سياسة / تقارير مترجمة أمس, 23:40 | --


العراق يدق ناقوس الخطر.. تغيّر المناخ يلتهم حضارات وادي الرافدين

بغداد اليوم – ذي قار

يحذر مسؤولون وخبراء آثار عراقيون، تحدثوا لـ"رويترز" من خطرٍ غير مسبوق يهدد تاريخ البلاد الممتد لآلاف السنين، مع تفاقم آثار التغير المناخي وارتفاع الملوحة والجفاف التي بدأت تفتك بالمواقع الأثرية في جنوب العراق، بما فيها مدينتا أور وبابل اللتان كانتا مركزاً لحضاراتٍ شكلت مهد التاريخ الإنساني.

وقال مسؤولون في دائرة الآثار بمحافظة ذي قار، بحسب ما ترجمت "بغداد اليوم"، إن “ملوحة التربة الناتجة عن المناخ القاسي بدأت تلتهم اللبن المستخدم في بناء المعابد والمقابر القديمة، ما يهدد بانهيارها الكامل خلال سنوات قليلة إن لم تُتخذ إجراءات عاجلة”.

ويقول كاظم حسون، مفتش الآثار في ذي قار، إن “الأملاح الناتجة عن الاحتباس الحراري دمرت أجزاء مهمة من المقبرة الملكية في أور، وألحقت أضراراً بمباني المدينة القديمة نتيجة الملوحة والمياه الجوفية والحرارة الشديدة والجفاف”، مشيراً إلى أن “استمرار هذه العوامل سيؤدي إلى انهيارات تامة في اللبن المستخدم ببناء المقابر والمعابد”.

وفي السياق ذاته، يؤكد عالم الآثار عبد الله نصر الله أن التدهور طال حتى زقورة أور المدرجة على قائمة التراث العالمي، موضحاً أن “الزقورة فقدت عشرة أمتار من ارتفاعها الأصلي البالغ 27 متراً، وأن الرياح الشمالية والكثبان الرملية تتسبب بتآكل جدرانها الشمالية تدريجياً”.

حضارات تنهار بصمت

المواقع التاريخية في بابل، بدورها، لم تسلم من الكارثة البيئية. فالمواد الطينية المستخدمة في بناء الأبنية القديمة باتت تتآكل بفعل ارتفاع الملوحة وتكرار موجات الجفاف، بحسب مدير عام الآثار في وزارة الثقافة منتصر الحسناوي، الذي دعا إلى “تحرك عاجل لترميم تلك المواقع المهددة بالانهيار ونقص التمويل”.

ويشير الحسناوي إلى أن ممارسات الترميم الخاطئة خلال العقود الماضية زادت من هشاشة المباني الأثرية أمام التغيرات المناخية، قائلاً إن “المواد التي كانت تُستخرج من الأرض قديماً كانت أقل ملوحة وأكثر قدرة على مقاومة المناخ، لكن المعالجات الحديثة جعلت الأبنية القديمة أكثر عرضة للتلف”.

وأضاف أن “مشكلة التملّح في المياه السطحية والجوفية تتفاقم، ومعها يزداد خطر اندثار المدن الأثرية التي لا تزال مدفونة تحت الأرض”.

دعوات لإنقاذ ما تبقى

وحذّر الحسناوي من أن تجاهل هذه التطورات قد يؤدي إلى فقدان رموز أساسية من التراث العراقي والعالمي، داعياً إلى “استثمار حالة الاستقرار الأمني النسبي لجذب بعثات تنقيب وترميم أجنبية، وإعادة النظر في خطط التمويل الحكومية لحماية المواقع الأثرية المهددة”.

ويختتم مسؤولون في وزارة الثقافة تحذيراتهم بالقول إن المناخ لم يعد قضية بيئية فحسب، بل تهديداً مباشراً لهوية العراق التاريخية، بعدما تحولت الرمال والملوحة إلى “عدو صامت” يلتهم جذور أولى الحضارات على وجه الأرض.

المصدر: رويترز

أهم الاخبار

أمر قبض بحق مدير هيئة استثمار الأنبار والمرشح عن حزب تقدم بشار العامج

بغداد اليوم – الأنبار أظهرت وثيقة متداولة صادرة عن مجلس القضاء الأعلى في محافظة الأنبار، حصلت عليها "بغداد اليوم"، اليوم الخميس (30 تشرين الأول 2025)، صدور أمر قبض بحق مدير هيئة استثمار الأنبار والمرشح عن حزب تقدم بشار العامج، وذلك على خلفية

أمس, 23:46