بغداد اليوم – متابعة
يقف منذ أكثر من عقد، إلى جوار برج القصبة في مدينة "لوشا" الإسبانية قرب غرناطة، تمثال برونزي لفارس أندلسي يُدعى "إبراهيم العطار"، أو كما يُعرف في المصادر الإسبانية بـ"علي العطار"، نُحت على يد الفنان خوسيه باتريسيو تورو، تخليدًا لواحد من أكثر الرموز المقاومة في تاريخ الأندلس، والذي مات وسيفه في يده.
يُصوّر التمثال الفارس المسلم واقفًا بين أربع شجرات برتقال، في مشهد يرمز إلى الصمود والوداع الأخير لعصرٍ كان يحتضر، وعلى قاعدة التمثال وُضعت لوحة تعريفية تشرح سيرته ودوره في الدفاع عن مدينة "لوشا" خلال الفترة الممتدة بين عامي 1462 و1483.
وفيما يعرف كثيرون الملك الأندلسي "أبو عبد الله الصغير" ووالدته عائشة بعبارتها الشهيرة: "ابكِ كالنساء ملكًا لم تحافظ عليه كالرجال"، قلّ من يعرف أن والد عروسه، الفارس العطار، لم يبكِ، بل قاتل حتى النهاية، وسقط شهيدًا في إحدى المعارك بينما كان يحاول إنقاذ صهره من الأسر.
العطار، الذي كان والياً على مدينة "لوشا" وقائدًا عسكريًا وحاجبًا وتاجرًا بارعًا، يُجسد إحدى قصص البطولة النادرة في التاريخ الإسلامي بالأندلس. حارب ببسالة في حروب غرناطة التي انتهت عام 1492 بسقوط آخر معقل إسلامي لصالح الملكين الكاثوليكيين فرديناند وإيزابيلا، ورفض أن يكون شاهدًا على أفول دولته دون مقاومة.
ويصف أحد النقاد الإسبان هيئة التمثال قائلاً: "العطار يظهر في وقفة متحدية تجمع بين الحزم والحزن، قدمه راسخة على أرض أقسم أن يدافع عنها، وعينه تتطلع نحو أفق يتلاشى فيه عالمه... درعه لا يحميه فقط، بل يُجسد أيضًا العبء العاطفي لنضاله".
أما سيفه، الذي قاتل به حتى الرمق الأخير، فقد احتفظ الإسبان بنموذج له، صنع في القرن الخامس عشر، بمقبض من العاج والذهب، ويُعرض اليوم داخل متحف الجيش في مدينة طليطلة.
في النهاية، لم ينهزم علي العطار، بل خُلد في ذاكرة المكان والتاريخ كمثال للفارس الذي لم يُسلّم مدينته، ولم يرضخ، ولم يبكِ ملكًا ضائعًا، بل واجه النهاية بسيف في يده، وكرامة في قلبه.
المصدر: وكالات
بغداد اليوم- متابعة نددت وزارة الخارجية في حكومة صنعاء، اليوم الجمعة، (11 تموز 2025)، بما وصفته بـ"انحياز" المبعوث الأممي إلى اليمن في البيان المنسوب إليه بشأن الوضع في البحر الأحمر. وعدت خارجية صنعاء بيان المبعوث الأممي بانه "يعكس عدم