاعد الحديث عن انسحاب جديد، يرى مراقبون أن أي تسرع في القرار من دون بدائل واضحة قد يعيد إنتاج الأزمة نفسها.

وأضاف سلام أن "التهديدات الإرهابية لا تزال قائمة، وخطر داعش ما زال حاضراً، خاصة في ظل التوترات الإقليمية في سوريا والمنطقة عموماً".

وأكد على ضرورة أن "تضمن الحكومة العراقية أقصى استفادة من الوجود الأمريكي، خصوصاً بالنظر إلى محدودية القدرات الجوية العراقية، وألا يتم الانسحاب تنفيذاً لرغبات دول أخرى، لأن الخاسر الأكبر سيكون العراق".

تؤكد المواقف الكردية أن القرارات المصيرية، وعلى رأسها ملف الوجود الأمريكي، لا يمكن أن تُتخذ بضغط فصائل أو طرف سياسي واحد، بل تحتاج إلى توافق وطني شامل يضمن أمن العراق واستقراره. وبين تحذيرات الماضي وتحديات الحاضر، يبقى التساؤل مطروحاً: هل يملك العراق اليوم رؤية موحدة تحصّنه من تكرار خطايا الأمس؟

أهم الاخبار

الإطاحة بالإرهابي المشترك بقتل أربعة جنود في وادي زغيتون

بغداد اليوم - كركوك أعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية خلية الاستخبارات ومكافحة الإرهاب، اليوم الخميس (21 آب 2025)، عن الإطاحة بالإرهابي المشترك في قتل أربعة جنود في وادي زغيتون. وذكر إعلام وزارة الدفاع في بيان تلقته "بغداد اليوم"، أن

اليوم, 18:36