بغداد اليوم - بغداد

نبّه عضو مجلس النواب، وزیر الداخلیة الأسبق، محمد الغبان، اليوم السبت، البرلمان إلى قانون 52 الذي صوت عليه في 2008، بشأن "اتفاقیة الإطار الاستراتیجی بین العراق وأميركا"، ونص على عدم تواجد قوات بریة أميركیة على الأرض ولا قواعد عسكریة وأن لا تتخذ واشنطن من أراضي العراق ومیاهه وأجوائه منطلاقا للاعتداء على دول الجوار.

وقال الغبّان، في مقابلة صحافية، تابعتها "بغداد اليوم"، إن "قانون 52 الذي تم التصویت علیه فی البرلمان العراقی خلال العام 2008 في إطار إقرار اتفاقیة الاطار الاستراتیجي لعلاقة الصداقة والتعاون بین جمهوریة العراق والولایات المتحدة الامریكیة، ینص على بنود فیها دیباجة و16 قسماً".

وأضاف، أن "في القسم الذي یخص التعاون الدفاعي والأمني، هناك مواد صریحة وواضحة، أولاً - انه لا یسمح بتواجد قوات بریة أمریكیة على الأرض، وثانیاً – لا یسمح بتواجد قواعد عسكریة، وأن لا تسعى الولایات المتحدة الأميركیة لإیجاد قواعد عسكریة، وثالثاً – لا یتخذ من أراضي العراق ومیاه العراق وأجواء العراق منطلقاً للاعتداء على دول الجوار".

وأكد وزیر الداخلیة العراقي الأسبق، أن "هذه نصوص صریحة وشفافة في الاتفاقیة التي أقرها القانون العراقي وصادق علیها مجلس النواب، ولاتوجد إمكانیة للمناورة في هذه القضیة".

وبشأن ما یتعلق بهذا القسم من الاتفاقیة أي (القسم الدفاعي والأمني)، أوضح الغبان، أن "العراق ممكن ان یطلب مساعدة الولایات المتحدة في دعم فني یتعلق بالتدریب والتسلیح وتعزیز قدرات القوات الامنیة العراقیة، وهذه الاحتیاجات ممكن ان یحددها مجلس النواب او القائد العام للقوات المسلحة او الوزارات العراقیة المعنیة".

وتابع، "نحن نرفض وبشدة تواجد قوات أمریكیة او قواعد عسكریة، هذا امر مرفوض قطعا بالنسبة لنا وهذا مثبت في الاتفاقیة، والولایات المتحدة ملزمة بذلك"، مردفاً "لكن للاسف الحكومة العراقیة السابقة تهاونت في هذا الموضوع وتم استغلال قضیة الحرب ضد داعش واحتیاج العراق للدعم الجوي، فحدث تجاوز على هذا الموضوع وصار هناك تواجد للقوات الاجنبیة وخاصة من الولایات المتحدة على وجه التحدید".

ولفت الغبان وهو نائب حالي، "الیوم بكل وقاحة وكل استهتار یتحدث الرئیس الامریكي دونالد ترامب، عن وجود قاعدة صرفت علیها أموال وهي جیدة لمراقبة المنطقة ومراقبة ایران، وهذا مرفوض جملة وتفصیلا".

وأشار إلى أن "مجلس النواب یتولى المسؤولیة والحكومة العراقیة مسؤولة أیضاً، والمرجعیة الدینیة العلیا أوضحت هذا الموقف وبشكل شفاف جداً، خلال اللقاء مع ممثلة الامم المتحدة في العراق (بلاسخارت) بأنه لایجب أن یكون العراق محطة للاعتداء على دول الجوار، أو إيذاء دول الجوار".

وشدد الغبان، على أن "الامر واضح جدا، قد یكون البعض وللاسف الشدید تهاونوا او تسامحوا لتحقیق مصالح شخصیة أو فأویة أو مناطقیة، لكن عموم الشعب العراقی یرفض أن یدخل عملیة صراع بالنیابة، ولا نرتكب الحماقة التی ارتكبها النظام السابق، بأن ندخل فی صراعات إقلیمیة، من لدیه صراع مع إیران لیكن شجاعا ویذهب إلى إیران ویواجهها في ساحاتها، ولا یتخذ من العراق ساحة للاعتداء على الآخرین".

واستطرد الغبان 'قد لانحتاج للتشریع في اخراج القوات الاميركیة من العراق، لأن اصل القانون والاطار لا یسمح بوجود هذه القوات بریة على الاراضي العراقیة، ولا بتواجد قواعد عسكریة هذا ما یهمنا"، مشيراً إلى أن "الانسحاب الامریكي من الاراضی العراقية عام 2011 جرى على هذا الأساس".

وختم حديثه قائلاً: "الیوم لا یوجد تغییر في هذا الاطار أو القانون، وانما یوجد تجاوز على ما تم اقراره في مجلس النواب ضمن اتفاقیة الاطار الاستراتیجی، واذا كان هناك قانون أو قرار من مجلس النواب یلزم بالإلتزام بهذا القانون فنحن نحتاج لوقفة جادة من مجلس النواب ورؤساء الكتل والزعماء السیاسیین، لاسيما وأن المرجعیة الدینیة أوضحت ذلك".

المصدر: إرنا