عربي ودولي / ملفات خاصة اليوم, 15:04 | --


غزة تحت السيطرة الإسرائيلية.. صراع مفتوح يهدد استقرار الشرق الأوسط

بغداد اليوم – بغداد
مع إعلان إسرائيل نيتها السيطرة الكاملة على قطاع غزة، تدخل المنطقة طوراً جديداً من النزاع يهدد بانفجار أزمات إنسانية وسياسية وأمنية متشابكة. هذا التحول لا يُقرأ فقط كخطوة عسكرية، بل كإعادة صياغة لاستراتيجية إسرائيل في التعامل مع حماس ومع مستقبل القطاع، بما يحمله من تداعيات على مجمل معادلات الشرق الأوسط.

المختص في الشؤون الدولية والاستراتيجية محمد الياسري أوضح لـ"بغداد اليوم" أن "إعلان إسرائيل نيتها احتلال قطاع غزة والسيطرة عليه بشكل كامل يمثل تحولاً جذرياً في استراتيجيتها العسكرية والسياسية"، لافتاً إلى أن التركيز لم يعد على ملف الرهائن بقدر ما أصبح على "إنهاء سيطرة حركة حماس وفرض واقع جديد بالقوة، حتى لو أدى ذلك إلى عزلة دولية وانتقادات قانونية".
هذا التوجه يعكس، وفق مراقبين، تحوّلاً من سياسة الاحتواء والردع إلى محاولة فرض سيطرة ميدانية، وهو ما يعيد إلى الأذهان تجارب الاحتلال المباشر التي أدخلت إسرائيل سابقاً في حروب استنزاف طويلة مثل جنوب لبنان (1982 – 2000).

يشدد الياسري على أن "تداعيات الاحتلال ستكون واسعة، حيث سيدخل الجيش الإسرائيلي في دوامة استنزاف مستمرة، وستتعقد الأوضاع الإنسانية لسكان غزة الذين يواجهون أصلاً أوضاعاً قاسية تحت الحصار".
الأرقام الأممية تكشف أن أكثر من 2.2 مليون فلسطيني يعيشون في القطاع المحاصر منذ عام 2007، وأن نحو 80% منهم يعتمدون على المساعدات الإنسانية، ما يعني أن أي احتلال كامل سيضاعف الكارثة الإنسانية خاصة بعد حرب أكتوبر المستمرة لغاية اللحظة. سياسياً، يرى خبراء أن فرض الأمر الواقع قد يشعل تصعيداً إقليمياً، خصوصاً في ظل المواقف الرافضة من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ودول عربية وإسلامية، الأمر الذي يضع إسرائيل على مسار عزلة دولية متصاعدة.

الخطوة الإسرائيلية تفتح الباب أمام تفاعلات إقليمية متشابكة؛ فإيران وحلفاؤها في المنطقة قد يجدون فيها مبرراً لتوسيع نطاق المواجهة، بينما تتحرك مصر والأردن في إطار محاولات الحد من الانفجار الأمني. تجارب سابقة تشير إلى أن أي احتلال مباشر غالباً ما يولد مقاومة أشد، كما حدث في العراق بعد 2003 أو في لبنان خلال الثمانينيات، وهو ما يعزز مخاوف من دخول إسرائيل في مستنقع استنزاف طويل الأمد.

يلخص الياسري الموقف بقوله إن "السيطرة العسكرية على غزة لن تجلب الأمن لإسرائيل، بل ستؤسس لصراع مفتوح طويل الأمد". التحليل الأوسع يشير إلى أن إسرائيل قد تربح أرضاً لكنها تخسر الشرعية الدولية، وأن غزة المحاصرة منذ سنوات ستتحول إلى بؤرة مواجهة دائمة. وبينما تُعلن تل أبيب نصرها العسكري، قد تكون في الواقع تفتح باب مرحلة أشد خطورة من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، حيث لا تُقاس النتائج بالأمتار المربعة بل بمدى قدرة المنطقة على تحمل صراع لا ينتهي.

المصدر: بغداد اليوم+ وكالات

أهم الاخبار

يونس محمود: اتعرض للحرب في العراق والاتحاد بحاجة لقائد واحد أنا أو درجال

بغداد اليوم- بغداد أكد يونس محمود، نائب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، اليوم الخميس، (21 آب 2025) عزمه خوض منافسات انتخابات اتحاد الكرة. وكان مقررًا أن تجرى انتخابات الاتحاد العراقي يوم 16 سبتمبر/أيلول المقبل، ولكن الاتحاد الدولي لكرة القدم

اليوم, 17:20