شيوخ الأنبار يحذرون من استغلال المال السياسي وسط تصاعد العنف الانتخابي في الرمادي

بغداد اليوم – الأنبار
كلما اقترب موعد الانتخابات البرلمانية، ارتفع منسوب التوتر في محافظة الأنبار، حيث تتداخل اتهامات استغلال المال السياسي وموارد الدولة مع مشاهد العنف المسلح بين الأحزاب المتنافسة، في مشهد ينذر بمخاطر على استقرار المحافظة ونزاهة العملية الانتخابية.

في هذا الشأن، أكد شيخ عشيرة البو فهد في محافظة الأنبار، أحمد نصر الله عبد الكريم، في حديث لـ"بغداد اليوم"، أن "هناك استغلالاً واضحاً للمال السياسي وإمكانيات الدولة لصالح مرشحين من حزب معين، في وقت لا تُلبى فيه المطالب الخدمية للمواطنين إلا عبر مرشحين تابعين لأحزاب متنفذة".
وأضاف أن "التنافس الانتخابي يجب أن يُبنى على أسس نزيهة، فالأنبار ليست ملكاً لحزب أو جهة سياسية بعينها، بل هي لجميع أبنائها، ومن حق الجميع التنافس فيها بشكل متكافئ".
وحذر عبد الكريم من إدخال الصراع الانتخابي إلى داخل العشائر، قائلاً: "العقلاء مطالبون بالتدخل للحفاظ على استقرار الأنبار، لأن أي انزلاق عشائري في الصراع السياسي ستكون له تبعات خطيرة على المحافظة".

الخلفية الأمنية لهذه المخاوف جاءت مع تسجيل حادثة مسلحة خطيرة، إذ أفاد مصدر محلي لـ"بغداد اليوم"، بأن "مجموعة مسلحة مرتبطة تنظيمياً بأحد الأحزاب النافذة في الأنبار شنت هجوماً على عدد من المواطنين في منطقة الصوفية شرقي الرمادي، مستهدفةً أنصار حزب منافس".
وأضاف المصدر أن "الخلافات بين أنصار الأحزاب المتنافسة تصاعدت في الأيام الماضية من تبادل الاتهامات والشتائم في الحملات الدعائية إلى مواجهة مسلحة في الشارع".

ويرى مراقبون أن حادثة الصوفية تمثل "جرس إنذار مبكر" لاحتمالية انفلات الوضع الأمني في الأنبار مع اقتراب موعد الانتخابات. فالمحافظة، التي كانت لسنوات مسرحاً لمعارك مع الإرهاب، تواجه اليوم خطراً مختلفاً يتمثل في عسكرة السياسة وتحويلها إلى صراعات مسلحة بين الأحزاب.
ويحذّر محللون من أن استمرار هذا المسار سيقوض نزاهة الانتخابات ويزيد من عزوف المواطنين عن المشاركة، خاصة في ظل غياب ضمانات حقيقية لكبح السلاح المنفلت والمال السياسي الذي بات أداة رئيسية في الصراع على النفوذ.