سياسة / أمن / ملفات خاصة اليوم, 21:35 | --

ضرورة وجودية


العراق يعيد رسم خرائط المنطقة: دعوة لتحالف عربي إسلامي بمواجهة إسرائيل

بغداد اليوم - بغداد

تشهد المنطقة العربية والإسلامية تصاعداً في التوترات الأمنية والسياسية، وسط تزايد الضغوط الدولية والإقليمية التي فرضت على دولها البحث عن أطر جديدة للتنسيق المشترك. واليوم، شارك العراق في القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة بعد قصف إسرائيل للعاصمة القطرية، حيث طرح مقترحاً بإنشاء تحالف عربي–إسلامي لمواجهة إسرائيل. هذه الخطوة أعادت العراق إلى واجهة الأحداث كلاعب يسعى لاستثمار موقعه الجغرافي وثقله السياسي من أجل صياغة معادلات جديدة تتجاوز حدود الأزمات الداخلية إلى مسرح إقليمي أوسع.

أستاذ العلوم السياسية علي الجبوري شدد خلال حديثه لـ"بغداد اليوم"، على أن "هناك أهمية تعزيز التنسيق بين العراق ومحيطه العربي والإسلامي لمواجهة التحديات المتسارعة التي تشهدها المنطقة، خاصة وأن العراق يمتلك موقعاً محورياً وثقلاً سياسياً وحضارياً يؤهله للعب دور رئيسي في صياغة المواقف المشتركة، خصوصاً في ظل التطورات الإقليمية الراهنة". هذا الطرح يعكس التلاقي بين المبادرة العراقية في قمة الدوحة والبعد التاريخي والدستوري لدور العراق، الذي طالما صُوّر كجسر للتواصل بين محيطه العربي والإسلامي. وفق تقديرات أكاديمية، فإن هذا الموقع الجغرافي والسياسي يمنح العراق فرصة فريدة ليكون نقطة التقاء لا ساحة صراع.

وفي إطار شرح أهمية التعاون، أوضح الجبوري أن "التنسيق مع الدول العربية والإسلامية يعزز وحدة الموقف ويتيح فرصاً أكبر للحفاظ على الاستقرار، وحماية المصالح العليا للشعوب، ومواجهة الأزمات الأمنية والاقتصادية التي تفرضها التغيرات الدولية". هذا التأكيد يكشف عن بعد مؤسسي يتجاوز الخطابات العامة نحو تطوير آليات إجرائية تعزز الاستقرار، بدءاً من تبادل المعلومات وصولاً إلى بناء مواقف مشتركة في المحافل الدولية. وتشير قراءات بحثية إلى أن وحدة الموقف العربي والإسلامي لا تشكل فقط رداً على التحديات، بل ضمانة للأمن الجماعي في مواجهة تحولات النظام الدولي.

وفي السياق ذاته، لفت الجبوري إلى أن "تفعيل قنوات الحوار والتشاور المستمر بين العراق والدول الشقيقة يسهم في تعزيز التضامن، ويدعم الجهود المشتركة لإيجاد حلول سلمية للتوترات، بما يحفظ أمن المنطقة ويصون سيادتها". هذا الطرح ينسجم مع السياسة الخارجية العراقية التي تؤكد على مبدأ الحوار كأداة للوساطة، خصوصاً في ظل انقسام المواقف الإقليمية والدولية. يرى مختصون أن العراق من خلال هذه القنوات يسعى إلى ترسيخ دوره كوسيط قادر على تحويل التوترات إلى فرص للتقارب، ما يعزز موقعه في شبكة العلاقات العربية والإسلامية.

إن الدعوة العراقية إلى تحالف عربي–إسلامي لا تنفصل عن شبكة التحالفات الدولية القائمة. فالمشهد الراهن محكوم بصراع أميركي–إيراني يضع بغداد في موقع شديد الحساسية. هنا تبدو المبادرة العراقية محاولة لإيجاد توازن جديد يخفف من ثنائية الاستقطاب بين واشنطن وطهران عبر التمسك بخيار عربي–إسلامي مشترك. وأمام ذلك، يرى خبراء أن العراق لا يسعى ليكون ساحة صراع، بل شريكاً في صياغة بدائل إقليمية أكثر استقلالية. غير أن هذه الخطوة قد تضعه أمام اختبارات دقيقة، إذ قد ينظر كل من الولايات المتحدة وإيران بعين الريبة لأي تحالف جديد يُفسَّر كأداة لتقليص نفوذهما. وتشير المداولات الدبلوماسية إلى أن موقع العراق المستقبلي سيتحدد بقدرته على المناورة بين هذين القطبين، دون أن يفقد فرصته في قيادة مبادرة عربية–إسلامية جامعة.

يتضح من مجمل المشهد أن ما تغيّر هو انتقال العراق من موقع المنسق الثانوي إلى صاحب المبادرة عبر طرحه مشروع التحالف العربي–الإسلامي في مواجهة إسرائيل. وما لم يتغيّر هو استمرار الحاجة إلى تنسيق فعلي يعالج الأزمات الأمنية والاقتصادية العميقة في المنطقة. أما الأثر المتوقع فهو تعزيز موقع العراق كجسر للتقارب العربي–الإسلامي، وإعادة تموضعه كفاعل مؤثر في التوازنات الإقليمية والدولية.

إن العراق اليوم أمام فرصة تاريخية لإعادة تعريف دوره في محيطه، عبر الجمع بين حضوره السياسي وثقله الحضاري في مشروع جماعي جديد. وإذا ما تُرجمت هذه المبادرة إلى إطار مؤسسي، فإنها ستشكل خطوة استراتيجية لترسيخ العراق كركيزة في الأمن الجماعي والتنمية المشتركة للعالمين العربي والإسلامي.

المصدر: بغداد اليوم+ وكالات

أهم الاخبار

الشرطة يتعادل مع السد القطري في الجولة الأولى من دوري أبطال آسيا للنخبة

بغداد اليوم- بغداد تعادل نادي الشرطة العراقي، أمام ضيفه السد القطري 1-1، مساء اليوم الإثنين، (15 أيلول 2025)، في الجولة الأولى من دوري أبطال آسيا للنخبة. وأقيمت المباراة على ملعب الزوراء ببغداد. وكان فريق الشرطة متقدماً في الشوط الأول لكنه فرط بالفوز

اليوم, 23:13