بغداد اليوم - ديالى
مع انتهاء فصل الصيف في ديالى، كان الصياد "ماهر" يحدّق في السماء الواسعة فوق بادية قزّانية، عينيه تبحثان عن أي لمحة لصقر حرّ يمرّ في رحلته الطويلة من آسيا. سنوات طويلة قضّاها بين كثبان الرمل والمنحدرات الصخرية، معتاداً على وقع جناحي الصقر في الأفق، لكنه هذا العام لم يجد سوى صمتٍ يشبه الفراغ، "جفاف الصيد" كما يسميه الصيادون، أصبح حقيقةً تقف بينه وبين رزقه، ومع كل يوم يمضي، يزداد شعوره بالقلق والخوف على المستقبل، ليس لنفسه فقط، بل للطبيعة التي باتت تئن تحت وطأة الصيد المكثف وتغيرات المناخ.
يشير الصيادون إلى أن هذا التراجع الواضح في أعداد الصقور يعود إلى انخفاض معدلات الهجرة الموسمية القادمة من أواسط آسيا باتجاه إيران ثم العراق، إلى جانب تعدد مناطق الصيد وتغيرات المناخ التي أثرت في حركة الطيور.
وقال الصياد أحمد الخزرجي في حديث لـ"بغداد اليوم" إن "معدلات الصيد في سبع مناطق ضمن قاطع شرق ديالى، ولاسيما بادية قزّانية وبلدروز والمناطق القريبة منها، لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، وجميع الصقور التي تم اصطيادها ليست من الأنواع النادرة التي تصل أسعارها إلى عشرات الملايين من الدنانير".
وأضاف أن "المتغيرات المناخية وكثرة الصيادين تُعدّ من أبرز الأسباب وراء انخفاض أعداد الطيور المهاجرة"، لافتاً إلى أن "رغم شحّ الصيد، فإن الموسم يجذب عشرات الصيادين من مختلف المحافظات إلى ديالى، حيث تستمر الرحلات لأسابيع وربما لأشهر، وتنتهي عادة مع هطول الأمطار وغرق المنحدرات القريبة من الحدود الإيرانية".
من جانبه، أكد مدير ناحية قزّانية السابق مازن أكرم في حديث لـ"بغداد اليوم" أن "بادية قزّانية تُعد الأشهر على مستوى العراق في صيد الصقور، لاسيما النادرة منها أو ما يُعرف بالحرّ، وهي وجهة سنوية لعشرات الصيادين"، مشدداً على "ضرورة إعادة تقييم هذه الظاهرة الممتدة منذ مئات السنين، عبر وضع آليات تنظيمية للحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، ومنع الصيد الجائر من قبل الطارئين على المهنة".
في السياق ذاته، أوضح المختص في البيئة البرية رؤوف عبد الله حسن أن "بيئة ديالى، ولاسيما مناطقها الشرقية، تُعد إحدى النوافذ الأساسية لدخول الطيور المهاجرة، وعلى رأسها صقر الحرّ"، مشيراً إلى أن "قلة الصقور ليست مشكلة محلية فحسب، بل ظاهرة تمتد إلى دول عدة على مسار الهجرة بسبب الصيد المكثف".
وأكد حسن أن "سوق الصقور، خصوصاً في الخليج العربي، لا يزال نشطاً، إذ تُباع بعض الأنواع النادرة بأسعار مرتفعة جداً، ما يجعل من الصيد بالنسبة للبعض فرصة لتغيير واقعهم المعيشي وليس مجرد هواية".
يرجع هذا الانخفاض إلى عدة عوامل، أبرزها تراجع الهجرات الموسمية القادمة من أواسط آسيا مروراً بإيران إلى العراق، إضافة إلى تغيرات المناخ وكثرة الصيادين في مناطق الصيد. وتشير المصادر إلى أن مناطق مثل بادية قزّانية وبلدروز تُعد من أبرز مواقع الصيد في شرق ديالى، حيث يحرص الصيادون على اصطياد أنواع الصقور النادرة التي تُباع بأسعار مرتفعة في أسواق الخليج. ومع ذلك، تؤكد الجهات البيئية على ضرورة وضع آليات تنظيمية للحد من الصيد الجائر وحماية الأنواع المهددة بالانقراض.
بغداد اليوم - بغداد افتتح رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، اليوم الأحد (19 تشرين الأول 2025)، مشروع أتمتة المعاملات في دوائر كتاب العدل. وذكر المكتب الإعلامي لمجلس الوزراء في بيان تلقته "بغداد اليوم"، أن "السوداني افتتح اليوم، عبر