سياسة / ملفات خاصة اليوم, 17:19 | --


المال السياسي يتصدر مشهد الانتخابات في النجف وسط غضب شعبي وانعدام الثقة بالتغيير

بغداد اليوم - النجف

مع اقتراب الانتخابات البرلمانية المقبلة في العراق، تتجه الأنظار إلى محافظة النجف الأشرف التي تمثل واحدة من أبرز الساحات السياسية والدينية. ويبدو أن المال السياسي بدأ يفرض نفسه مبكراً على المشهد الانتخابي، في وقت يعاني فيه الناخب النجفي من فقدان الثقة بالمرشحين والأحزاب، ما يثير تساؤلات عن مستقبل العملية الديمقراطية وقدرتها على إحداث تغيير حقيقي.

أكد المتابع للشأن السياسي في النجف، حسام زوين، في حديثه لـ"بغداد اليوم"، أن الانتخابات المقبلة تختلف عن جميع الدورات السابقة من حيث طبيعة الصراع، موضحاً أن المال السياسي سيكون له الدور الأكبر في حسم فوز المرشحين داخل كتلهم، بينما بدأ التسقيط السياسي بين القوى المتنافسة مبكراً. وأشار إلى أن هذه المؤشرات تعكس صورة مغايرة عن الديمقراطية، حيث تتحول العملية الانتخابية من تنافس برامجي إلى سباق مالي تتقدم فيه الجيوب على الطروحات.

زوين أضاف أن "المجتمع النجفي يعيش حالة من الغضب تجاه المرشحين والأحزاب السياسية"، عازياً ذلك إلى تراكم إخفاقات السنوات الماضية، وهو ما أدى إلى انعدام ثقة الناخب بجدوى التغيير. وتابع: "الناخب النجفي لم يعد يثق بالوعود ولا بالشعارات التي ترفعها الكتل السياسية"، في إشارة واضحة إلى أن أزمة الثقة باتت بنيوية، تهدد بإضعاف المشاركة الشعبية وتعميق فجوة العزوف عن الانتخابات.

على الصعيد الديني، أوضح زوين أن قوى الإطار التنسيقي والأحزاب الإسلامية جميعها تتبنى الطابع السياسي الديني، ما يعني غياب أي صراع فكري أو عقائدي بينها، إذ تنتمي جميعها إلى اللون السياسي ذاته. لكن في المقابل، يتجلى التنافس في حجم الإنفاق المالي والتحالفات المصلحية، حيث تلجأ بعض الأحزاب إلى صرف مبالغ ضخمة لدعم مرشحيها بهدف السيطرة على المقاعد النيابية، بعيداً عن أي برامج واقعية أو خطط إصلاحية.

المشهد في النجف، بحسب زوين، يكشف عن معادلة انتخابية جديدة قائمة على المال والتحالفات أكثر من اعتمادها على البرامج والخيارات السياسية. هذا التحول يعني أن صناديق الاقتراع باتت أسيرة للتأثير المالي والدعائي، في وقت يزداد فيه عزوف الناخبين وتعمّق فجوة الثقة مع العملية الانتخابية. وإذا ما استمر هذا المسار، فإن النتيجة المتوقعة ستكون برلماناً جديداً يُعاد إنتاجه بآليات قديمة، محكوماً بالولاءات والإنفاق لا بالتمثيل الحقيقي لإرادة الشارع.

بحسب مراقبين، هذا المشهد في سياق تراكم إخفاقات سياسية متتالية شهدتها النجف والعراق عموماً منذ 2003، حيث تحولت الوعود الانتخابية إلى شعارات جوفاء لم تُترجم إلى سياسات تنموية أو خدمات ملموسة. ومع كل دورة انتخابية، تزداد الهوة بين الناخب والمرشح، فيما يجد المال السياسي طريقه لتعزيز نفوذ الأحزاب التقليدية على حساب الكتل الناشئة أو المستقلين. ولعل النجف، بما تمثله من ثقل ديني وسياسي، تعكس صورة مصغّرة لأزمة الديمقراطية العراقية التي تتأرجح بين المال والسلطة، بعيداً عن طموحات التغيير والإصلاح.

أهم الاخبار

المحكمة العسكرية تحدد الخميس المقبل لمحاكمة ناصر الغنام

بغداد اليوم – بغداد حددت المحكمة العسكرية يوم الخميس المقبل موعدا لمحاكمة الفريق ناصر الغنام، وذلك على خلفية قضية وفاة عدد من طلبة الكلية العسكرية الرابعة، بحسب الوثيقة أدناه والتي حصلت عليها "بغداد اليوم"، اليوم الاثنين (18 آب 2025).

اليوم, 18:26