وقفه على قمة البرازيل لمجموعة بريكس

كتب: د. بلال الخليفة

عقدت مجموعة بريكس اجتمع في البرازيل في ظروف تحولات اقتصادية وسياسية متسارعة وكذلك العالم يشهد تصاعد كبير في التوترات بين القوى الكبرى، النقطة الأهم والتي نسلط الضوء عليها الان هي العلاقة بين بريكس وتحديها لهيمنة للدولار. لكن في هذا الاجتماع الأخير والمنعقد في البرازيل كان لبريكس راي هو تأخير اصدار العملة لهذا العام والاكتفاء في مقرراتها على التركيز على التعامل بالعملات المحلية بين مجموعة دول بريكس.
ان هذا القرار اتخذ نتيجة عدة عوامل منها:-
1 – ان العالم يمر الان بأزمات كبيرة وخطيرة ومنها الحرب الروسية الأوكرانية وكذلك حرب 12 يوم بين احد الأعضاء المهمين لدول بريكس وهي الجمهورية الإسلامية وبين اخر هو فاعل وحليف مهم للدولار (أي لأمريكا) حتى ان الحربين كأنهما حروب بين قطبين شرقية وغربية.
2 – ان الرئيس الأمريكي ترامب يدرك خطر اصدار عملة جديدة أي خطورة انتهاء هيمنة الدولار على العالم وبالتالي بادر لتهديد دول بريكس بفرض تعريفات جمركية بنسبة 100% على الواردات من أعضاء بريكس.
3 – ان بعض دول بريكس لا تريد التصعيد الان مع أمريكا
أ - روسيا من اجل حل الازمة مع أوكرانيا وخصوصا ان ترامب يحاول على اقل تقدير ان ينهي الحرب.
ب - الهند مواقفها مع الغرب وخصوصا بعد ان وقفت الصين مع باكستان خلال المناوشات الدائرة بينهما.
ج - ايران لا تتعامل ابدا بالدولار لأنها معاقبة.
د - السعودية لديها تفاهمات وتعاملات وخصوصا في عهد ترامب الجديد بإدارة أمريكا وبالتالي لن تقف مع هذا القرار.
هـ - الصين هي العدو الأول لأمريكا لكن هي ابعد ما يكون عن أي صدام وباي شكل كان سياسي او اقتصادي او عسكري مع أمريكا الان لأنها ترى التنمية الاقتصادية وهيمنة اقتصادها عالميا هو المهم واما الصراع مع أمريكا فهو مؤجل .
4 - عدم جاهزية البنية التحتية المالية، مثل اعتماد برنامج بديل عن سويفت رغم وجود برامج صينية وروسية لكن لم يتم الاتفاق على برنامج خاص لدول بريكس وكذلك بنك مركزي للعملة.
5 - التباين الاقتصادي بين دول بريكس، إذ تختلف اقتصادات المجموعة بشكل جذري من حيث السياسات النقدية، وحجم الاحتياطات الأجنبية، ونظم أسعار الصرف، مما يجعل التوصل إلى عملة موحدة أمراً معقداً.
ان هذه القمة رغم انها لم تباشر بعملتها الموحدة المقترحة الى ان توصياتها السابقة والحالية قللت من استخدام الدولار بين أعضاء دول بريكس (حيث ارتفعت إلى ما يقارب 90% من إجمالي التجارة بين دول الكتلة بحلول منتصف عام 2025، مقارنةً بـ 65% قبل عامين فقط)، وذلك يعود لعدة أسباب قد يكون أهمها ان معظم التجارة العالمية وقد تصل الى 80% منها تتم بعملة الدولار .
ومن الخطوات المنتظر إنجازها من مجموعة بريكس هو تكثيف تركيزها على تسويات العملات المحلية وتطوير البنية التحتية الرقمية، BRICS Pay، لتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي.