الدينار العراقي ينتعش والأسواق تموت.. ركود اقتصادي يضرب كردستان

بغداد اليوم - كردستان

بكل ما تحمله الأسواق من صمت ثقيل ورفوف تزداد فراغًا يومًا بعد آخر، يعيش إقليم كردستان حالة من الركود الاقتصادي رغم بشائر الانتعاش التي يشهدها باقي العراق بانخفاض سعر صرف الدولار وعودة الدينار إلى قوته. وبينما تتنفس بعض المحافظات الصعداء، تبقى كردستان في دائرة مغلقة من الأزمات المتراكمة، لا يلمس فيها المواطن أي أثر لهذا التحسن الظاهري.

الشارع الكردي لا يسأل عن المؤشرات الاقتصادية، بل يسأل عن راتبٍ غائب، وعن فرصة عمل مفقودة، وعن سيولة مالية باتت نادرة كالمطر في زمن الجفاف. لا دينار في اليد ولا دولار في الجيب، فقط انتظار طويل لأمل قد لا يأتي، ومعاناة تتعمق مع كل يوم تتأخر فيه الرواتب وتتسع فيه دوائر البطالة.

"المشكلة ليست في سعر الصرف"

في هذا المشهد، يعلو صوت الخبراء محذرين من أن الأزمة ليست في سعر الصرف، بل في غياب السياسات الاقتصادية التي تضمن وصول آثار التحسن إلى جيب المواطن. وهو ما أشار إليه الخبير الاقتصادي فرمان حسين، اليوم الأربعاء (28 أيار 2025)، الذي أكد أن إقليم كردستان حتى اللحظة، خارج دائرة الانتعاش الاقتصادي رغم كل التغيرات الإيجابية التي طرأت على سعر العملة.

وقال حسين لـ"بغداد اليوم"، إن "رغم انخفاض أسعار صرف الدولار وانتعاش الدينار العراقي، إلا أن أسواق إقليم كردستان ما تزال لم تستفد من هذا الانخفاض، وما تزال تعاني من الركود".

وأضاف أن "مشكلة الإقليم تكمن في نقص السيولة المالية، فالمواطن لا يمتلك الدولار ولا الدينار، بسبب عدم صرف الرواتب، وقلة فرص العمل، وارتفاع معدلات البطالة، وضعف التعاملات المصرفية، وهذه جميعها تؤدي إلى نقص السيولة المالية".

تباين في المشهد الاقتصادي العراقي

ويشهد العراق منذ أشهر تحسناً ملحوظاً في قيمة الدينار أمام الدولار، نتيجة جملة من الإجراءات الحكومية والبنكية التي استهدفت ضبط السوق والسيطرة على حركة العملات الأجنبية، وهو ما انعكس إيجاباً على القدرة الشرائية في عدد من المحافظات، وساهم نسبياً في تخفيف الضغوط الاقتصادية على المواطن العراقي.

غير أن هذا التحسن لم يكن شاملاً، إذ بقي إقليم كردستان يعاني من حالة ركود اقتصادي واضح، رغم انخفاض سعر الدولار. فالمشكلات البنيوية التي يعاني منها الإقليم، وعلى رأسها أزمة الرواتب المتأخرة، وارتفاع معدلات البطالة، وضعف السيولة النقدية في الأسواق، حالت دون أي انتعاش فعلي يمكن أن يشعر به المواطن.