آخر الأخبار
السوداني يؤكد حرص الحكومة على توفير أفضل الخدمات الصحية للمواطنين التركمان ممتعضون.. "نكث العهود" في كركوك يثير حفيظة المكون ويصوب نحو اليكتي - عاجل إيران والصين.. نحو إرساء سيادة القانون والحفاظ على الاستقرار بعد اخفاق خليجي 26.. نائب: سيتم فتح ملف الفساد في اتحاد كرة القدم شركة أمريكية تفاقم المأساة في دجلة.. مخلفات البناء تداهم النهر الملوث

طائفة جديدة في العراق على وشك الرحيل.. ممثلهم: لا نملك حتى مقابر ندفن فيها!

محليات | 22-02-2019, 05:17 |

+A -A

بغداد اليوم- خاص

يبدو أن مسلسل هجرة الاقليات من العراق لم يتوقف حتى الان، بل على العكس تماماً، اذ شمل هذه المرة طائفة الصابئة المندائيين، الذين شكوا من اسباب عدة دفعتهم للهجرة.

خالد ناجي رئيس مجلس شؤون الصابئة المندائيين في الديوانية، الذي قرر وعائلته الهجرة خارج البلاد، أوضح في حديث لـ (بغداد اليوم)، اسباب ذلك قائلاً: إن "العراق لا يبدل باي دولة في العالم فهو بلد الخيرات والحضارة والثقافة والمكونات"، مبيناً أن "عمر الصابئة المندائيين فيه أكثر من 7000 سنة، فهم اول الديانات التوحيدية في بلاد الرافدين، وهم السومريين الاصلاء، الذين لطالما تواجدوا في جنوب العراق، على ضفاف الأنهر، لاسيما في محافظة ميسان واور".

وأضاف، أنه "رغم كون المندائيين من اول الديانات في العراق، الا أنهم لم يشهدوا أي رعاية من قبل الحكومة"، داعيا "الحكومة عليها مراعاتهم لكونهم من المكونات الاصيلة، التي رغم قلة اعدادها الا ان عطائها للعراق كبير، لذا يجب المحافظة عليها".

وبين رئيس مجلس شؤون الصابئة المندائيين، في الديوانية، أن "الحكومة لم تقر أية قوانين من ِشأنها الحفاظ على المكونات العراقية، فهي لم تحمنا من السرقات وجرائم القتل"، مؤكداً "اجسادنا تتمزق بالسكاكين ولم نعثر على القاتل حتى الان، لعدم وجود قوانين تحمينا".

وتابع ناجي حديثه قائلاً: "نحن اناس مسالمين ولا نؤمن بالسلاح ولا نملك مليشيات لتحمينا ولا نؤمن بالدم، انما بالقلم والورقة، وأفكارنا افكار تقدمية وليست لدينا أفكار القتل او حب السلطة، فنحن نؤمن بالعراق الواحد ونظامه السياسي، ودليل ذلك اننا شاركنا بالعمليات الانتخابية دون أن يشعرنا احد لاحقاً بحقوقنا".

وعن المندائيين المتواجدين في الديوانية، أشار ناجي الى أنه "رغم تواجدهم فيها منذ أكثر من 80 عاماً وما قدموه لها من إنجازات الا انهم لا يملكون أي حقوق بل حتى لا يملكون مقبرة ليدفنوا فيها، سوئ مقبرة أبو غريب في العاصمة بغداد والتي تعد من أكثر المناطق الساخنة"، موضحاً أنهم "طالبواً بتشييد مقبرة خاصة بهم خارج حدود بلدية الديوانية وبأموالهم الخاصة، في عام 2009، الا انهم لم يتلقوا أي إجابة حتى الان، وسبب ذلك عدم موافقة وزارة المالية على ذلك".

وأكمل قائلا، إنه "في ظل تواجد العشرات من الجوامع لإخوتنا المسلمين، لا يملك المندائيين أي معبد او جامع ليمارسوا فيه طقوسهم وعاداتهم مثل الزواج والاعياد والمناسبات وحالات الوفاة، لدرجة انه اذا توفي أحد منهم فأنهم لا يعلمون ما يفعلون او اين يدفنوه، فيلجأون الى نصب (جادر) سرادق عزاء بالشارع".

وكشف ناجي: أنه "منذ عام 2005 لم يتم تعيين أي صابئي مندائي في الديوانية، رغم انهم جميعاً من حملة الشهادات العليا والبكلوريوس".

ولفت الى أنه "كل ما تمر به عائلته واخوته من المندائيين دفعهم للمهاجرة وترك العراق"، مؤكداً أن "بعض العوائل لجأت بالفعل الى الهجرة".

وأكد أن "المجتمع الديواني كانوا سبباً في بقائناً لكونهم أحبونا واحتضنونا، فجميع العشائر المتواجدة في الديوانية وقفت الى جانبنا ودعمتنا، في وقت عانينا من اهمال الحكومة وعدم التفاتها لنا".

 وعن الوجهة التي سيتجه لها، قال ناجي، "انا سوف اذهب الى تركياً، لأني لا استطيع ان أكون بعيداً عن العراق"، مؤكداً أنه "سيذهب الى انقرة وجسده موشح بالعلم العراقي، لكون قلبه لا يزال متمسك به".

وعن عدد العوائل الصابئية المتواجدة في الديوانية بين ناجي، أن "عدد العوائل التي كانت متواجدة بلغت أكثر من 90 عائلة أي ما يقارب ال 600 فرد، ام الا فبقي منهم 25 عائلة"، مؤكداً أن "معظمهم يعدون حقائبهم للهجرة ايضاً".