شيوخ عشائر جنوبيون يستبقون دعوة السعودية لهم: لن نحظر دون علم بغداد
سياسة | 18-04-2019, 14:00 |
بغداد اليوم _ بغداد
ضمن مساعيها للانفتاح على العراق وتوطيد علاقاتها معه رسميا وشعبيا، تعتزم السعودية، بحسب تقارير صحافية، دعوة شيوخ عشائر من جنوب العراق، إضافة الى محافظين وأعضاء بمجالس المحافظات لحضور موسم الحج المقبل وإقامة مؤتمرات او ملتقيات لـ"تأكيد عروبة العراق".
في المقابل، يؤكد شيوخ عشائر في الجنوب وأعضاء بمجالس محافظاتها، أن هذه المبادرات مُهمة وتصب لمصلحة العراق، لكن ذلك مشروط بأن تكون الرياض قد نسقت بشأنها مع بغداد أولا، وبخلافه ستكون "خرق" لسيادة العراق وتؤدي الى "مشاكل كبيرة وفتنة بين شعبه".
ويقول ضرغام صباح عرمش، شيخ عشيرة بني مالك في عموم العراق، في حديث لـ(بغداد اليوم)، إن "القبائل هي امتداد عربي في كل مناطق الوطن العربي، وشيخ العشيرة أو القبيلة يمثل هذا الامتداد العابر للحدود"، مبينا أن "الدعوات السعودية لشيوخ العشائر العراقيين مرحب بها، إن أتت ضمن قنوات الحكومة العراقية، وبهذه الحالة ستوطد العلاقات بين البلدين، وسيمثل شيخ العشيرة بلده وقبيلته الممتدة لبقية بلدان الوطن العربي وخصوصا شبه الجزيرة العربية".
وأضاف المالكي، أن "جميع شيوخ العشائر والقبائل العراقية الاصلاء سيرفضون هذه الدعوات اذا جاءتهم خارج اطار الحكومة العراقية ودون علمها، لأنها بهذه الحالة تكون خرق للسيادة وهو ما نرفضه"، مشددا على "ضرورة ان تتم هكذا مبادرات من خلال المؤسسات الحكومية والحكومة الاتحادية لكي تمثل تخب المجتمع العراقي بلدها بشكل رسمي".
وأشار، الى "تبادل وفود عراقية وسعودية رسمية زيارة البلدين، مؤخرا"، مؤكدا أنها "ستفتح أطر التعاون الاقتصادي والخدمي والسياسي والأمني بين الطرفين، خاصة وأن للسعودية حدود كبيرة مع العراق، فضلا عن ثقلها الكبير في الوطن العربي".
وأوضح شيخ عشائر بني مالك في العراق، أن "السعودية لو لم تقم بمثل هكذا مبادرات لبقى الكلام عن دعمها للارهاب وبعدها عن العراق جاريا".
ويتفق عضو مجلس محافظة ميسان سرحان الغالبي، مع الشيخ صباح المالكي، على أن تلك الدعوات تمثل "خرقا لسيادة العراق" اذا جاءت دون علم بغداد، لكنه يرى عدم جدواها بكل الحالات، على اعتبار أن الحكومة الاتحادية "المنتخبة" تمثل العراق في كل المحافل الدولية.
ويقول الغالبي لـ(بغداد اليوم)، إن "عقد أي مؤتمرات لشيوخ عشائر عراقيين وحتى الشخصيات الحكومية الرسمية، سواء في السعودية أو غيرها يعتبر خرقا لسيادة العراق ويؤدي لمشاكل كثيرة وفتنة بين أبناء الشعب، في حال عقدت دون علم الحكومة الاتحادية، وهو خطر كبير يولد نزاعا بين الحكومة واي وفد يحضرها".
ويتساءل عضو مجلس محافظة ميسان عن "الداعي لمثل هكذا مؤتمرات، ونحن نمتلك حكومة اتحادية وطنية ومنتخبة من الشعب، وتمثل العراق في كل المحافل الخارجية وأمام كل دول العالم، ولديها القدرة السياسية والسيادية على ذلك".
وفي الأسبوع الأول من شهر نيسان الجاري، زار وفد يضم نصف وزراء الحكومة السعودية بغداد، ووقع اتفاقيات ومذكرات تفاهم اقتصادية وتجارية مع الحكومة الاتحادية، التي يتواجد رئيسها عادل عبد المهدي حاليا، رفقة وفد عراقي كبير في السعودية، لتوقيع اتفاقيات جديدة وتفعيل ما تم الأتفاق عليه خلال زيارة الوفد السعودي للعراق.